محمد بركة رئيس المتابعة:
الذكرى الـ16 لا تحمل في طياتها بشرى تقدم في سلوك المؤسسة الإسرائيلية نحو قضايانا، المؤسسة صعدت من سياستها القمعية ضدنا وتتبع وسائل قديمة جديدة
إخراج الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) عن القانون، ليس قرارا موجها فقط ضد الحركة، إنما هو قرار موجه ضد كل واحد منا، من أن يضعوا كل شعبنا في خانة الارهاب، وخانة التطرف، بينما الارهاب والتطرف فيهم
مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس القطرية:
قد استشهد الشهداء لكي نعيش بكرامة ونحافظ على مقدساتنا، مجتمعنا بألف خير وهو حي حتى بعد 16 سنة الوقفة بها رسالة واضحة للمؤسسة الاسرائيلية لن ننسى ولن نسامح
نحن عازمون على صِناعةِ مُستَقبلِنا بأيدينا على أرض وطننا، وسنواصِل إحياء ذكرى شهدائنا الأبرار لا لأننا نريد المُراوَحَة في الماضي بل لأننا نحب الحياة ونريدها حُرَّةً كريمةً
إننا نَسْتمِدّ مَشروعية مطالبنا وحقوقنا ومواقفنا، من شرعية وجودنا في وطننا، الذي لا وطن لنا سِواه
النائب أيمن عودة:
نحن نقف في سخنين استعدادا للمسيرة السنوية ونحن نقول بأن القضية هي قضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس
اختتمت مسيرة احياء ذكرى هبة القدس والأقصى الـ16 في مدينة سخنين بحضور الآلاف من الجماهير العربية من كافة التيارات والأحزاب والقيادات حيث انطلقت المسيرة من شارع الشهداء، قرب مسجد النور وانتهت عند النصب التذكاري ليوم الارض الخالد وانتهت بمهرجان خطابي للقيادات.
من جهته أكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في خطابه أمام الألوف المشاركة في مسيرة سخنين الوحدوية اليوم السبت، احياء لذكرى هبة القدس والاقصى، على أن: "معركتنا الأساس هي في مواجهة المؤسسة الصهيونية الحاكمة، داعيا الى مزيد من الوحد ورص الصفوف في مواجهة كافة السياسات العنصري، وفي هذه المرحلة بالذات، تصعيد نهجد الملاحقات السياسية، من أجل ضرب القيادة وتفتيت الجماهير لتكون لقمة سائغة امام مؤامرات السلطة الحاكمة. وافتتح رئيس المتابعة بركه كلمته، موجها التحية لأرواح الشهداء وعائلاتهم، ولعموم شهداء شعبنا. واستذكر تلك الأيام، حينما اقتحم المجرم أريئيل شارون المسجد الاقصى المبارك ليدنسه بحماية حكومة إيهود باراك، الذي أرسل جيشه في اليوم التالي ليرتكب مجزرة في باحات المسجد الاقصى المبارك، ثم ليوجه ذات السلاح الينا هنا، ليمنعنا من حقنا بالإضراب والاحتجاج على الجريمة التي ترتكب ضد شعبنا، وعلى مدى أيام سقط من بيننا 13 شابا شهيدا ومئات الجرحى والمعتقلين، بسلاح القمع والاجرام. وقال بركة، إنه بعد تلك الجريمة التي ارتكبتها الأجهزة بإيعاز من حكومة باراك، اقيمت لجنة أور، وبعد ذلك عينت لجنة وزارية برئاسة الوزير يوسيف لبيد. وكان الأحرى بمؤسسة حاكمة أن تستخلص النتائج من قتل مواطنيها، لكن إسرائيل قررت أن تبحث عن السبل ليس كي تصحح جرائمها، وإنما كي تضرب جماهيرنا. وهذا كان واضحا من لجنة لبيد إياها، التي اوصت بشكل واضح، بضرب قيادة الجماهير العربية، وتفتيت الجماهير العربية، وبلغة تصويرية أخرى، كانوا يقصدون قطع الرأس السياسي للجماهير العربية".
بركة: اسرائيل لم تعدل سياستها بل تقوم بطحن الجماهير العربية
وتابع محمد بركة رئيس لجنة المتابعة قائلا عن توصيات لجنة لبيد: "إنه بموازاة تلك التوصيات بدأت تصدر اصوات في شارعنا تقول، "شو عاملة لنا الأحزاب"، "شو عاملين لنا أعضاء الكنيست العرب"، وغيرها من عبارات التيئيس، من أجل أن يقطعوا دابر العلاقة بين شعبنا وقيادته. وأضاف، أنا لا اقول هذا الكلام، كي يفهم أحد وكأن القيادة منزّهة عن النقد، لا بل اقول وأدعو شبابنا أن يوجهوا انتقادهم لغرض التصحيح، ومن كل شعبنا أن يقولون ما يرونه من أجل تصويت المسيرة، ولكن الأصوات المبحوحة والمشبوهة، التي تريد أن تلعب في ملعب السلطة وتقول، لا نريد أحزابا، لا نريد نوابا، لا نريد رؤساء بلديات، لا نريد قيادة، من أجل أن يبقى هذا الشعب مشتتا، رهن أهواء ومؤامرات المؤسسة الحاكمة. لذلك كان القرار في لجنة لبيد، التي عينتها حكومة أريئيل شارون، هو التحريض على القيادة وتفتيت المجتمع. والاستخلاص الأساسي الذي توصلوا اليه في ذلك الوقت، كان نشر ما يسمى "الخدمة المدنية"، التي تطورت في ما بعد الى "الخدمة العسكرية"، التي تطورت في ما بعد الى نشر سلاح الفتنه، الذي تطور في ما بعد الى دب العنف، سوس العنف في مجتمعنا من أجل أن يتآكل من الداخل. لذلك من يفهم، يجب ان يفهم أن العنف وأن مصادر الأرض، والهجوم على جهاز التعليم، والهجوم على حق العامل، وزيادة نسبة البطالة والفقر، كل هذا ناجم عن سياسة مخططة. ونحن لا نقول هذا من أجل أن نعفي أنفسنا، ولكن علينا أن نقرأ الخارطة جيدا، ويجب ان نقرأ مستقبلنا جيدا، ويجب أن نقرأ مستقبل اولادنا جيدا، كي لا نصل الى يوم ننظر فيه الخلف، لا نجد فيه إلا هباء. وتوقف بركة عند الملاحقات السياسية وسن القوانين العنصرية على شتى مسمياتها، ولكن بشكل خاص، هناك هجوم مركز على حياتنا السياسية، فإخراج الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) عن القانون، ليس قرارا موجها فقط ضد الحركة، إنما هو قرار موجه ضد كل واحد منا، من أن يضعوا كل شعبنا في خانة الارهاب، وخانة التطرف، بينما الارهاب والتطرف فيهم".
وتابع بركة قائلا: "وفي الأيام الأخيرة، شّنت حملة على حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والادعاء كان مخالفات وقضايا ادارية ومالية، فنحن رأينا مخالفات مالية في أحزاب أخرى، ولكنها لم تصل الى مداهمة البيوت في منتصف الليل، ولم تُساق الناس الى السجون في منتصف الليل، ويجب أن لا يفهم أحد، من كل قيادة الجماهير العربية، معنى أو له مصلحة في أي شكل من اشكال الفساد المالي، أو الفساد السياسي. ولكن هم رأس الفساد من رأس الهرم حتى أخمص قدميه، من بنيامين نتنياهو نفسه. وقلت في حينه، أنه لو كان يجب أن يُسجن قادة وناشطي التجمع بسبب هذه التهم، لكان يجب ان يقتحموا أولا بيت نتنياهو ذاته ويسجنوه أولاد. وقال بركة، إنه يجب ان لا يخطئ أحد في ذلك، فالقضية هي محاولة لقمع وقطع رأس العمل السياسي في مجتمعنا، ووضعنا في خانة الفساد، بعد أن وضعونا في خانة الارهاب والتطرف، ولكن كل ما ينسبوه لنا، هو ممارساتهم هم على ارض الواقع، بينما نحن طلاب حق. وقال بركة، يجب أن لا يلتبس عليه أحد حقيقة الموقف، فنحن نمارس نضالا عادلا، والنضال العادل يُمارس بأدوات عادلة ونظيفة، هكذا كنا وهكذا سنبقى. وتابع بركة، نحن نعتز بلجنة المتابعة، حيث تجتمع كل أطياف العمل السياسي، ونعتز بالوحدة التي انجزناها في القائمة المشتركة، وهذه الخطوات هي جواب للمؤسسة التي تريد أن تفكك وأن تقطع الرأس السياسي، هذا هو جوابنا، الوحدة ثم الوحدة، الكفاحية والنضالية، ومن أجل تعزيز هذا، علينا أن نحدد لأنفسنا ما هو التناقض الاساس الذي نعيشه. والتناقض الأساس هو ليس بيننا ببعض، إنما بيننا مجتمعين وبين المؤسسة الصهيونية الحاكمة، فمن يخطئ في هذا التقييم، فهو يخطئ بمصير شعبه" إلى هنا نصّ كلمة محمد بركة.
وقال مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية قبيل بدء المسيرة: "إن إحياء هذه الذكرى تدل على أن مجتمعنا بخير والرسالة واضحة وصريحة لأن دماء الشهداء الزكية التي روت تراب الارض بعثت رسالة بأن نحافظ نحن على ما تبقى من أرض الآباء والأجداد، لقد استشهد الشهداء لكي نعيش بكرامة ونحافظ على مقدساتنا، مجتمعنا بألف خير وهو حي حتى بعد 16 سنة الوقفة بها رسالة واضحة للمؤسسة الاسرائيلية لن ننسى ولن نسامح، خسروا الرهان عندما قالوا أن الكبار سوف يموتون والصغار سوف ينسون، لكن الصغار هم الأكثر صلابة وإن شاء الله كل ذكرى وطنية ومجتمعنا بألف خير".
عودة: القضية هي قضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس
وقال النائب أيمن عودة: "الأهل الكرام هذه مسيرة رمزية تمثيلية لقيادة الجماهير العربية لأضرحة الشهداء تأكيدا على أن الشهداء أحياء في ضمائرنا، عهدا على مسيرة الشهداء وعلى القضية التي استشهدوا من أجلها، وقفنا بجانب الأضرحة في جت وأم الفحم ومعاوية والناصرة وكفركنا وكفرمندا وعرابة واليوم نحن نقف في سخنين استعدادا للمسيرة السنوية ونحن نقول بأن القضية هي قضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس".
غنايم في خطابه: نحن جزء حيّ من الشعب العربي الفلسطيني
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية جاء فيه ما يلي: "كلمة مازن غنايم رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وقائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا، في مسيرة يوم القدس والأقصى في سخنين: "وفي هذه المناسبة التي نُحيي خلالها ذكرى شُهدائنا الأبرار، الذين سقطوا ضحايا العدوان البوليسي الدموي على جماهيرنا العربية عام 2000، ونُذَكِّر بمِئات الجرحى والمُصابين، فإننا أيضًا نرفع في هذه المناسبة، الوطنية والكفاحية، ومُوَحَّدين، قضايانا الكبرى والرئيسية في مُواجَهَة التحديات المصيرية التي تواجهنا في مختلَف مَناحي الحياة.. في قضايا الارض والبناء والمَسْكن والتعليم، وفي قضايا الميزانيات والحقوق غير المَشْروطة لهذه الجماهير، وجميع هذه القضايا والمعارك تصبّ في القضية والمعركة المركزية ألا وهي قضية وجود وتطور الإنسان العربي الفلسطيني في هذه البلاد، فرديًا وجَماعيًا.. فهم يريدون لهذا الإنسان أن يكون فَاقِدًا للهُوية الوطنية وبلا شخصية ومَلامِح، بل يريدونه مَسْخًا هُلاميًا تائِهًا بدون ذاكِرَة ولا بوصَلة وإرادَة". إنّ المُؤسَّسة الاسرائيلية اعتقدتْ بُعَيْد النكبة الكُبرى، عام 1948، كما هو الحال بُعَيْد يوم الارض عام 76 وبُعَيْد هَبَّة القدس والأقصى عام 2000، أنه سَتَمُر عِدَّة سنوات او بِضْعَة عُقود قليلة، حتى يغيب جيلٌ ويحِلُّ مكانه جيلٌ آخر يخلو من هُوِية وطنية وقومية، يعتز بها ويُناضِل من أجلها، فَصُدِموا بالنتيجة.. فها نحن اليوم نرى، كما رَأينا في مختلف المناسبات والأحداث الأخيرة، جيلاً مُنتَصِبَ القامةِ يمشي، مُتمسِّكًا بِذاكرةٍ وهُويةٍ وطنيةٍ وبوصلةٍ واتجاه، لا يَقِلّ صَلابَة وصُمودًا وعِزَّة ورِفْعَة، ووعيًا وإدراكًا وإصراراً وإرادةً، عن الأجيال السَّابقة في هذا الشعب، هذا الشعب غير المَقطوع مِنْ شَجَرَة كما أرادوا له أن يكون..!؟إننا نُذَكِّر، المُؤسسة الاسرائيلية، بكل تشعُّباتها ومُسمّياتها، وكلِّ مَنْ يدعمها ويُسانِدها، في الداخل والخارج، إننا نَسْتمِدّ مَشروعية مطالبنا وحقوقنا ومواقفنا، من شرعية وجودنا في وطننا، الذي لا وطن لنا سِواه.. ونريد أن نبقى ونحيا ونتطوّر في وطننا بحرية وكرامة.. نحن لسنا أعداءً لاحدٍ، من شُعوبٍ وأفراد، لكن نحن أعداء الاحتلال والاستيطان والتهويد والتمييز والاضطهاد والعنصرية والفاشية، نُرَحّب ونُحَيّ كل مَنْ يقف الى جانبنا ويدعم نضالنا العادل، في البلاد وخارجها.. فنحن جزء حيّ مِنَ الشعب العربي الفلسطيني، ومن قضيته العادلة، بل نحن جَذْوَة هذه القضية، التي لا تَحْتكِم لميزان القوى ولا تقادُم الزمن.
وتابع: "إنّ ما حدث ويحدث مؤخراً، وبشكل شبه يومي ، من إقتحامات واعتداءات استيطانية احتلالية اسرائيلية على المسجد الأقصى ، هو أمر خطير ولعب بالنار، لن نصمت ولن نستكين إزاء ما يجري من محاولات تدنيس الأقصى ، كأحد أهم المعالم والشواهد الوطنية والدينية للشعب العربي الفلسطيني، ودفاعنا عن الاقصى وكنيسة القيامة إنما هو شرعي وطبيعي، بل واجب وطني وديني ، دفاعاً عن الوجود العربي الفلسطيني في مدينة القدس المحتلة، وعن مُستقبل الإنسان الفلسطيني فيها، حيثُ تواجه اليوم أخطر مشاريع التهويد والسرقة التاريخية.. وهنا لا بُدّ من دعوة قيادات الشعب الفلسطيني الى ضرورة تجاوُز الانقسام والخلافات العَبَثية في مواجهة القضايا الوطنية والمصيرية الكبرى ، نحو تحرير الوطن وتحرّر الإنسان الفلسطيني، كأساس لمرحلة جديدة ،يكون في مِحْوَرِها وعلى أساسها تعزيز وتطوير الوِحْدَة الوطنية الكفاحية الحقيقية، كانطلاقة جديدة ومُتجدِّدَة وبوصَلَةٍ مُتَوَهِّجة نحو صِناعة أمَل حقيقيّ من شَظايا ألَمٍ تاريخيّ.. فالقضية الفلسطينية برُمّتها، اليوم، تمّر في أصعب وأحْلك مراحلها وأَخطرها، ولم تعد تحتمل عَبث الانقسامات والاحتراب الداخلي، ولا الصراعات والخلافات الهامشية والوهمية.. وفي هذا السِّياق فإننا نطالب وندعو أيضا الشعوب والدول العربية الى تحمُّل مسؤولياتها التاريخية ، دِفاعاً عن القدس والاقصى ، وأن تتحرَّك بفاعلية الشعوب والأُمم الحيّة ، وبثقافة الأحياء لا بثقافة الأموات ..!؟".
وأضاف غنايم: "إن المُؤسسة الإسرائيلية تواصِل بإمعان تَصعيدي وَمنهجيّ ممارسة سياسة عُدوانية وتحريضية ضد الجماهير العربية الفلسطينية وقياداتها السياسية في البلاد، بمختلف الأشكال والوسائل.. وقد تجلَّى ذلك مُؤخراً، قبل عِدَّة أشهر، بإخراج الحركة الإسلامية في البلاد عن القانون وإغلاق مُؤسَّساتها الشرعية والمدنية وملاحقة قياداتها السياسية، بعد سلسلة من الحملات التحريضية والتضليلية.. واليوم، كما تَجلَّى قبل عَّدة أَيام، وبعد تمهيدٍ إعلاميّ تحريضيّ، قامت المُؤسّسة الإسرائيلية باعتقال العشرات من قيادات وكوادر التجمع الوطني الديمقراطي، بحججٍ وادّعاءات واهِية وغير مُبَرَّرَة، وإننا إذْ نُدين ونرفض هَذه الممارسات، وغيرها من مُلاحقات لمختلف قيادات الجماهير العربية وأحزابها، ومن حَملات التحريض العنصرية والفاشية، ونعتبرها محاولات ترهيبية وتهويلية، فإننا نُؤكد أننا جميعاً مُسْتَهْدَفون، دون استثناء، كأَفرادٍ وجماعات وأحزاب وحركات سياسية، وأَنَّ الهدف الاستراتيجي للمؤسسة هو نزع شرعية نشاطنا السياسي الشرعي، ومن خلاله محاولة لنزع شرعية وجودنا في وطننا، ما يتطلب مِنَّا مواجهة هذه الحملات مَعاً ومُوَحَّدين، دون تَردُّد أو تلعثُم، ودون تراجُع، فإمّا أن نكون مَعاً، رغم اختلافاتنا وخلافاتنا وتبايُناتِنا أحياناً في المواقف والرُّؤى، وإمَّا أن لا نكون.. فنحن أمام تحّدٍ وُجوديّ جَماعيّ. ولا بُدّ من الإشارة هنا ، أن المعركة التي خاضتها وتخوضها اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ، مؤخراً، في مواجهة سياسة التمييز العنصري للمؤسسة الإسرائيلية تجاه الجماهير العربية وسلطاتهم المحلية ، إنما هي معركة الجماهير العربية وحقوقها العادلة والشرعية ، وما حققته اللجنة القطرية من إنجازات حتى الآن ، وعلى مختلف المستويات ، المطلبية والحقوقية والاستراتيجية ، وما يمكن تحقيقه أيضاً، بمثابة حقوق طبيعية ومطالب شرعية وعادلة للمواطنين العرب في البلاد ، وليستْ حَسَنة أو مِنَّة من أحد ..لذلك فإن هذه المعركة لم تنتهِ بعد، وهي تتطلب جهود وطاقات وإمكانات الجميع من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات نحو تطوير المدن والقرى العربية ، وتعزيز بقائنا وتطوّرنا في وطننا.. وما تمَّ تحقيقه في هذا السّياق شكَّل علامة فارِقة، تُؤكد أن الحقوق تُؤخَذ ولا تُعطى ، وفقط بالنضال الدؤوب والمنظّم والوحدة الجماعية الحقيقية ، الى جانب الأدوات المهنية ، يمكن تجسيد وتحقيق الإنجازات .. إننا، اليوم وهنا، نُؤكد أيضًا أن ملفَّ وجُرحَ شهداء هَبَّة القدس والاقصى ما زال مَفْتوحًا ونازِفًا، لا يتقادم بالزمن ولا يَسْقط بالمحاكِم.. وهل يمكِن لشعبٍ حيّ أن يصمتَ على قَتلِ أبنائه بدمٍ بارد، ومن ثَمَّ تَبْرِئة المُجْرمين وإغلاق ملفاتهم واتّهام الضَّحايا..؟؟!!فالمعركة مازالت مفتوحة وطويلة، وتتطلَّب مِنّا أقصى دَرجات الوِحدة الحقيقية والنضال الدَّؤوب والمُنظّم، بعيدًا عن الارتجالية والعَشْوائية.. كما تدعونا هذه القضية الى أقصى درجات الحكمة واليقظة والمسؤولية، والى التفكيرِ والسّلوكِ كشعبٍ حيّ، لا كمجموعة أقلّيات وطوائف ومَذاهب وقبائل، كما يحاوِل ويريدنا "الآخرون"..نعم نحن عازمون على صِناعةِ مُستَقبلِنا بأيدينا على أرض وطننا، وسنواصِل إحياء ذكرى شهدائنا الأبرار لا لأننا نريد المُراوَحَة في الماضي بل لأننا نحب الحياة ونريدها حُرَّةً كريمةً" إلى هنا نصّ كلمة مازن غنايم.
خلال المسيرة في سخنين