الناشطة ديانا قاسم نصار:
نحلم ونحب أن نعمل مشاريع لبلدنا الطيرة كي نراها في مقدمة المدن والقرى ولنرى تطورها من الناحية الإقتصادية والثقافية
نحن سعداء لأننا نساهم في إنعاش اقتصادهم على الأقل في هذه الفترة، ولا بد من الإشارة الى أنه ليس فقط الناس الذين في ساحة البلدية هم من يستفيدون، بل كل المحلات المجاورة استفادت، وهي تسعد بذلك، وأتمنى أن تكون المشاريع في كل أيام السنة
بعض رجال الدين وغيرهم إنتقدوا المشروع وإدعوا بأننا نقوم بإسماع المشاركين أغاني هابطة، والإختلاط المشين في ساحة للعائلات والمنكر الذي نبيعه بالاكشاك، وأننا نلهي الشباب بأن تذهب لأداء صلاة التراويح، وليس هذا فقط، بل قاموا بتشبيهي بافيجاي ادرعي
سؤالي لكم لماذا تحبون فقط أن تشاهدوننا بجنازات أولادنا وإخوتنا وجيراننا وأصحابنا الذين يُقتلون في ساعات الليل وقت الظلام؟، وهل تحبون مشاهدة بلدنا بغير أخبار القتل والعنف؟،
للسنة الثالثة على التوالي يقوم "الملتقى الثقافي" في مدينة الطيرة بالتعاون مع البلدية وجمعية إنتماء وعطاء بإقامة مشروع "رمضان ماركت 3"، الذي بادرت إليه الناشطة الإجتماعية والعضو في الملتقى ديانا قاسم نصار، حيث لاقى هذا المشروع تجاوبا كبيرًا من سكان البلدة من أطفال ونساء ورجال الذين أثنوا على هذه الخطوة وأشاروا الى أن الطيرة بحاجة لمثل هذه المشاريع القيمة.
من ساحة رمضان ماركت
جدير بالذكر أن مشروع "رمضان ماركت 3" يقام في ساحة البلدية، وهو يحتوي على أكشاك وبسطات لبيع الهدايا والتحف والكتب وملابس تطريزية وأشغال يديوية، بالإضافة الى عرض برامج ترفيهية وثقافية خاصة بالأطفال، وهنالك عروض موسيقية ملتزمة، وفي كل ليلية يتوافد إليه أعداد كبيرة من العائلات، الذي يقضون أوقاتا ممتعة.
وقالت الناشطة ديانا قاسم نصار: "هذا المشروع يُقام منذ 3 أعوام، وأنا سعيدة جدًا بأن بلدات عربية أخرى أقامت نفس المشروع تقريبًا مثل جلجولية، قلنسوة، الطيبة، مجد الكروم وقريبا في سخنين، وهذا ما يشير الى التعطش الكبير لمثل هذه النشاطات التي تساهم في إنعاش الإقتصاد ومحاربة العنف وتوفير أجواء خاصة ومميزة في شهر رمضان الكريم".
من اليسار: الناشطة ديانا قاسم نصار
وبالرغم من نجاح المشروع لكن برزت إنتقادات من قِبل رجال دين وغيرهم، الذين عارضوا إستمراره بسبب على حد تعبيرهم الإختلاط والموسيقى وما شابه.
وقد ردت الناشطة ديانا قاسم نصار على الانتقادات وقالت: "نحن نحلم ونحب أن نعمل مشاريع لبلدنا الطيرة كي نراها في مقدمة المدن والقرى ولنرى تطورها من الناحية الإقتصادية والثقافية، وأن نلاقي مكان للأهالي وشباب بلدنا ليتجمعوا فيه ويستفيدوا منه، وبدلا من أن يخرجوا للشوارع للتفحيط والزعرنات، ويكون الهدف هو تحريك عجلة الإقتصاد للبلد بالأخص للعائلات البسيطة والميسورة"، وأضاف قائلة: "مع إنتشار ثقافة المجمعات التجارية ايضا نخلق جو من مزيج السوق الثقافي الفني التربوي والذي بشمل على معرض كتاب، تطريز فلسطيني، أشغال يدوية، رسم حنة، رسم على الوجوه، كذلك أغاني ملتزمة وطنية وراقية، ولنرى أيضًا الأسر التي تعتاش من وراء الشغل اليدوي ومن محلاتها البسيطة التي هي بعيدة عن زخم وفخامة المجمعات التجارية والتي نرى أغلبها عند أولاد عمنا".
وتابعت قاسم:"نحن سعداء لأننا نساهم في إنعاش اقتصادهم على الأقل في هذه الفترة، ولا بد من الإشارة الى أنه ليس فقط الناس الذين في ساحة البلدية هم من يستفيدون، بل كل المحلات المجاورة استفادت، وهي تسعد بذلك، وأتمنى أن تكون المشاريع في كل أيام السنة".
وأردفت وهي تقول: "عندما ترى بسمة الأطفال وفرحهم وعجكتهم في هذه الأيام وهي مرسومة على وجوهم ويحملون الحلويات وبالونات الهيلوم بكل الالوان والاشكال، نفرح كثيرًا، وأتمنى لو أن هذه البسمة والفرحة والإطمئنان لا تختفي عن هذه الوجوه البريئة". وأضافت قالئة: "كما وأننا نفرح كثيرًا ونشعر بالفخر والإعتزاز عندما نرى النساء يقمن بشراء الكتب والتحف أو القطع المطرزة بتراثنا ليزينوا بها بيتهم، ويلبسن ملابس الفرح والإطمئنان".
الناشطة ديانا واصلت حديثها وقالت:"بعض رجال الدين وغيرهم إنتقدوا المشروع وإدعوا بأننا نقوم بإسماع المشاركين أغاني هابطة (شدو الهمة ومنتصب القامة أمشي ويا بحرية..) والإختلاط المشين في ساحة للعائلات والمنكر الذي نبيعه بالاكشاك، (حبوب الذرة، بوظة، تطريز فلسطيني، زخارف، العاب رمزية، كتب، صابون نابلسي)، وأننا نلهي الشباب بأن تذهب لأداء صلاة التراويح، وليس هذا فقط، بل قاموا بتشبيهي بافيجاي ادرعي". وتابعت:"سؤالي لكم، لماذا تحبون فقط أن تشاهدوننا بجنازات أولادنا وإخوتنا وجيراننا وأصحابنا الذين يُقتلون في ساعات الليل وقت الظلام؟، وهل تحبون مشاهدة بلدنا بغير أخبار القتل والعنف؟، بهذه القصص، فنحن لا نرى حلولكم البناءة لوقف العنف في البلد!، إذا كان الإختلاط يزعجكم فلا تسافروا في الحافلات ولا تذهبوا للمجمعات التجارية ولا حاجة لأن تذهبوا الى المستشفيات والبحر والفنادق ولا تبعثوا اولادكم الى المدارس. وسؤالي لكم، أي كشك يزعجكم؟ تجميع الكتب للاجئين السوريين؟ أو كشك أجنحة كريمبو لدعم ونشر الوعي لأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة؟".
واختتم ديانا قاسم:"الفتنة التي تقومون بها في الطيرة سوف ُتحاسبوا عليها فخافوا الله. باب الجامع مفتوح لكل شخص يريد الصلاة وباب "رمضان ماركت" مفتوح للسبت لكل العائلات والأطفال كي تُسعد وتتثقف وتتسوق قبل صلاة التراويح وبعدها، وإن مداخل الطيرة مفتوحة لكل من ينوي زيارة المجمعات التجارية، ومن لديه مشروع ثقافي بديل أو إضافي فنرحب به حتى نعمر البلد بعد ما أن قامت خفافيش الليل بتخريبها واعرقتها بدماء شبابها"، كما قالت.