الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:01

هل سياسة التذلل والاستجداء وحضور الجنازات تشفع لأصحابها؟ - بقلم: عوض حمود

كل العرب
نُشر: 06/11/16 19:27,  حُتلن: 19:48

ان حرية الشعوب واستقلالها وكرامتها وعزتها لا يمكن في حال من الاحوال ان تعود الى اصحابها بالطرق التي يتبعها السيد محمود عباس ومن معه بالتذلل ومحاولة الاستعطاف والشفقة

بالطبع لا وخاصة اذا كانت مثل هذه السياسة امام مستعمر متعجرف مستبد كنتنياهو. وانني اعتقد ان احدا في هذا العالم يحسده على ما آلت اليه اوضاعه السياسية على المستوى الداخلي وايضا الخارجي سوى اعضاء في حكومته هو.


يقول هذا الرئيس على حد زعمه بأننا اصبحنا دولة عظمى (ولانه اصبح دولة عظمى) لا يأبه لشيء اسمه قانون دولي ولا حقوق شعوب ولا لقرارات اممية متخذه لصالح القضية الفلسطينية او من قبل مجلس الامن وموافق عليها من قبل معظم دول العالم. مثلا قرار 194 المتعلق بقضية اللاجئين ويدعو الى عودة اللاجئين الى ديارهم. والقرار الاخر يدعو الى التقسيم لاقامة دولة فلسطينية ودولة اسرائيل واما الشق الثاني من القرار بأقامة دولة فلسطينية ضرب بعرض الحائط ولم تقم الدولة الفلسطينية حتى الان وهناك قرارات اخرى لا تعد ولا تحصى منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا اذا اين اسرائيل من كل هذه القرارات؟ فاسرائيل لم تنفذ ولن تنفذ ان كان هذا حاضرا او مستقبلا لاي من القرارات الاممية وان اسرائيل تعتبر نفسها الولد المدلل لدى كافة الدول الاستعمارية الغربية وعلى رأسهم دولة الحروب وامتصاص خيرات الشعوب وهي الولايات المتحدة الامريكية. وان نتيجة السياسة الامريكية العنصرية المنحازة حتى لاعتى الحكام عنصرية وفسادا كشاه ايران وغيره وقد اصبح لدا شعوب العالم بأسره حساسية وتألم حتى من سماع كلمة اميركا لان سمعة اميركا لدا هذه الشعوب اصبحت في الدرك الاسفل من الانحطاط.

لانها دولة قائمة على كل انواع الفساد والدسائس وتأليب الشعوب على بعضها البعض. وان أي حرب تشتعل بين دولة واخرى في هذا العالم من مشرقه الى مغربه فلا بد ان تجد الاصابع الامريكية على اشكالها المختلفة من ال c.i.a والبيت الاسود او الكونجرس الاميركي منغمسة حتى الثمالة في هذه المخططات. فبعض السياسيون الامريكيون يتساءلون لماذا جميع العالم يكره اميركا؟ فالجواب على هذا التساؤل واضح جدا لان الشعوب اكتشفت اميركا ودسائسها وتآمرها على حرية الشعوب لانها غير منصفة اتجاه كل الشعوب المظلومة وخاصة الشعب الفلسطيني وان اميركا بكل تاريخها الاسود تقف الي جانب كل النظم الموالية لها حتى ولو كانوا من اكثر الحكام بشاعة وقطعا للرؤوس مثل حكام السعودية وغيرها من بقية نظم الخليج. وعودة على ذي بدء وسياسة التذلل والاستجداء وحضور الجنازات, ولنأخذ عبر من تاريخ الشعوب التي رزحت تحت نير الاستعمار وظلمه واستبداله ونهب خيراته كيف تحررت هذه الشعوب وأي وسيلة انتهجت هذه الشعوب للتخلص من حيث عبودية الاستعمار وقهره. حيث اختلفت مدة الاستعمار من بلد لاخر فمثلا الجزائر حكمت من قبل الاستعمار الفرنسي 132 عام وبحسب ما يعرف ان الاستعمار الفرنسي كان من ابشع واقسى انواع الاستعمار ويقال في بعض الادبيات العربية كادت ان تنسى اللغة العربية في الجزائر لولا نشوب الثورة الجزائرية بقيادة طيب الذكر البطل الراحل الرئيس بن بلا ورفاقه بسنوات الستينات وقد استمرت هذه الثورة لسنوات طويلة وتحمل الشعب الجزائري كافة الاعباء الباهظة المترتبة على ذلك وقد دفع الشعب الجزائري ثمن ثورته وصموده الاسطوري ما يزيد على مليون ونصف شهيد وهكذا حصل الشعب الجزائري على حقه بالاستقلال واكتسب حريته من براثم الحكم الاستعماري البغيض.

ان حرية الشعوب واستقلالها وكرامتها وعزتها لا يمكن في حال من الاحوال ان تعود الى اصحابها بالطرق التي يتبعها السيد محمود عباس ومن معه بالتذلل ومحاولة الاستعطاف والشفقة من قبل المحتل ليس هكذا تحرر الشعوب وليست هذه الطريقة المثلى وليس ببوس اللحى والتباكي كما ظهرت صورة محمود عباس على الشاشة.


واما المثال الثاني الذي يحتذى به وهو الشعب الفيتنامي بحيث يعجز القلم الكتابة عن بطولات وتضحيات هذا الشعب البطل وقيادته الجسورة وعلى رأسهم الراحل الكبير البطل هوتشمن رحمه الله ووزير دفاعه انذاك الجنرال جاب الذي مرغ اميركا وجيشها واسلحتها وسياستها وانفها بالتراب الفيتنامي وبالنهاية انتصر الشعب الفيتنامي انتصارا ساحقا مشرفا على اكبر واقوى دولة استعمارية في ذلك الحين وهي اميركا, هذا هي الامثله الذي يحتذى بها للتحرر من الاستعمار وبشاعته. بالطبع هنا لا بد ان نتذكر دور الاتحاد السوفياتي العظيم في ذلك الحين بحيث قدم كل انواع الدعم للشعب الفيتنامي من الاسلحة والمواد الخام الاخرى واللوجستية لتمكين هذا الشعب من الانتصار على اعداءه وهذا فعلا ما حدث, كان في ذلك الوقت عدد سكان الولايات المتحدة الامريكية ما يقارب المئتين والخمسين مليون نسمة واما جمهورية فيتنام الديموقراطية الشمالية فكانت بذلك الوقت ما بين 15-17 مليون نسمة, ان انتصار الشعوب على اعداء الشعوب لا يعتمد فقط على اعداد السكان بل اعتماد على ارادة الشعوب واستعدادها لتحمل الاعباء وتبعات ذلك من خسائر بشرية واقتصادية وغيرها وبالاضافة للتضحيات الجانبية الاخرى من تشريد وجوع وحصار واذلال من قبل المحتل ولكن بنهاية المطاف ارادة الشعوب وصمود هذه الشعوب هي المنتصرة على قوة الشر والعدوان وهذا ما حصل فعلا مع الشعب الفيتنامي في التصدي للعدوانية الامريكية وبطشها واستطاع هذا الشعب البطل رغم اعداده النسبية البشرية لعدد سكان اميركا فانه انتصر انتصار ساحقا على جبروت وعدوانية هذه الدولة ووقف بذلك الوقت كما قلت على رأس قيادة الشعب الفيتنامي ابطال اشداء مثل طيب الذكر هوتشمن ووزير دفاعه الجنرال جاب والمفاوض الفيتنامي لودك تو حين وصفه كسنجر وزير خارجية اميركا في ذلك الوقت ان لودك تو من اصعب المفاوضين الذي تفاوضت معهم حتى الان. هكذا تتحرر شعوب بالصمود والتصدي وليس ببوس اللحى وحضور الجنازات.

مقالات متعلقة

.