نتنياهو:
إنني أطلب من جميع المواطنين الإسرائيليين، وخاصة أولئك منهم المقيمين بجوار الأحراش مراعاة اليقظة العالية وكذلك- فوق كل شيء- الامتثال تماماً إلى تعليمات قوات الإنقاذ
وصل بيان صحفي صادر عن أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو للإعلام العربي، جاء فيه: "يواصل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو متابعته المستمرة عن كثب لأحداث الحرائق المشتعلة في بعض أنحاء البلاد حيث يتم إطلاعه باستمرار على التطورات الجارية. وسيواصل رئيس الوزراء متابعته للأحداث خلال عطلة نهاية الأسبوع وفي الأيام المقبلة. وقد حضر رئيس الوزراء مرة أخرى مساء اليوم إلى مقرّ القيادة الأمامية التابع للشرطة في حيفا حيث عقد جلسة لتقدير الموقف مع كل من وزير الأمن الداخلي ووزير المالية ووزير الداخلية ووزير البناء والإسكان ورئيس بلدية حيفا ومفتش الشرطة العام ومفوضة مصلحة السجون ومفوض سلطة الإطفائية وقائد قيادة الجبهة الداخلية وممثلين عن جهات ودوائر أخرى".
صور من الجلسة
ونوّه البيان: "وأدلى رئيس الوزراء في ختام الجلسة بالتصريح الآتي: "لقد عقدنا للتو جلسة للاطّلاع على المستجدات واتخاذ القرارات اللازمة لمتابعة إجراءات التعامل مع الحرائق التي لا تقتصر على حيفا وحدها بل تشتعل في أنحاء أخرى من البلاد. وهناك مجهود جبار تبذله كل القوات المعنية العاملة على مدار الساعة سواء في هذه المنطقة أو في مناطق أخرى، وتحديداً في 15 موقعاً، سعياً لإخماد النيران وإنقاذ الحياة. أرجو أداء تحية الإجلال لمقاتلي النيران [رجال الإطفاء] والطيارين [الذين يقودون طائرات إخماد الحرائق] من البلاد والخارج على السواء وأفراد الشرطة والجنود ومؤسسة نجمة داود الحمراء [الإسعافية] والسلطات [المحلية] وأيضاً للمدنيين الذين يُبدون، أسوةً بنهجهم المعتاد في حالات كهذه، روح التطوع الاستثنائية. ها أنني أؤدي التحية لكم جميعاً".
وتابع البيان "أرجو القول بأوضح التعابير إن أي حريق ناتج عن إضرام النار عمداً أو عن التحريض على إضرام النار ما هو إلا عمل إرهابي بكل معنى الكلمة، حيث سنتعامل معه تبعاً لذلك. هذا هو الإيعاز الصادر عني إلى قوات الأمن والشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) وأيضاً إلى جيش الدفاع. سوف نحاسب كل من يمارس الإهمال. وسيُعاقَب كل من يحاول إحراق مناطق في دولة إسرائيل بمنتهى الشدة. كما أننا نعمل بالطبع على صعيد إيقاف الحرائق. إذ تقف القوات الميدانية هنا في مواجهة حقيقية للنيران مما يجعلها جديرة بالمدح. أما المكوِّن الحيوي الآخر فيتمثل بطائرات إخماد الحرائق المتخصصة بالحرائق المشتعلة في الأحراش والأراضي [غير المأهولة]، علماً بأن هذه الطائرات تُعتبر أهمّ عنصر مساند (ليس في البلاد وحدها بل في أي مكان من العالم) للسيطرة على النيران. ولهذا السبب استقدمنا في حينه [عام 2010] طائرات إخماد الحرائق خلال الحريق الكبير في جبل الكرمل ثم أنشأنا سرب طائرات إخماد الحرائق الذي يمارس عمله بامتياز. ولولا وجوده، على ما أعتقد، لكانت النيران ستطال عمق التجمعات السكنية، وهو ما تمكنّا حتى الآن من منع وقوعه".
وأكد البيان: "أرجو القول إن جهود الدول تتكاتف إزاء قوى الطبيعة. وقد انتهجنا في الماضي هذا النهج، حيث كنا قد اقترحنا إرسال سرب طائرات إخماد الحرائق التابع لنا إلى قبرص قبل عدة أسابيع. أما اليوم فقد تحدثت مع الرئيس القبرصي الذي أوعز بإرسال طائرة إخماد الحرائق التابعة له. أما نحن فلدينا قوة [جوية] أكبر لإخماد الحرائق تضم حالياً أكثر من 12 طائرة، لكننا رغم ذلك بحاجة إلى مساعدات أخرى. وتتصرف الدول [الأخرى] بصورة خلاقة، وعليه أرجو تقديم الشكر لقادة كل من روسيا واليونان وإيطاليا وقبرص وكرواتيا وتركيا الذين استجابوا [لطلباتنا] وبدأوا بإرسال الطائرات إلى البلاد. وعليه ستكون هنا حتى منتصف الليل 10 طائرات أخرى، بما في ذلك طائرتان عملاقتان استجاب الرئيس [الروسي، فلاديمير] بوتين فوراً لطلبي بإرسالهما. وستصل كل هذه الطائرات حتى منتصف الليل لكنها لن تبدأ عملها إلا في ساعات النهار [غداً]. ويجب إدراك حقيقة عجز طائرات إخماد الحرائق عن العمل ليلاً. وتنفرد طائرة واحدة دون غيرها بامتلاك هذه القدرة، ألا وهي (وقد لا تستغربون الأمر) طائرة ‘السوبر تانكر’ [الأميركية]. وقد أوعزتُ [إلى الجهات المعنية بأن تطلب] استقدامها. وستستغرق رحلتها من الولايات المتحدة 24 ساعة. وسنحتفظ بها ولن نستخدمها إلا في حالة غاية من الخطورة، حيث لن تُستخدم هذه الطائرة إلا في حالات كهذه، لكنني أفضل أن تكون لدينا قدرات زائدة عن الحاجة وليس أن تنقصنا القدرات اللازمة. إننا لا نعرف كم من الوقت سيستغرق الأمر [إخماد الحرائق]. يجب أن نفهم أن التكهنات ترجح الآن استمرار حالة الطقس هذه حتى يوم الثلاثاء القادم، لكننا كنا قد تعرضنا لتجربة حريق الكرمل حيث استغرق الأمر وقتاً أطول بكثير. وبالتالي نتأهب من خلال تفعيل القدرات العملياتية المتزايدة، بما في ذلك من خلال سد النواقص في مخزوناتنا الاحتياطية. وسأعالج هذه المسألة خلال الفترة القادمة".
وجاء في البيان: "وأرجو الإطراء على زملائي الوزراء الذين حشدوا فوراً طاقاتهم (ولم تقتضِ الحاجة في الحقيقة حثهم على ذلك [حيث عملوا من تلقاء أنفسهم]) كل منهم في مجال اختصاصه، لمعالجة مشاكل المدنيين المتضررين بفعل الحرائق أو المتضررة منازلهم عقب الحرائق. كما أنهم يساهمون في ضمان استمرارية عمل السلطات [المحلية] التي تواصل أداءها، علماً بأن هذا الوضع سيبقى سارياً بالطبع في الفترة اللاحقة من إعادة إعمار [ما أتت عليه الحرائق]. وستجري عمليات إعادة الإعمار بتوجيه من ديوان رئاسة الوزراء، أي بقيادة مدير عام ديوان رئاسة الوزراء، وبالتنسيق مع جميع الوزارات. إنني أطلب من جميع المواطنين الإسرائيليين، وخاصة أولئك منهم المقيمين بجوار الأحراش، مراعاة اليقظة العالية وكذلك- فوق كل شيء- الامتثال تماماً إلى تعليمات قوات الإنقاذ. إن هدفنا الأول يتمثل بإنقاذ الحياة حيث تمكنّا حتى الآن من تحقيقه، ومن الأهمية بمكان أن نظل ملتزمين بهذا الهدف لاحقاً أيضاً. وعليه فإن سياستنا واضحة: إخماد النار وإجلاء [المدنيين]، بمعنى أنه يجري العمل على إخماد النيران كلما تسنى الأمر، بينما يتم إجلاء الناس من أي مكان نعجز فيه عن إخماد النار التي تعرض حياة الناس للخطر، ثم نحرس الممتلكات. وتعمل شرطة إسرائيل بشكل فعال على منع محاولات نهب الممتلكات (وقد وردنا تقرير بهذا الخصوص قبل عدة دقائق). إننا بحاجة إلى النفس الطويل وإلى التحلي بالصبر، كوننا لا نعلم مدى استمرار هذه الرياح، علماً بأنها قد تستمر أياماً كثيرة. وأرجو من الجميع الانصياع للتعليمات، بل- وهذا الأهم- المحافظة على الحياة.
وإستطرد البيان: "هناك حالياً إجراءات يتم اتخاذها [من أجل السكان الذين تم إخلاء منازلهم]. كما أنني علمت من وزير الداخلية ومن وزير المالية على السواء بأن هناك استعداداً لتمويل النفقات المترتبة على نزول [هؤلاء السكان] في الفنادق أو المنشآت الأخرى. كما توجد لدينا خطة أكثر جدية بكثير، لكنني لا أعتقد بأن الأوضاع انزلقت إلى حالات أخرى مختلفة [أكثر خطورة] مثل حالة التعرض لهجمة صاروخية، لكننا نستخدم بعض الإمكانيات المتوفرة. تعليقاً على الاقتراح الوارد من السلطة الفلسطينية بتقديم المساعدات لإسرائيل على التعامل مع الحرائق] لقد تسلمنا هذا الاقتراح وسندرس مدى احتياجنا إلى هذه المساعدات. وغني عن القول إننا سنعتمد هذه المساعدات [وقت الحاجة]. وأرجو التوضيح أن مشكلتنا الرئيسية تتمثل حالياً بضمان استمرارية عمل طائرات إخماد الحرائق وتوفر المواد اللازمة لها، حيث نراجع الجهات الخارجية بهذا الأمر قبل غيره. إنهم [الفلسطينيون] عرضوا علينا عربات الإطفاء وقد نستخدمها، حيث سنتخذ القرار بهذا الشأن في وقت لاحق من مساء اليوم. وأرجو إعادة تأكيد ما سبق وقيل هنا قبل لحظة من أننا نواجه حالياً نوعاً من الإرهاب يقوم على افتعال الحرائق، بحيث نواجه في الوقت ذاته عمليات إشعال الحرائق إلى جانب التحريض على القيام بهذه الممارسات. ونعتبر كلا الأمريْن سيّان لنفعّل القانون بكامل ثقله تصدياً للأشخاص الذين يقومون بهذه الممارسات. إنها جريمة بكل معنى الكلمة، كما أننا نعتبرها ضرباً من الإرهاب بكل معنى الكلمة. وقد تؤدي [هذه الممارسات] إلى احتراق الناس، حيث كانت قد وقعت حالات كهذه. كنت قد قلت أمس إن الحالات التي نشهدها تشمل إضرام الحرائق إما سهواً أو من باب الإهمال وأيضاً افتعال الحرائق عمداً. ويؤسفني القول إننا نشهد أيضاً ظاهرة تتجلى عبر شبكات التواصل الاجتماعي حيث يتم التشجيع على افتعال الحرائق عمداً. ونتعامل مع هذا الأمر بخطورة شديدة حيث أمامنا فترة أيام طويلة [قد تظل الحرائق مشتعلة خلالها]. ولا أعلم مدى استمرار ذلك، خاصة في ضوء هذه الرياح.. حيث يمكن إشعال النار في أحراش كثيرة وفي مناطق مختلفة من دولة إسرائيل. وسنتعامل مع هذه الظاهرة بصرامة شديدة".
وإختتم البيان: "إن عدد المنازل التي تضررت [بفعل الحرائق] لا يتجاوز العشرات، كما يبدو، ولم يصل إلى عشرات الآلاف أو الآلاف أو حتى المئات. لذلك سيعود [سكان المنازل التي تم إخلاؤها] إلى منازلهم أولاً، على أننا سنعتني بهم حتى ذلك الحين من خلال تغطية النفقات المترتبة على نزولهم في فندق أو نزل أياً كان. وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة بهذا الخصوص. وسنقدم، ثانياً، المساعدات لأولئك الذين تضررت منازلهم، حيث يقتضي الأمر التحلي بالصبر. إن تعامل دولة إسرائيل مع موجة كهذه من الحرائق ليس بالأمر الهين، خاصة وأنها اندلعت في مواقع كثيرة ووسط أجواء جافة للغاية مع الرياح التي تنقل الحريق وألسنة النيران إلى أعالي الأشجار لتتنقل من موقع إلى آخر. وتواجه دولة إسرائيل بصورة جيدة جداً هذا الوضع إلا أن المعركة مع قوى الطبيعة صعبة. وبالتالي يدرك أي مواطن أن الجميع يقفون في نفس الجبهة، حيث يتعاضد المواطنون فيما تقدم الحكومة بدورها المعونات للجميع. وأعتقد بأنه من الأهمية بمكان إدراك حقيقة واحدة: لا يجوز [لأي شخص تم إخلاء منزله] العودة إلى حين تلقيه الإذن بالعودة. صحيح أن الشرطة تقوم بإجراءات الحماية اللازمة تفادياً لوقوع عمليات النهب لكن يجب التأكيد على أنه لا يوجد أي شيء يعادل [بأهميته] إزهاق الأرواح سواء أكان الأمر يتعلق بالأملاك أو بأي شيء آخر. وعليه أكرر إلحاحي [على المواطنين] بالامتثال للتعليمات الصادرة إليهم. أيها سكان حيفا وسكان [مناطق أخرى في] إسرائيل ممن أضطُروا لإخلاء منازلهم، إننا غير معنيين بإبقائكم [بعيداً عن المنازل] وإنما نقوم بذلك حفاظاً على حياتكم. وأدعوكم إلى الانصياع للأوامر".