د. جبور يوسف عوادية:
في الصداع النصفي يشعر المريض بنبض لدى تلمسه بإصبعه صدغه اليمين أو اليسار
هناك نوعان شائعان من الصداع النصفي: الصداع النصفي مع أورا، والصداع النصفي بدون أورا
للصداع النصفي عوامل وراثية تلعب دورها في تحضير الإنسان ليصبح مريضاً به، وأخرى مهيأة تتأثر بنسبة كبيرة بالعامل النفسي
ليدي- يحظى الصداع النصفي بالكثير من الأبحاث والدراسات، كونه بات مصنفاً من الأمراض الشائعة بين البشر، ومن سلبياته أنّه يؤثر على جودة الحياة ومسارها الطبيعي، ويعطلها احياناً.
د. جبور يوسف عوادية
الصداع النصفي عندما يكون يومياً، وبدرجته المرتفعة، ومصحوباً بأعراض التقيؤ والغثيان، يعطل الحياة كما يعطلها عندما يترافق مع درجة عالية من التوتر والاكتئاب. حتى الآن لم يتم التحديد نهائياً إن كان هو المسبب للاكتئاب أم العكس، فهناك ترابط وثيق بينهما، فمن لديه صداع يومي سيصل للحظة الاكتئاب. وقد دلّت دراسات فرنسية كندية مشتركة على أنه يكلّف الدولة أموالاً طائلة. ولأن العلاجات الطبية لم تصل الى حلول ناجعة، كان التوجه إلى العلاجات النفسية.
وفي البداية نسأل د. جبور يوسف عوادية، اختصاصي طب عائلة:
ليدي: لا شك في أن الحياة تسبب التوتر، فكم تؤدي الى صداع نصفي؟
د. جبور: لدى الشعب العربي توتر أعلى بكثير من الشعوب الأخرى، أي أعلى من الشعوب الأوروبية والأميركية. لكننا لا نهتم بالتوتر بقدر الاهتمام بتعامل وتكيّف الإنسان معه. فشعبنا يتناسى المسببات ويكبت انفعالاته، ليُفرغها بذاته وبالآخرين.
إذاً تعامل العرب مع الموتّرات ليست صحيحة، فهو يتكيف جيداً مع ما يحيط به من توترات، لكنه يلجأ للتكيف الخاطئ وليس الجيد كممارسة الرياضة، والسؤال عن مسببات التوتر وعلاجها.
ليدي: ما العوامل التي تؤخذ بالاعتبار لتحديد المرض، وهل هو أنواع؟
د. جبور: من العوامل التي نضعها في الاعتبار لدى العلاج هو العامل النفسي. تبين من بعض الدراسات أن نسبة كبيرة من الذين يعانون من الصداع النصفي يعانون أيضاً من الاكتئاب، وذلك مقارنة بآخرين ليس لديهم صداع.
هناك نوعان شائعان من الصداع النصفي: الصداع النصفي مع أورا، والصداع النصفي بدون أورا، وهما يشكلان بين 10 و12% من الحالات على الصعيد العالمي، وفي المعدل العالمي لهذا المرض أنه يصيب النساء بنسبة ثلاثة أضعاف زيادة عن الرجال.
ليدي: ما الدوافع التي شجعت على العلاج النفسي للصداع النصفي؟
د. جبور: يلجأ الناس بشكل تلقائي للعلاج الكلاسيكي عبر الأدوية والعقاقير، ولكن جزءا كبيرا من علاج هذا النوع من الصداع هو نفسي، ولهذا نطلق عليها تعريف اضطراب نفس جسدي.
ليدي: هل تعتقد أن العلاج النفسي سيحقق النجاح في حين لم يتمكن الطب بعد من تحديد العامل الفيزيولوجي النهائي المؤثر في الصداع النصفي؟
د. جبور: للصداع النصفي عوامل وراثية تلعب دورها في تحضير الإنسان ليصبح مريضاً به، وأخرى مهيأة تتأثر بنسبة كبيرة بالعامل النفسي.
العلاج النفسي يقوم على مساعدة المريض في التخلص من التوتر، أو التكيف معه، وبالتالي إن لم يزل الصداع نهائياً، فهو يتراجع بنسبة كبيرة جداً. وإن كان لنوبات الصداع أن تتكرر، فتكون خفيفة، والأهم أنها تصبح متباعدة.
ليدي: هل آلية العلاج هي نفسها لجميع الأعمار؟
د. جبور: تتقارب إلى حدٍّ كبير. النساء هنّ الفئة الأكثر استهدافاً، وتتراوح أعمارهن من مرحلة المراهقة حتى الخمسين. وفي مرحلة اليأس يتراجع الصداع النصفي.
ليدي: ولماذا يستهدف النساء أكثر من الرجال؟
د. جبور: ثمة عوامل هورمونية لدى النساء تؤدي إلى الصداع النصفي.
ليدي: قلت بتراجع الصداع النصفي في مرحلة اليأس، لكنه يبدأ أحياناً مع توقف الدورة الشهرية؟
د. جبور: قد لا يكون صداعاً نصفياً. في تحديده هو يتركز في جهة واحدة من الرأس، ويمكنه أن يشمل الرأس برمّته. في الصداع النصفي يشعر المريض بنبض لدى تلمسه بإصبعه صدغه اليمين أو اليسار. والمؤشر الثالث والمهم جداً يتمثل في ازدياد الألم مع أي حركة. وفي بعض الحالات يحدث غثيان وتقيؤ أو ينزعج المريض من الروائح والضوء. وهؤلاء يبحثون عن الأماكن المعتمة البعيدة عن الضجيج.
ليدي: هو يصيب الأطفال أيضاً، فهل يعانون من التوتر؟
د. جبور: ما من إنسان خالٍ من التوتر. هو موجود في كل ما في حياتنا، الضجيج، التلوث، الأصوات وغيرها... وهذا يصيبنا بالتوتر بدون شعور منا. والموتّرات اليومية تؤدي الى عدم توازن في آليات عمل الجهاز العصبي لدى الإنسان، فيصابون بألم في الرأس. وقد يؤدي خلل في الأسنان أو الفك إلى صداع.
أما في علاج الأطفال فيتم التركيز على الدراما، الرسم والتعبير، لكني شخصياً لا أعالج بهذه الطريقة ، إذ ثمة معالجون نفسيون مختصون لهم.
أورا ـ ميغرين
يظهر شيء مضيء كما السهم أمام الشخص، وفي دقائق يبدأ الألم، وهذا ما نطلق عليه "أورا ميغرين". آخرون يبدأ لديهم بدون "أورا"، وهناك من لديهم "أورا" بدون ميغرين، أي يشعرون باللمعان والضوء مع إحساس بالقليل من التنميل في الجسد.