سركيس نعوم في مقاله:
لأسد الابن لم يرث كفاءات الأسد الأب الراحل. ورث ربما قساوته وشدّته وربما فاقه في هذا المضمار، لكنه لم يرث حكمته وتخطيطه
اعتقد أن إيران اتخذت قرار الانفتاح على الغرب وزعيمته أميركا. وهي ربما تفضّل التعامل والتعاون مع دول كبرى أخرى مثل الهند والصين وغيرهما
ردّ المسؤول المهمّ نفسه في "الإدارة" المهمة الثالثة نفسها داخل الادارة الاميركية على بدء العرب المقارنة بين تعامل كل من روسيا وأميركا مع حلفائها، قال: "أما العرب الذين يقولون، استناداً إليك والى آخرين بعد مقارنتهم بين روسيا وأميركا، إن الأولى "تمسك" مع حلفائها في حين تحجم أميركا عن ذلك، أما العرب فإنهم يعرفون ومن زمان أن أميركا تحميهم وصديقة لهم وحليفة. ولا يعني ذلك أنها تنفّذ ما يريدون من دون مناقشة. فهي دولة عظمى ولها مصالح أيضاً. كذلك لا أرى أن الخوف على العلاقة العربية – الأميركية في محله. أما سحب بوتين عسكره جزئياً من سوريا فالهدف منه في رأيي هو القول للأسد نحن نساعدك الى هذا الحد. لكن أن نتابع التدخل من أجل إعادتك حاكماً لسوريا كلها فهذا أمر لا نستطيع أن نفعله. هذا أمر كبير. نحن حميناك وحسّنا موقفك، ونعمل الآن على حل سياسي للأزمة السورية. قد ننجح وقد نفشل فتستمر الأزمة عقوداً. على كل قرأت أخيراً مقالة في "النيويورك تايمز" جاء فيها: "إن بشار الأسد مثل والده يستفيد من قوى دولية وإقليمية متناقضة من أجل تحقيق أهدافه"، علّقت منهياً اللقاء: لا أعتقد أن هذا الأمر صحيح. الأسد الابن لم يرث كفاءات الأسد الأب الراحل. ورث ربما قساوته وشدّته وربما فاقه في هذا المضمار، لكنه لم يرث حكمته وتخطيطه. الأب "تسلّم" بانقلاب عسكري طبعاً سوريا ذات دور إقليمي ضعيف وذات استقرار داخلي هشّ سياسياً، لكنه حوّلها لاعباً إقليمياً مهماً.
ماذا في جعبة مسؤول مهم يتابع إيران وأوضاعها الداخلية وسياستها الخارجية في "الإدارة" المهمة الثالثة داخل الإدارة الأميركية؟
في بداية اللقاء سألته إذا كان هناك بحث جدّي بين أميركا وإيران في بدء حوار ثنائي يتناول قضايا هذه المنطقة وأزماتها وحروبها. أجاب: "حصر مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية وولي الفقيه فيها السيد علي خامنئي الحوار بالموضوع النووي. تم التوصّل إليه ثم وُقّع وبدأ تنفيذه. وهذا الحصر لا يزال مستمراً. الحوار أو الكلام، وهذا الوصف أكثر صحة، بين وزيري الخارجية جون كيري ومحمد جواد ظريف لا يزال يركز على النووي نظرياً، وهذا لا يمنع تطرّقهما إلى قضايا أخرى في المنطقة. لكن ذلك يبقى من دون نتيجة. لا شيء رسمياً. لا بد من مأسسة الحوار مع ايران (Institutionalise) كي يصبح شاملاً كل القضايا الإقليمية الخلافية وفي مقدمها سوريا والعراق ولبنان واليمن والسعودية. لا نعرف جيداً بماذا تفكِّر إيران أو بالأحرى مُرشدها".
علّقت: اعتقد أن إيران اتخذت قرار الانفتاح على الغرب وزعيمته أميركا. وهي ربما تفضّل التعامل والتعاون مع دول كبرى أخرى مثل الهند والصين وغيرهما، لكن ما تحتاج إليه فعلياً موجود عند أميركا ولا سيما في التكنولوجيا المتنوعة والأبحاث وغيرها. الشعب الإيراني بالأحرى شبابه يحبّون الانفتاح على أميركا. لكنه شعب فخور وقومي. ولا يعني ذلك أنه مع تغيير النظام في بلاده من أجل مصلحة أميركا. قد يكون هناك فهم خاطئ لإيران في الغرب وأميركا. فالسيد خامنئي أدار الانتخابات النيابية الأخيرة في بلاده بطريقة أوصلت إلى النتيجة التي رآها العالم. أي لا أكثرية لفريق واحد. لكن هناك مجالاً لتكوين أكثرية من المعتدلين والاصلاحيّين والمستقلّين إذا رأى هو مصلحة في ذلك. كما أن هناك مجالاً لتكوين أكثرية من المتشدّدين والمستقلين وربما بعض المعتدلين. والذين صوتوا في مجلس الشورى السابق ضد الاتفاق النووي لم يفوزوا كلهم في الانتخابات الأخيرة. خامنئي يحاول قيادة إيران نحو الانفتاح على أميركا ولكن بطريقة لا تؤذي نظامها الإسلامي ولا قيمها الإسلامية، وهناك اعتراف بأخطاء ارتُكبت في موضوع اليمن وموضوعات أخرى. لكن هناك اعترافاً أيضاً بوجود رغبة في التصحيح إذا كانت النيات صادقة عند الجميع.
علّق الموظف المهمّ نفسه: "يقول الحوثيون إن إيران لا تحكمهم ولا تفرض عليهم رأياً وموقفاً. يعني ذلك أنهم ليسوا كشيعة لبنان. وشيعة العراق يؤكّدون أنهم عرب ولا يحبون سيطرة إيران عليهم بما في ذلك المرجع في النجف السيد علي السيستاني. لكنهم يلفتون طبعاً إلى وجود قيم مشتركة بينهم وبين إيران وتاريخاً لا بد من احترامه".
علّقت: الحوثيون ليسوا شيعة إثني عشرية، لكنهم أقرب إليهم من السنّة. لذلك قد يكون ما قُلته صحيحاً، لكن هناك فارقاً دقيقاً لا يكاد يُدرك. فما قاله هؤلاء لا يعني أن إيران لا تمون عليهم وأنها لم تقم بتسليحهم وتدريبهم وتمويلهم. بماذا ردّ؟
نقلا عن جريدة النهار
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net