الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 12 / نوفمبر 22:02

إليكم قصة دواء السيدة العجوز

كل العرب
نُشر: 09/12/16 11:26,  حُتلن: 13:38

كان أحمد واقفا ينتظر باص المدرسة عندما سمع بائعة الخضار العجوز تقول للرفيقتها:
- لقد غضب ابني البارحة مني.
- و لماذا يغضب منك وأنت أمه المتعبة من العمل خارج المنزل و داخله ..
- كان يريد النقود فقلت له يا بني أريد ان أشتري علبة دواء أنا متعبة..


صورة توضيحيّة

- يا لقسوة أولادنا علينا عندما يكبرون.
لم يستطع أحمد أن يبقى واقفا بصمت وهو يرى آلام العجوز المسكينة المريضة، فاقترب منها قائلا:
- هل يمكن أن أشتري منك باقتين من البقدونس يا خالة
حملت العجوز باقتين ووضعتهما في حافظة ورقية وقدمتهما لأحمد مبتسمة وهي تقول:
- تفضل يا بني وفقك الله
شعر أحمد بمزيد من الألم، فهذه العجوز رغم مرضها و ما فعله ابنها معها ما زالت تبتسم في وجوه الغرباء، وتدعو لهم، فحمل مبلغا من المال كان في جيبه و قدمه لها و استدار ليغادر فنادته:
- انتظر يا ولدي هذا المبلغ كبير جدا..
- يا خالة هو لك..
- لا يا ولدي أنا أخذ ثمن بضاعتي فقط ..
اقترب أحمد من المرأة بخجل و قال :
- في الحقيقة يا خالة سمعت حديثك وأردت أن أشتري لك الدواء فهل تقبلين لأفرح.
ابتسمت العجوز المتعبة بخجل وقالت :
- أشكرك يا بني أنت طيب جدا .. لكنني لا أعرف اسم الدواء .. حباته صفراء و هو يعالج مرض ارتفاع السكر.
- لا بأس يا خالة سأجده.
ذهب أحمد مسرعا نحو الصيدلية وأخبر البائع أنه يريد تلك الحبات الصفراء التي تعالج مرض السكر، فتعجب الرجل وسأله:
- ألا تعرف اسمها؟!
- في الحقيقة هي ليست لي، لكنها لبائعة عجوز متعبة تبيع الخضار لتنفق على أولادها، ولأن ما تكسبه قليل فهي لا تشتري الدواء، ولا تعرف اسمه، وأريد مساعدتها وأريدك ان تساعدني لنعرفه.
- أه فهمت ..لا عليك سأبحث عنه على الشبكة العنكبوتية.
بدأ الصيدلاني بالبحث، وابتسم أحمد بسعادة، وقد شعر أنه استطاع أن يخدم إنسانا طيبا ..
قال وهو يخرج من الخزانة علبا من دواء :
- هذا هو الدواء .. سأعطيك إثنا عشرة علبة ..
- لكن ما معي لا يكفي ثمنا لها؟!
- لا أريد ثمنها .. هي هدية مني لك لأنك ولد شجاع وكريم .. وهذا أيضا..
أخرج الصيدلاني بطاقة وكتب عليها "يصرف الدواء مجانا لحامل هذه البطاقة" و قدمها لأحمد قائلا :
- و هذه هديتي للعجوز .. هيا خذها لها لتفرح .. حماكما الله
حمل أحمد الدواء والبطاقة، وهو يكاد يطير من الفرح، وشكر الرجل، وخرج يحمد الله ويشكره، ومسح دمعات فرح انسكبت على خده. 

مقالات متعلقة

.