كان قنّ الدجاج مليئاً بالبيض، وقد جلست فوقه الدجاجة الأم بانتظار أن يفقس بيضها..
ولم تلحظ الدجاجة وجود بيضة غريبة عن بيضها، فقد تدحرجت بيضة من عش النسر،
واستقرت بين بيض الدجاج..
صورة توضيحيّة
وبعد حين فقست البيوض، ومنها بيضة النسر، فظهر نسر صغير جميل، ذو جناحين صغيرين..
كان النسر حزيناً، لأن الصيصان التفت حول أمها، وبقي هو بعيداً عنها..
شعرت الدجاجة الأم بحزن كبير بسبب حزن هذا الصغير..
فاقتربت الدجاجة من النسر الصغير، واحتضنته بين جناحيها الصغيرين، وقالت له:
- أنت ابني، وستصبح دجاجة مثل أولادي.
فرح النسر الصغير بهذا الحنان، وأخذ يصوصو مثل الصيصان..
مرت الأيام.. وكبر النسر قليلاً، وهو يظن نفسه أنه دجاجة مثل إخوته.
في أحد الأيام حلّقت مجموعة من النسور فوق الدجاجات..
نظر إليها النسر الصغير باستغراب، وأحسّ بشعور غريب اتجاه هذه النسور..
وقف فوق قنّ الدجاج وحاول التحليق، ولكنه لم يستطع، لأنه لم يتدرب على التحليق منذ أن كان صغيراً.
أخبر إخوته الدجاجات الصغيرات برغبته في الطيران..
ضحكت الدجاجات حتى انقلبن على قفاهن.
وعندما سمعت الدجاجة الأم برغبة النسر الصغير، شعرت بالخوف أن يحقق هذا النسر رغبته هذه،
ويطير بعيداً عنها.
وهي التي ربّته وتعبت كثيراً حتى كبر، كي يحمي صغارها من الأشرار، والآن يريد
أن يعود إلى أصله ويطير بعيداً عنها، فقررت ألا يحدث هذا الأمر..
جلست الدجاجة الأم تقنع النسر الصغير أنه دجاجة، ولو أنه يشبه النسر في شكله،
وتخوّفه من الطيران والمغامرة بعيداً عنها.
اقتنع النسر الصغير بمقولة الدجاجة، ووطّن نفسه على أنه دجاجة ولو كان نسراً..
وعاش عيشة الدجاج.. بذلّ وانكسار..