رئيس وزراء السويد الأسبق كارل بيلدت يكتب في صحيفة واشنطن بوست:
أخطاء إستراتيجية قليلة يمكنها أن تتسبب في أضرار بالغة مثل إشعال حرب بين الإسلام والغرب
في وقت يكون ترامب منهمكا في بناء الأسوار حول الولايات المتحدة، ستكون أوروبا في وضع مختلف
الإسلام يشكل بالنسبة لأوروبا جزءا من مجتمعاتها، وأن أي مواجهة ستكون لها نتائج عميقة في جميع أنحاء القارة
نشرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية مقالًا تحليليًا لرئيس وزراء السويد الأسبق كارل بيلدت، والذي تناول فيه التأثيرات السلبية المحتملة في أوروبا والشرق الأوسط في حال فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في إنتخابات الرئاسة الامريكية. معتبرًا أنّه "إذا صار ترامب رئيسا لأميركا ونقل السفارة الأميركية للقدس، فسيمنح تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" دفعة قوية للأمام، لأنّ ذلك من شأنه إثارة مشاعر الشباب العرب وجذبهم إلى النشاط المسلح أكثر من أي خطوة أخرى"، بحسب كارل بيلدت.
المرشح الجمهوري دونالد ترامب
وأوضح بيلدت في ماله أنّ "أخطاء إستراتيجية قليلة يمكنها أن تتسبب في أضرار بالغة مثل إشعال حرب بين الإسلام والغرب، ففي وقت يكون ترامب منهمكا في بناء الأسوار حول الولايات المتحدة، ستكون أوروبا في وضع مختلف. فبخلاف قربها الجغرافي من الشرق الأوسط، فإن الإسلام يشكل بالنسبة لأوروبا جزءا من مجتمعاتها، وأن أي مواجهة ستكون لها نتائج عميقة في جميع أنحاء القارة".
وبحسب توقعات بيلدت التي كتبها في مقاله فأنّ "ترامب سيسعى لإبرام اتفاق إستراتيجي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضاهي اتفاقية يالطا في حجمه، علما بأن اتفاقية يالطا هي التي تقوم عليها أوروبا الحالية منذ الحرب العالمية الثانية". وأضاف أنّ:"ترامب قال من قبل إنه لا يمانع من أن تصبح روسيا عظيمة مرة أخرى، وإنه يعتبر أن الدول الأوروبية كثيرة النزاعات في بروكسل، ولا يجب أخذها في الاعتبار".
واعتبر رئيس وزراء السويد الأسبق أنّه "إذا انتهج ترامب هذا النهج تجاه أوروبا وروسيا فسيتسبب في زعزعة استقرار أوروبا التي تعاني من وضع هش حاليا بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسيتيح الفرصة لبوتين للسيطرة والتسبب في المزيد من الزعزعة لاستقرار أوروبا". وأشار إلى أنّ "ترامب بإمكانه التحوّل من الميل للترضية إلى العداء خلال ثوان، أو ربما يتخلى عن كل شيء ويترك الساحة للكرملين ليفعل ما يشاء، وفي كل الأحوال فإن الأمر خطير"، بحسب ما جاء في مقال بيلدت.