عمار محمود إغبارية في مقاله:
ألا تدرون يامن تلوح آياديكم بأعلام الأتراك أن هذه الدولة قد جلست على أنفاسنا مدة أربعة قرون، عاثت فيها فسادًا وقتلًا وتشريدًا في الأمة العربية وخاصة في سورية
أيها المتباهون بالعلم التركي أتسمعون (بالأخذ عسكر) عندما أجبرت الدولة العثمانية أكثر من مئتي ألف عربي إلى الذهاب للحرب أبان الحرب العالمية الأولى، فكان الذاهب إليها مفقود والعائد منها مولود
نجحت تمثيلية سلطان باشا أردوغان، وما فتئ إلا أن بدأ بإبادة خصومة في المعارضة، بحجة إنتمائهم للكيان الموازي، سواء أكان ذلك بإقصاء المدرسين من وظائفهم، وإعتقال المئات من ضباط الجيش، فهو الآن يفعل كما فعل السيسي بإنقلابه بل وأكثر
لم يتخيل لي يومًا أن أرى أعلام الدولة العثمانية ترفرف في بعض الدول العربية احتفالًا بفشل الإنقلاب العسكري على حفيد السلطنة العثمانية أردوغان (كما قال بنفسه)، ولم يتخيل لي يومًا أن يتغني الإسلام السياسي بما يفعله أردوغان الذي يدافع بالأصل عن علمانية تركيا.
ألا تدرون يامن تلوح آياديكم بأعلام الأتراك أن هذه الدولة قد جلست على أنفاسنا مدة أربعة قرون، عاثت فيها فسادًا وقتلًا وتشريدًا في الأمة العربية وخاصة في سورية.
ألا تدرون أنه كان هناك شخصًا يدعى جمال باشا الجزار وبرزت في عهده (حرب السفر لك) عندما فشل في عبور قناة السويس.
ونتج عن هذا الفشل الذريع للحملة ومسؤولية جمال باشا المباشرة عن ذلك الفشل، بصب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية، محملًا إياها مسؤولية إخفاقه، فعمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب غالبية جنودها من الأتراك، وفصل الضباط العرب البارزين من وظائفهم، وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت، وقد كانت باكورة هؤلاء إعدام عدد من المناضلين بأحكام عرفية باطلة في عدد من المناسبات.
أيها المتباهون بالعلم التركي أتسمعون (بالأخذ عسكر) عندما أجبرت الدولة العثمانية أكثر من مئتي ألف عربي إلى الذهاب للحرب أبان الحرب العالمية الأولى، فكان الذاهب إليها مفقود والعائد منها مولود.
لقد احتاجت سورية مدة أربعة قرون حتى إنزال هذا العلم المثقل بالدماء كما ألوانه عن ظهرها وإبداله بعلم الثورة السورية التي تنادون بنجاحها، وأنتم الآن بدتم ترفعونه فوق رؤوسكم وعلى بيوتكم وخلال مظاهرتكم المؤيدة لمسرحيته. ألا يكفيكم هذا، لماذا نحن من نرفع هذه الأعلام، تعلموا من الأرمن الذين ما كفوا بمطالبتهم بالاعتراف المجتمع في إبادة الأتراك لقومهم، كذلك ألا تتعلمون من اليهود الذين ما زالوا يأخذون التعويضات من ألمانيا نتيجة ما فعل بهم هيتلر.
إذا لقد نجحت تمثيلية سلطان باشا أردوغان، وما فتئ إلا أن بدأ بإبادة خصومة في المعارضة، بحجة إنتمائهم للكيان الموازي، سواء أكان ذلك بإقصاء المدرسين من وظائفهم، وإعتقال المئات من ضباط الجيش، فهو الآن يفعل كما فعل السيسي بإنقلابه بل وأكثر من ذلك، فما يفعله السيسي الدكتاتوري من قمع وحجز قصري وقتل لغاية الآن في فترة حكمه، يفعله أردوغان في أسبوع واحد.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net