د. منذر عزام:
يزيد خطر تكرار الإجهاض مع تقدم الحامل في السن
لا تأثير للسفر في الحامل، كما أنه لا يؤدي إلى الإجهاض
أحياناً قد تؤثر العوامل الخارجية كأن تكون المرأة عاملة في مجال تكثر فيه المواد السامة الخطرة
في حال تعرض الحامل للإجهاض مرة واحدة، يكون الخطر بنسبة معينة، لكن لا تجرى الفحوص مباشرة، ويكون الخطر هو نفسه في المرة الثانية
ليدي- قد تكتشفين أنك حامل فتعيشين أجمل اللحظات بانتظار ولادة طفلك، إلا أن فرحتك لا تستمر، فالإجهاض يمكن أن يحصل لأسباب عدة تجهلينها. عندها تعيش كثيرات مشاعر الخيبة وقلة الثقة بالنفس، إضافة الى الإحساس بالذنب أحيانا بسبب كثرة الأفكار الخاطئة لدى المحيطين بشأن الاسباب المحتملة للإجهاض. قد يحدث الاجهاض صدفة في المرة الأولى، لكن تكراراه يدعو لإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الأسباب واللجوء الى العلاجات العديدة المتوافرة.
د. منذر عزام
ليس عمل المرأة ولا سفرها السبب وراء حصول الاجهاض، وفق ما تحدث به الاختصاصي في الامراض النسائية والعقم الدكتور منذر عزام. الذي وضح الأسباب الحقيقية للإجهاض والأفكار الشائعة والخاطئة.
يحكى عن أسباب عديدة للإجهاض الذي يمكن أن تتعرض لها الحامل، ما هي الأسباب الحقيقية لذلك؟
عندما نتحدث عن الإجهاض، نعلم أنه يحصل بنسبة 90 في المئة من الحالات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. أما الحالات التي تحصل بعد الشهر الخامس فتعتبر ولادة مبكرة، لأن الطفل يمكن أن يعيش.
وفي ما يتعلّق بالأسباب، ينجم الإجهاض الذي يحصل قبل الشهر الثالث من الحمل عن تكوين غير طبيعي وليس بالضرورة عن وجود علّة دائمة.
قد يحصل ذلك من دون سبب واضح أو لسبب في تكوين الجنين، بما أن المكونات الوراثية تأتي من المرأة والرجل لتكوين أول خلية، وعند أول انفصال في تكوين الجنين قد يحصل الخطأ في التكوين.
والتثليث الصبغي هو أحد الأخطاء التي يمكن أن تحصل في التكوين، إلا أنه لا يؤدي إلى الإجهاض. يمكن القول إن الإجهاض في الاشهر الثلاثة الأولى ينتج في نسبة 70 في المئة من الحالات من خطأ في التكوين، وفي نسبة 30 في المئة من الحالات قد ينجم عن التهاب معين أو مشكلة في الرحم أو الخلاص أو عن سيلان في الدم أو عن التهابات جرثومية تتعرض لها الحامل.
ليدي: الى أي مدى يؤثر سن الحامل في حصول الاجهاض؟
د. منذر: يزيد خطر تكرار الإجهاض مع تقدم الحامل في السن.
ليدي: هل ثمة حاجة الى فحوصات عند حصول الاجهاض؟
د. منذر: في حال تعرض الحامل للإجهاض مرة واحدة، يكون الخطر بنسبة معينة، لكن لا تجرى الفحوص مباشرة، ويكون الخطر هو نفسه في المرة الثانية، لكن بعد أن يتكرر ذلك أكثر من مرتين، يتضاعف الخطر وتصبح الفحوص ضرورية. مع الإشارة إلى أنه مع تقدم الحامل في السن في أيامنا هذه يمكن إجراء الفحوص اللازمة عند تكرار الإجهاض أكثر من مرة، أي مرتين لتجنب الانتظار أكثر.
ليدي: ما الذي يمكن ان تظهره الفحوصات؟
د. منذر: قد يحصل الإجهاض من دون سبب، كما يمكن أن يظهر السبب في نتائج الفحوص. أما الفحوص التي تجرى فهي التي تعنى بتكوين الخلايا والكروموزومات عند المرأة والرجل. مع الإشارة إلى أن ثمة مشاكل معينة قد تزيد سوءاً مع كل حمل ومع التقدم في السن.
كما أن هناك حالات وراثية قد تؤدي إلى الإجهاض في كل حمل، لكنها نادرة. إذا تبين في الفحص الأول أن كل شيء طبيعي، تخضع الأم لفحص دم للتأكد من عدم وجود مشكلة سيلان في الدم. كما يتم التأكد من الأجسام الضدية لديها. ولكل من المشاكل علاجاتها.
ليدي: يقال احيانا انه لم يظهر أي سبب للإجهاض، كيف يمكن ذلك؟
د. منذر: ثمة حالات كثيرة لا يظهر سبب للإجهاض فيها. حتى أنه أحياناً تتعرض الحامل للإجهاض من دون أن تكون قد تأكدت بعد من حملها بعد تأخر الدورة الشهرية.
كما انه إذا لم تجرِ الحامل فحصاً، لا يمكن التأكد مما إذا كانت حاملاً، لكن يمكن ان يكون الإجهاض مبكراً. وحتى في هذه الحالة، التكرار يعني أن ثمة مشكلة على الأرجح، ولا بد من البحث عن سبب تكويني أو مشكلة في سيلان الدم.
ليدي: هل التعرض للإجهاض مرة يعني حكما تكراره؟
د. منذر: يختلف الأمر باختلاف السبب، فعندما يتكرر الإجهاض بنسبة 90 في المئة من الحالات، يكون السبب تكوينياً. أما إذا كانت الحامل قد تعرضت إلى التهاب أو مرض أو جرثومة فتقوى لديها المناعة ولا تتكرر الحالة عادةً. حتى أنه يمكن أن يتكرر الإجهاض بالصدفة 3 مرات من دون سبب.
ليدي: هل تؤثر العوامل الخارجية في حصول الاجهاض؟
د. منذر: أحياناً قد تؤثر العوامل الخارجية كأن تكون المرأة عاملة في مجال تكثر فيه المواد السامة الخطرة.
ليدي: هل التعب يؤدي الى الاجهاض ؟
د. منذر: يختلف ذلك وفق تصنيفنا للتعب. أنصح المرأة بأن تعيش دائماً حياة طبيعية، فإذا كانت تمارس الرياضة أصلاً، أنصحها بمتابعة ذلك بحدود معينة.
أما إذا لم تمارس الرياضة يوماً فيجب ألا تباشر ذلك أثناء الحمل. على الحامل أن تواصل حياتها بشكل طبيعي من دون مبالغة، أو القيام بجهود إضافية، أو ممارسة رياضات قوية كركوب الخيل مثلاً والتزلج.
ليدي : ماذا عن السفر، هل يشكل خطرا على الحامل ويعرضها للاجهاض؟
د. منذر: لا تأثير للسفر على الحامل، كما أنه لا يؤدي إلى الإجهاض.
ليدي: متى تكون ثمة حاجة الى الشفط عند تعرض الحامل للإجهاض؟
د. منذر: في حال حصول الإجهاض بعد الأسبوع السابع أو الثامن من الحمل عقب الدورة الشهرية الأخيرة، لا بد من اللجوء إلى الشفط، لكن بطريقة دقيقة تجنباً للمشاكل أو لإحداث جروح في الرحم. يفضل اللجوء إلى الشفط دائماً بعد الأسبوع الثامن تجنباً للنزف وللحد من خطر حصول التهابات والتصاقات.
ليدي: ما الاخطار التي يمكن التعرض لها على اثر الاجهاض؟
د. منذر: على أثر الإجهاض، يزيد خطر الالتهابات والالتصاقات في الرحم في حال الشفط بطريقة خاطئة. كما يمكن أن يبقى جزء من الخلاص، مما يزيد خطر حصول التهابات بسبب الشفط. حتى إن تكرار ذلك قد يزيد خطر حصول عقم. إلا أن العقم نتيجة الإجهاض لا يزيد عن نسبة 10 في المئة.
ليدي: هل يمكن ان يؤدي التوتر الى الاجهاض، كما يعتقد كثر؟
د. منذر: أحياناً عندما لا نجد سبباً للإجهاض، نفكر بالتوتر الشديد، لكن دوره ليس كبيراً.
ليدي: بعد كم من الوقت يمكن ان تحمل المرأة مجددا بعد تعرضها للاجهاض؟
د. منذر: اذا أجهضت الأم مرة، يمكن أن تحمل بشكل عادي، لكن من الأفضل بعدها أن توصف لها حبوب منع الحمل لدورة شهرية واحدة لتحضير الرحم لاستقبال حمل ثانٍ. عندها يمكن الأم أن تحمل في الشهر التالي. لكن في حال تكرر الإجهاض أكثر من مرة، من الأفضل الانتظار حوالى 4 أو 6 أشهر لإزالة السموم من الجسم ولإراحته قبل الحمل مجدداً.
ليدي: كيف تعرف الحامل اذا كانت معرضة للإجهاض؟
د. منذر: في حال التعرض للنزف، تجري الحامل فحص الحمل للتأكد منه وتكرره بعد يومين، فإذا تضاعفت نسبته فهذا يعني أن الحمل مستمر، وإلا فهي تجهض على الأرجح.
ليدي: متى يتم اللجوء إلى أدوية تثبيت الحمل؟
د. منذر: في حال التعرض لإجهاض متكرر، تبرز الحاجة الى أدوية تثبيت الحمل التي توصف مع بداية الحمل. كما يمكن أن توصف حقن لتثبيت الحمل، على أن يتم التأكد أولاً من أنه لم يحصل خارج الرحم. أما أدوية السيلان فتوصف مع بداية الحمل في حال عدم التأكد من وجود مشكلة سيلان. وفي حال وجود مشكلة سيلان في الدم، توصف أدوية السيلان قبل البدء بالحمل وبعد التعرض لإجهاض. كذلك يوصف حمض الفوليك لحماية دماغ الجنين.