صحيفة التليجراف البريطانية:
سياسة اردوغان الخارجية انحرفت كثيرًا عن المواجهة مع روسيا وإيران إلى شراكة معهما ويؤكد أنهما حلفاء بل أصبح يتهم الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، بالوقوف وراء الإرهاب الذي تعاني منه تركيا
هناك إنقلاب عسكري آخر على الأقل يبدو في الأفق، مرجحة نجاحه بعد فشل انقلاب الـ15 يوليو الماضي
أزمة تركيا تبدو مرشحة للإستمرار، ولكن نظرًا لموقعها الجغرافي السياسي الحساس في البلاد، فإن الفوضى في تركيا تعني عدم الإستقرار بالنسبة للغرب أيضًا
علقت صحيفة التليجراف البريطانية على الهجمات الارهابية التي تتعرض لها تركيا، مؤكدة أنّ في موقف فظيع جدًا وخارج السيطرة، على الرغم أن لديها الآن أقوى رئيس منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في عام 1980، وربما منذ أتاتورك نفسه قبل تسعين سنة.
أردوغان ورجال امن مكان الاعتداء الارهابي الاخير في اسطنبول
وأكدت الصحيفة أنّ أردوغان يعمل بمهارة غير عادية على ترسيخ سلطته، لكنها لا تسعفه في حل مشاكل البلاد، وأشارت الى أنّه مارس تسليح وتشجيع للجهاديين المتطرفين لمحاربة نظام الأسد في سوريا، لكن تجاهل مخاطر حدوث نكسة.
وذكرت الصحيفة أنّ إنتشار القتل العشوائي والتفجيرات الانتحارية والحرب الأهلية مع الأكراد في الجنوب الشرقي، أكد أنّ الأمور أصبحت خارج سيطرة رئيس الجمهورية التركي. وأضافت الصحيفة "عندما كان نظام الأسد ضعيفا، بدأ الأكراد بسوريا في إثبات ذاتهم.. تحرك أردوغان لمنعهم من إقامة دويلة كردية جنوب تركيا وطالب الغرب بغض الطرف عما سيفعله".
واعتبرت الصحيفة، أن سياسته الخارجية انحرفت كثيرًا عن المواجهة مع روسيا وإيران إلى شراكة معهما ويؤكد أنهما حلفاء بل أصبح يتهم الغرب، والولايات المتحدة الأمريكية، بالوقوف وراء الإرهاب الذي تعاني منه تركيا.
وتؤكد الصحيفة، أن الاقتصاد تحول من الازدهار إلى الكساد في عهد أردوغان، بعد أن حقق معجزة ناجحة بخلط السياسة الإسلامية مع اقتصاد السوق. ولكن ما يجري حاليًا العكس بسبب الصراعات في سوريا والعراق، بالإضافة إلى الإرهاب الذي تسبب في عمليات هروب مرعبة من السياح، جعل تركيا تتجه الآن نحو ركود عميق.
هذا، وتوضح الصحيفة أن هناك إنقلاب عسكري آخر على الأقل يبدو في الأفق، مرجحة نجاحه بعد فشل انقلاب الـ15 يوليو الماضي، واصفة تركيا بـ"رجل مريض يعيش على حافة أوروبا"، معتبرة إياها مثل باكستان التعرض التي تتعرض لهجمات متوصله من قبل طالبان.
وتذكر الصحيفة أن أزمة تركيا تبدو مرشحة للإستمرار، ولكن نظرًا لموقعها الجغرافي السياسي الحساس في البلاد، فإن الفوضى في تركيا تعني عدم الإستقرار بالنسبة للغرب أيضًا.