دعاء ذياب أبو- الهيجاء:
عقدنا هذا المؤتمر من أجل وضع تحديات الحياة المشتركة في المدن المختلطة على أجندة الرأي العام ولدى متخذي القرار
الوضع السائد في المدن المختلطة هو العيش في أحياء منفصلة ومؤسسات منفصلة يعاني فيها العرب من التمييز وغياب مؤسسات تربوية ومدارس خاصة بهم
عُقد في مدينة كرميئيل أمس الاحد بتنظيم من مشروع مجتمع مشترك التابع لمنظمة "شتيل"، مؤتمر صحفي ـ تحت عنوان بناء مجتمع مشترك في البلدات المختلطة- من الفصل للشراكة، بمشاركة العشرات من الحضور العرب واليهود الذين يسعون الى بناء حيز مشترك في المدن المختلطة يعتمد المساواة ومعرفة الآخر واحترام التعددية الثقافية فيه. حيث قررت ادارة واعضاء مشروع "مجتمع مشترك"، وبمشاركة صندوق فريدريخ ابيرت، اقامة هذا المؤتمر من أجل وضع هذا الموضوع على اجندة متخذي القرار والجمهور العام في البلدات المختلطة وتغيير الواقع الذي يعتمد على سياسة الفصل الموجودة في الاحياء، المؤسسات التربوية والتعليمية، اماكن الترفيه واستبداله بواقع يعتمد على ثقافة الشراكة بمواضيع عديدة في الحيز الخاص والحيز العام تحترم الخصوصية الثقافية فيه.
صور خلال المشروع
تخلل المؤتمر كلمات افتتاحية من السيدات رونيت هيد المديرة العامة لمنظمة شتيل، يهوديت ستيلماخ مديرة مشاريع صندوق فريدريخ ابيرت وزينات قادري، ومحاضرة مركزية قيمة قدمها بروفيسور يوسف جبارين، تناولت أهم المشاكل والتحديات التي تميّز الوضع الحالي في المدن المختلطة وأهم المواضيع التي يجب احداث التغيير فيها، كما وتضمن المؤتمر محورين استعرضت بهما النجاحات والتحديات التي تواجه البلدات المختلطة في البلاد ودور السلطة المحلية في ببناء مجتمع مشترك.
في المحور الاول الذي اداره الاعلامي رفيق بكري- قام د. شكري عواودة باستعراض تجربة القائمة المشتركة في نتسيرت عيليت ما بين المعارضة للائتلاف، تحدث عن المشاريع المستقبلية في نتسيرت عيليت وتصورها كبلدة مشتركة، بينما تحدث يارون لفين مدير مركز حيفا للحوار وتسوية النزاعات عن ايمانهم برؤيا المجتمع المشترك وعن نشاطات المركز التي تعمل على توطيد العلاقات بين العرب واليهود وحثهم على الحوار في حل النزاعات والاختلاف بالطريق لتحقيق السلام. وتحدثت عن مدينة عكا د. جنان فلاح فراج مؤسسة مجموعة "رؤيا نساء عكا" عن دور المرأة وقدراتها على احداث التغيير المنشود لأجل التأثير على الرأي العام ببناء مجتمع مشترك وبمجالات اخرى سياسية واجتماعية.
أمّا المحور الثاني الذي أداره الكاهن دوبي افيجور، تناول موضوع الفرص والتحديات التي تواجه سكان كرميئيل في طريقهم لبناء مجتمع مشترك في كرميئيل. تحدث دوف كولر عن قضية رمية وعن سكان رمية الذين يعانون الفصل والتنكيل داخل مدينة مختلطة، قرية رمية التي تحولت لحي ابتلعتها كرميئيل وسلبت ارضها وتركتها معزولة عن الماء والكهرباء. وتحدثت دينا دافيد عن تراسها كامرأة لقائمة عربية يهودية في الانتخابات بكرميئيل قبل ثلاث اعوام وعن نيتهم للمشاركة في الانتخابات مرة اخرى بقائمة عربية يهودية تنادي بالمساواة والديمقراطية. اما السيد قاسم بكري فتناول موضوع التربية والتعليم في كرميئيل، عدم وجود اطر تعليمية للطلاب العرب في كرميئيل الذي يصل عددهم لمئات الطلاب، بينما توجد مدارس يهودية في كرميئيل تحتوي فقط 40 طالبا، طرح قاسم ايضا تنظيم السكان لأجل المطالبة بإقامه مدرسة عربية او ثنائية اللغة في كرميئيل.
من جهتها قالت مديرة المؤتمر دعاء ذياب أبو-الهيجاء: "عقدنا هذا المؤتمر من أجل وضع تحديات الحياة المشتركة في المدن المختلطة على أجندة الرأي العام ولدى متخذي القرار، الوضع السائد في المدن المختلطة هو العيش في أحياء منفصلة ومؤسسات منفصلة يعاني فيها العرب من التمييز وغياب مؤسسات تربوية ومدارس خاصة بهم. نسعى الى تغيير السياسات السائدة من جهة والعمل على تعزيز العلاقات الانسانية المشتركة التي تعتمد على احترام التعددية الثقافية ونبذ العنصرية وعدم المساواة من جهة أخرى".
يذكر أن مشروع "مجتمع مشترك" أقيم بمبادرة منظمة شتيل يسعى الى استحقاق حقوق سكان كرميئيل العرب، وتنظيم مجموعة ناشطين، من سكان كرميئيل، يهودًا وعربًا، نساءً ورجالًا، يؤمنون بالحياة المشتركة، السلام والمساواة ويطمحون للعيش سويًا، في منطقة مشتركة، في مدينة تمنح حقوقًا متساوية لجميع سكانها، بغض النظر عن الدين، الأصل، الجنس أو المعتقدات. بمدينة يطيب العيش بها بتضامن، تآخي وكرامة.