وفى احدى الايام كانت المرأة تقف بجوار نافذة منزلها فشاهدت زرعة الرابونزيل جميلة فاشتهتها حيث كان لونها اخضر وكانت طازجة وكانت رغبتها فى تناول عشبة الرابونزيل تزداد كل يوم ولكنها تعلم انها لا تستطيع الحصول عليها لانها موجودة فى حديقة الساحرة فاصبحت المرأة بائسة ووجها لونه شاحب .فقلق عليها زوجها وسألها : ما بك يازوجتي ؟ ، فاجابت عليه قائلة : اننى اشتهى تناول عشبة الرابونزيل الموجودة فى حديقة الساحرة التى تسكن خلف منزلنا ولكن اعلم جيدا انه لا يمكنني فعل ذلك ، ففكر زوجها قليلا وقال كيف لي ان اترك زوجتى حزينة هكذا ؟ لابد ان اجلب لها عشبة الرابونزيل مهما كلفني الامر .وبالفعل عندما جاء المساء قفز الزوج على جدار الحديقة التى تمتلكها الساحرة واسرع ليمسك قطعة من عشبة الرابونزيل ثم رجع لزوجته وقدم اليها تلك العشبة وكانت الزوجة فى نفس الوقت تحضر الاكل المفضل لزوجها ، ،وفي اليوم الثانى ذهب الزوج الى الحديقة ثلاث مرات لكي يأتي لزوجته بالعشبة التى تفضلها لكن لم ينجح في ذلك ، وعندما ذهب الى الحديقة فى اليوم التالى بالمساء اخذ الزوج العشبة وبدأ يقفز من على الحائط لكن الساحرة الشريرة شاهدته ، فنظرت اليه الساحرة الشريرة وهى غاضبة جدا ثم قالت له :كيف تجرؤ على التسلل الى حديقتى وتسرق عشبة الرابونزيل مثل اللصوص ؟

صورة توضيحيّة

فاجابها الزوج وهو خائف : ارحميني ! زوجتى تشتهي اكل تلك العشبة حيث انها شاهدتها من النافذة وقالت لي انها سوف تموت اذا لم تتناول تلك العشبة ، فبدأت الساحرة الشريرة تهدأ قليلا وقالت له : اذا كان ذلك الكلام صحيح فساسمح لك ان تأخذ القدر الذى تريده من تلك الزرعة لكن لدي شرط وهو عندما ترزق بمولود سيكون لى وقالت له انها ستعتني به جيدا .
ولان الزوج كان خائفا جدا من تلك الساحرة وافق على شرط الساحرة وبالفعل رزق الرجل وامرأته بمولودة وفجأة ظهرت لهم الساحرة ! ثم اخذت الطفلة واسمتها رابونزيل ، كبرت رابونزيل وهى فى منزل الساحرة الشريرة وكانت جميلة جدا وتمتلك شعر جميل وطويل وعندما بلغت رابونزيل من العمر اثنى عشر عاما اغلقت الساحرة نوافذ منزلها كلها وتركت نافذة واحدة فقط صغيرة موجودة فى قمة المنزل وفى يوم من الايام خرجت الساحرة الشريرة الى خارج المنزل فاسرعت رابونزيل الى النافذة وبكت كثيرا واخرجت شعرها الطويل من النافذة .وكان شعر رابونزيل يتميز بانه رائع وطويل جدا ولونه ذهبى وكان دائما تضفره ،وعندما شعرت رابونزيل بان الساحرة الشريرة قادمة اسرعت رابونزيل وادخلت شعرها من النافذة وجلست داخل المنزل بعيدا عن النافذة وهكذا كان الحال التى تعيش علية رابونزيل فى منزل الساحرة الشريرة وبعد مرور سنتين من عمرها وفى الاوقات التى كانت رابونزيل تقف فيها بالنافذة اثناء عدم وجود الساحرة الشريرة بالمنزل ، كان يوجد امير يمر فى طريقه بجانب منزل الساحرة الشريرة واستمع الى صوت جميل يغني وكان ذلك الصوت الجميل هو صوت رابونزيل تتغنى وهي تقف بالنافذة ، فالتفت الامير الى الصوت ورأى رابونزيل واقفة فى النافذة ورأى شعرها الطويل .فأراد الامير ان يتسلق الجدار حتى يصل الى رابونزيل الجميلة ولكنه لم يستطيع الصعود اليها فوقف فى مكانه ليستمع الى اغنية رابونزيل كاملة ، ومنذ ذلك الوقت كان يمر الامير كل يوم بجوار منزل الساحرة الشريرة لكي يستمع الى صوت رابونزيل .ثم فى احدى الايام وهو يستمع الى رابونزيل شاهد الساحرة الشريرة وهي تضفر شعر رابونزيل وكانت رابونزيل تبكى ، وفكر الامير بفكرة وهي ان يصعد للمنزل الذى تعيش به رابونزيل من خلال شعرها حيث انه سيصعد عليه ، وبالفعل فى اليوم التالى عندما جاء الظلام حاول الامير ان يصعد الى منزل رابونزيل وفعلا وصل الامير الى داخل المنزل وفى البداية عندما شاهدته رابونزيل تفاجأت ، ولكن الامير بدأ معها الحديث وكأنه صديق لها فتكلم معها بلطف شديد .قال الامير لرابونزيل : ان صوتها عذب وجميل واغانيها ممتعة وسألها هل ترضى به زوج لها ؟ ، فوجدته رابونزيل لطيف جدا معها فردت عليه : نعم اوافق عليك زوجا لى ، وسأذهب معك عن طيب خاطر لكنى لا اعرف كيف سننزل من المنزل ثم جاءتهم فكرة ان يجمعوا قطع كبيرة من الحرير وثبتوه فى اثاث المنزل ثم اخرجوا الحرير من النافذة لينزلوا من خلاله الى خارج المنزل وبالفعل هذا كان يحدث كل يوم تخرج رابونزيل مع الامير ثم تعود الى المنزل مرة اخرى لكى لا تشعر الساحرة الشريرة .وفى احدى الايام قالت رابونزيل للساحرة الشريرة : انت شريرة جدا ، فبكت الساحرة عندما سمعت رابونزيل تقول لها هذا الكلام وقالت لها : ماذا تقولين يا رابونزيل ! اننى فصلتك من العالم كله لكى احافظ عليكي ، وغضبت الساحرة الشريرة كثيرا من كلام رابونزيل فاخذت مقص وقصت شعر رابونزيل كله والقته على الارض .ثم عندما جاء الامير وعرف ما حدث لرابونزيل من الساحرة الشريرة بكى وصعد الى منزل رابونزيل ولكنه وجد الساحرة الشريرة تحدق فيه بنظرات شريرة ! وقالت للامير : لقد جئت لرابونزيل لكنها لن تغنى مرة اخرى ولن تراها مرة اخرى .حاول الامير ان يهرب من تلك الشريرة فسقط من نافذة المنزل ، لكنه سقط على شوك كثير فدخلت شوكة فى ساقه وظل يعالج منها لعدة اشهر ، وخلال تلك الفترة لم ينسى الامير رابونزيل ابدا وظل الامير يبكي على رابونزيل ، وهو فى حالة من البؤس والحزن لمدة اشهر متعددة .وفي خلال تلك الفترة تمكنت رابونزيل من الهرب من منزل الساحرة الشريرة وهي غير موجودة ، وذهبت الى الصحراء حتى لا تجدها الساحرة الشريرة مرة اخرى ، وبعد فترة بينما الامير يمشي وحيدا في الصحراء وهو يفكر في رابونزيل ، فاذا به يسمع صوت غناء رابونزيل ففرح كثيرا ورأته رابونزيل فسعدت ايضا كثيرا ثم عاد الاثنين الى القصر الذى يعيش به الامير وظلوا يعيشون فى سعادة وهناء .