الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

قلة أدب متبادلة بين السياسيين/ بقلم: جهاد الخازن

كل العرب
نُشر: 17/09/16 09:30,  حُتلن: 09:31

جهاد الخازن في مقاله:

نابليون وصف الإنجليز بأنهم أمة من أصحاب الدكاكين

الرئيس حسني مبارك الذي عرفته جيدًا ولي معه مقابلات كثيرة كان عف اللسان، وربما قال عن الذين تظاهروا ضده أنهم «عيال». كان لا يحب إسرائيل وقادتها، وسمعته مرة يشتمهم

سمعنا جميعًا عن الخلاف بين الرئيس باراك أوباما والرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي على هامش قمة العشرين في الصين. الرئيس الأميركي قال أنه سيثير مع رئيس الفيليبين موضوع قتل حوالى ألفي شخص في الحملة المستمرة على المخدرات وتجارها في الفيليبين. الرئيس الفيليبيني ردّ بأن أوباما «ابن زنى» وأن بلده مستقل وليس مستعمرة، وألغى أوباما الاجتماع، إلا أنهما اجتمعا في عشاء ضمن قمة شرق آسيا بعد ثلاثة أيام.

ما سبق استدراج فقد جمعتُ للقارئ بعض الإهانات على المستوى الرئاسي من بلادهم وبلادنا.

كنت في الأمم المتحدة عندما أعلن رئيس فنزويلا (السابق) هوغو تشافيز سنة 2006 أن جورج بوش الابن هو «الشيطان». هو كرر الوصف وقال أن الشيطان خطب في اليوم السابق هنا، وكان يقصد في الأمم المتحدة، ولا تزال رائحة الكبريت تعبق في المكان.

أبقى في الأمم المتحدة، فالأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قال أن دونالد ترامب والسياسي اليميني الهولندي غيرت وايلدرز والسياسي البريطاني نايجل فاراج والسياسية الفرنسية مارين لوبن ديماغوجيون يستخدمون التخويف وهم بذلك مثل الدولة الإسلامية المزعومة. الأمير زيد صديق وأنا أؤيده.

الرئيس نيكولا ساركوزي، وليس في شهرته أنه من النوابغ، قال في غداء سنة 2009، أن باراك أوباما «ليس دائمًا من مستوى صنع القرار»، وأن رئيس وزراء إسبانيا في حينه خوسيه زاباتيرو «ليس عميق الذكاء»، وأن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل «لا تفهم الأزمة المالية العالمية».

قبل كل هذا، وصف نابليون الإنجليز بأنهم أمة من أصحاب الدكاكين.

في بلادنا زين العابدين بن علي، ولي معه مقابلة منشورة، وصف الثورة على حكمه بأن القائمين بها «عصابات ملثمة» و «مأجورون».

الرئيس حسني مبارك الذي عرفته جيدًا ولي معه مقابلات كثيرة كان عف اللسان، وربما قال عن الذين تظاهروا ضده أنهم «عيال». كان لا يحب إسرائيل وقادتها، وسمعته مرة يشتمهم.

أيضًا عرفت الرئيس بشار الأسد وكان مهذبًا، إلا أنه بعد أن قامت الثورة ضده نُسِبَت إليه صفات لمعارضيه من نوع مندسين ومخربين وجراثيم.

القذافي كان قليل الأدب سفيهًا وهو وصف الليبيين الذين ثاروا عليه بأنهم «شباب مهلوس» وغرباء من القاعدة.
الإهانات في كل بلد، وأدلاي ستيفنسون قال عن ريتشارد نيكسون أنه من نوع أن يقطع شجرة ردوود (وهو شجر هائل الحجم محمي) ثم يقف على جذعها ليتحدث عن صيانة البيئة.

وقال السير آليك دوغلاس هيوم عن هارولد ولسون، أنه بالنسبة إلى اللورد الرابع عشر يظل المستر ولسون، في رأيه، المستر ولسون.

وكنت نزلت مرة في فندق قرب مكتبي بواشنطن فسألني موظف الاستقبال هل أريد أن أنزل في الغرفة التي ضُبِط فيها رئيس البلدية ماريون باري وهو يحشش مع امرأة. قلت: قطعًا لا. ماريون باري قال يومًا: باستثناء جرائم القتل واشنطن تنعم بأقل مستوى جريمة في البلاد.

وهناك قول للروائي مارك توين، ربما كنت سجلته قبل سنوات، هو: افترض أنك عضو في الكونغرس، ثم افترض أنك أحمق... إلا أنني أكرر نفسي.

ليتهم حمقى. غالبية منهم باعت بلادها لإسرائيل وقبضت الثمن.

نقلا عن الحياة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net
 

مقالات متعلقة

.