أعلنت الرئاسة المصرية الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء مصر على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي
الأزهر الشريف:
إستهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان التي دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها
اللواء محمود الخولي الخبير الأمني المصري:
من ارتكب حادث تفجير الكنيسة البطرسية سيدة، حيث إن كاميرات الكنيسة صورت مرتكبة الحادث الإرهابي"، موضحًا أن "صباع الديناميت المستخدم في العملية يزن نحو 227 جراما أي ربع كيلو"
قالت مصادر صحفية، أنّ عدد قتلى التفجير الذي وقع أمس الأحد داخل الكاتدرائية القبطية في القاهرة قد إرتفع الى 28 قتيلا و70 مصابا. هذا، وأعلنت الرئاسة المصرية الحداد العام لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء مصر على أرواح ضحايا التفجير الإرهابي كما وقالت مصادر في مصر إن منفذ العملية سيدة كانت تحمل 12 كيلو جرام من الديناميت.
من داخل الكاتدرائية القبطية - القاهرة - تصوير:Xinhua
وذكرت مصادر صحفية أخرى "أن مجهولين فجروا عبوة ناسفة داخل الكنيسة، وذلك صبيحة إحتفال مصر والعالم الإسلامي بذكري المولد النبوي الشريف، عند تمام الساعة العاشرة من صباح يوم أمس الأحد بحسب شهود عيان".
التفجير الذي تؤكد كافة المصادر وقوعه باستخدام عبوة ناسفة، تزن 20 كيلو غرام، وتم تفجيرها وقت أداء الأقباط صلوات الأحد في الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية، أوقع حينها نحو عشرين قتيلا، جرى نقل جثثهم إلى مشرحة زينهم، وأكثر من خمسة وثلاثين مصابا بحسب تقديرات أولية، حيث قامت نحو خمس عشرة سيارة إسعاف بنقلهم إلى المستشفيات المجاورة لتلقي العلاج، فيما قالت مصادر صحيفة أنّ حصيلة القتلى قد ارتفعت الى 28 قتيلا.
وعلي الفور، انتقل لموقع الحادث كبار القيادات الأمنية، يتقدمهم مدير أمن العاصمة ومدير مصلحة الأمن العام، فيما فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول الكاتدرائية، وأصدر النائب العام المصري قرارا بتكليف فريق متخصص للتحقيق في الحادث، ومعرفة ملابساته.
الأزهر يستنكر الاعتداء الارهابي
هذا وأدان الأزهر الشريف، التفجير الإرهابي وأكد في بيان أصدره: "إن إستهداف دور العبادة وقتل الأبرياء أعمال إجرامية تخالف تعاليم الدين الإسلامي وكل الأديان التي دعت إلى حماية دور العبادة واحترامها والدفاع عنها".
وأعرب الأزهر عن "تضامنه الكامل مع الكنيسة المصرية ذات المواقف الوطنية ومع جميع الأخوة المسيحيين في مواجهة هذا الاستهداف الإرهابي"، موضحا أنه يتابع تداعيات هذا الهجوم ونتائجه لحظة بلحظة.
ورجحت مصادر أمنية أن يكون القتلى والمصابون جميعا من المتوافدين لأداء صلوات الأحد.
سيدة وراء التفجير
وقال اللواء محمود الخولي الخبير الأمني المصري، إن "من ارتكب حادث تفجير الكنيسة البطرسية سيدة، حيث إن كاميرات الكنيسة صورت مرتكبة الحادث الإرهابي"، موضحًا أن "صباع الديناميت المستخدم في العملية يزن نحو 227 جراما أي ربع كيلو".
وأضاف خلال حواره في برنامج على قناة "إل تي سي"، أن إجمالي وزن الديناميت المستخدم في العملية يقدر بـ12 كيلو جرام تقريبا، مستطردًا: "الكمية دي مش سهلة".
وتابع: "الكيلو الواحد من الديناميت ينتج عنه 1100 سعر حراري"، مشيرا إلى أن تفجيره داخل مكان مغلق مثل الكاتدرائية جعله أكثر قوة وتأثيرا وزاد من أعداد الضحايا.
كما اكد الكاتب يوسف القعيد، عضو مجلس النواب المصري، في مداخلة هاتفية مع فضائية "سي بي سي"، أن منفذة الحادث هي سيدة خدعت الأمن، وذلك عن طريق اصطحابها لعربة أطفال وأدخلت المتفجرات إلى داخل الكنيسة عن طريق تلك العربة، الأمر الذي يكشف ضعف الإجراءات الأمنية في تأمين المصلين.
وأكمل الكاتب الصحفي: "السيدة تركت العربة بمصلى السيدات وتم إدخالها لعدم وجود شرطة لتفتيش السيدات"، لافتًا إلى أن الإرهابيين بدأوا باستهداف دور العبادة، والمواد المستخدمة في التفجيرات واحدة.
وأدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي العمل الإرهابي الخسيس الذي استهدف الكنيسة البطرسية قرب كاتدرائية العباسية يوم أمس الأحد، وأعلن الحداد 3 أيام على ضحايا الحادث الإرهابي الغاشم. وأكد السيسي أن الإرهاب الغادر إنما يستهدف الوطن بأقباطه ومسلميه، وأن مصر لن تزداد كعادتها إلا قوةً وتماسكاً أمام هذه الظروف، متوجها بخالص العزاء والمواساة لأسر شهدائنا، داعيا الله العزيز القدير أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته.
وشدد الرئيس المصري على القصاص العادل لشهداء ومصابي هذا الحادث الغادر، مؤكداً أن الألم الذي يشعر به المصريون في هذه اللحظات لن يذهب هباءً، وإنما سيسفر عن تصميمٍ قاطع بتعقب وملاحقة ومحاكمة كل من ساعد بأي شكل في التحريض أو التسهيل أو المشاركة والتنفيذ في هذا العمل الآثم، وغيره من الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها البلاد.
وأضاف السيسي أن الدماء التي سالت اليوم نتيجة هذا العمل الإرهابي الذي حدث في ذكرى المولد النبوي الشريف، والحادث الأليم الذي استهدف قوات الشرطة يوم الجمعة الماضي، وجميع العمليات البطولية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة في سيناء وتدفع فيها ثمناً غالياً من دماء أبنائها، لهي جميعاً فصول من حرب الشعب المصري العظيم ضد الإرهاب، الذي لن يكون له مكانٌ في أرض مصر، وسيثبت الشعب المصري، بوحدته ومؤسساته وأجهزته، أنه قادرٌ على تخطّي المحن والمضي قدماً في مسيرته نحو التقدم والخير وإحقاق الحق والعدل والأمن في كافة ربوع الوطن.
من مكان التفجير- تصوير: رويترز