الأخصائية سهير نمر سرّية:
يشكل النوم على البطن ضغطا على الفك السفلي للطفل، ويُسبب ضيق الشُعب الهوائية، ويزيد من كمية ثاني أكسيد الكربون في منطقة الوجه، مما يؤدي للإختناق بسبب النقص في الأوكسجين
جهاز استشعار التنفس يقيس معدل تنفس الطفل، ولكي يكون القياس موثوقا به، يجب أن ينام الطفل على جهاز الاستشعار، لكن لم يثبت حتى اليوم أنّ إستخدام هذا الجهاز يمنع متلازمة موت الرضع المفاجئ
وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن مؤسسة بطيرم، جاء فيه: "يصادف هذا الأسبوع في البلاد والعالم أسبوع التوعية "للنوم الآمن لدى الأطفال" والذي يعرف باللغة المهنية بمتلازمة "موت الرضّع المفاجئ" لرضيع يتمتع بصحة جيدة بدون إنذار مسبق. ويتضح من خلال معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأطفال في البلاد إنّ هنالك حوالي 45- 60 حالة موت مفاجئ للأطفال سنويًا، تحدث في البلاد لا يمكن الإشارة الى الأسباب الرئيسية لحدوثها. فرغم آلاف الأبحاث التي أجريت في هذا المجال لم يتم إيجاد المسبب أو العامل الرئيسي والذي بحسبه يمكن معرفة فئة الأطفال الأكثر عرضة للوفاة بـ "موت الرضّع المفاجئ " ".
سهير نمر سرّية
وأضاف البيان: "وقالت سهير نمر سريّة، أخصائية تشخيص وعلاج متلازمة التوقف عن التنفس الليلي تزامنا مع هذا الأسبوع: "إنّ متلازمة موت الرضّع المفاجئ، أمرٌ مقلق للأهل فهو سبب وفاة حوالي 250،000 طفل سنويًا في الولايات المتحدة، وأنّ 50% من الحالات تحدث عادة في فصل الشتاء وهي أعلى بحوالي 2.5 مرّة مقارنة مع أشهر الصيف، مع الأخذ بعين الإعتبار أنّ هذه الوفاة يمكن أن تصيب أي طفل من أي عائلة وفي أي مكان" ".
وتابع البيان: "هذا، وتشير الأبحاث الأخيرة التي أجريت في هذا المجال الى أن هنالك عدة عوامل مسببة لما يعرف بموت المهد نذكر منها على سبيل الذكر؛ تدفئة الأطفال الرضع خلال فصل الشتاء بشكل مبالغ فيه، نوم الطفل على فرشة طريّة أو فرشة ماء والذي قد يسبب إنسداد مجرى التنفس، نوم الطفل الرضيع في سرير أهله وعوامل عديدة أخرى. وأفادت الأخصائية سهير نمر سريّة أنّ عواملاً أخرى متحدة مع بعضها البعض قد تكون سببا في متلازمة موت الرضّع المفاجئ، من بينها: تدخين المرأة الحامل، شرب الكحول وتعاطي المخدرات خلال فترة الحمل، الولادة المبكّرة للأطفال (الخدج) والأطفال المولودين بوزنٍ منخفض، الأطفال الذين ولدوا بفارق أقل من عام بين الولادات وتعرض الطفل لدخان السجائر المستمر من قبل مدخنين في البيئة القريبة. أضف الى هذه العوامل إحتمال تعرض الأطفال لموت المهد للذين ولدوا لأمهات تقل أعمارهن عن 20 عامًا، إضافة الى إحتمال حدوت موت المهد لأطفال لديهم أخوة لقوا حتفهم نتيجة موت الرضع المفاجئ، وعوامل مثل توقف التنفس المركزي الذي يحدث في النوم نتيجة لعدم نضوج مركز التحكّم في الجهاز التنفسي، الامر الذي يُسبب عدم انتظام دقات القلب وانخفاض في مستوى الأكسجين في الدم" كما جاء في البيان.
وجاء ايضا في البيان: "يشار أيضا الى أن نوم الرضيع على البطن خلال الليل هو أحد العوامل التي تحظى بأهمية بالغة كسبب محتمل لمتلازمة موت الرضع المفاجئ، فمنذ عام 1998 هناك توصيات قاطعة للأمهات بضرورة الإلتزام بوضعية نوم الرضيع على ظهره وليس على بطنه، مما يقلل من إحتمال حدوت "موت الرضّع المفاجئ" بنسبة تصل الى 70%. وفي بحث آخر تبيّن أنّ نوم الطفل على ظهره يساعد في أن يكون رأس الطفل ورقبته بوضعية مستقيمة مع الظهر ومجرى تنفسه يكون مفتوحًا بشكل دائم وبالتالي يقلل من احتمال إنسداد مجرى التنفس. وبهذا الخصوص أضافت سهير نمر سرّية قائلة: "يشكل النوم على البطن ضغطا على الفك السفلي للطفل، ويُسبب ضيق الشُعب الهوائية، ويزيد من كمية ثاني أكسيد الكربون في منطقة الوجه، مما يؤدي للإختناق بسبب النقص في الأوكسجين. ووجدَت بعض الدراسات أنّ الطفل الذي ليس لديه مشكلة صحيّة ويتعرّض للهواء غير المؤكسَد، في هذه الحالة يعطي مركز تحكم التنفس التحذير للطفل فيستيقظ ويتجدد تنفسه تلقائيا، بينما الطفل الذي لا يستيقظ سوف يختنق وبالتالي تحدث الوفاة. من جهة أخرى فإنّ الأطفال الذين يعانون من مرض "ارتجاع المعدة" أو من لديهم بنية غير طبيعية في الجهاز التنفسي العلوي وهيكل الوجه أو أمراض العضلات، يوصى بنومهم على البطن بشكل قاطع" " كما جاء في البيان.
وأضاف البيان: "هذا، وقد أصدرت الرابطة الأمريكية لطب الأطفال تعليمات جديدة خلال الشهر الحالي جاءت على النحو التالي: • يمكن للرضيع حتى جيل العام أن ينام في غرفة الأهل لتقليص خطر موت المهد، لكن في سرير منفرد. • النوم مع الطفل على الكنبة أو الكرسي يشكّل خطرًا أكثر بـ21 مرّة من النوم في سرير الاهل. لذا توصي الرابطة لمن هم عرضة للنوم خلال عملية إطعام الرضيع، أن يتم إطعامهم في سرير الأهل مع إمكانية تحضير السرير لوضعية ملائمة لوجود الطفل معهم خلال إطعامه في حالة نومهم".
واختتم البيان: "هذا وتوصي مؤسسة "بطيرم" من جهتها بإتباع التوصيات التالية لتقليص إحتمال حدوت هذه الظاهرة أهمها الإلتزام بنوم الطفل على فرشة عادية وليست فرشة مائية او فرشة طرية أكثر من اللزوم على أن تكون حاصلة على مصادقة معهد المواصفات، ويجب الإنتباه الى شد البطانيّة التي يتم تغطية الطفل فيها الى جهة ما تحت الكتفين وأن ينام في الثلث الأسفل من سريره، الإهتمام بإبعاد الوسائد، الدمى وبطانيات الريش، إبعاد أسلاك الكهرباء والستائر عن سريره، وإستعمال المصاصة/اللهاية، لكن دون ربطها بسلسلة خلال النوم. كما أشارت "بطيرم" الى أن إستعمال جهاز استشعار تنفس الطفل كوسيلة لمنع "موت الرضّع المفاجئ" غير محبذ وبهذا الخصوص أشارت سهير قائلة: "إن جهاز استشعار التنفس يقيس معدل تنفس الطفل، ولكي يكون القياس موثوقا به، يجب أن ينام الطفل على جهاز الاستشعار، لكن لم يثبت حتى اليوم أنّ إستخدام هذا الجهاز يمنع متلازمة موت الرضع المفاجئ، مع ذلك فإنّ الجهاز قد يُسبب القلق للآباء والأمهات، كونه يُصدر أصواتًا حتى خلال تحرك الطفل في سريره، لذا من المستحسن عدم استخدامه لطفل يتمتع بصحّة جيّدة" " بحسب البيان.