أسيل منصور في مقالها:
كيف لشخص غير مستقر نفسيًا تلازمه حقيبة من الكلام البذيء أن يصل إلى أعلى منصب في العالم؟
لو نظرنا إلى سيرة حياة ترامپ نجدها مغدقة بالتجارب، منها ما نجح ومنها ما أخفق. هل من حقل لم يطرقه ترامپ؟! الجواب هو كلا
"ثمّة أمرٌ ليس على ما يرام يحدث في الغرب..كيف لشخصٍ مثل ترامپ أن يحصد اللقب الذهبي المنشود-خليفة العالم- والذي فشل في كسبه الكثيرون مِمّنْ هم أكثر رصانةً ووعيًا وفهمًا لكيف يُدار العالم، كيف لشخص غير مستقر نفسيًا تلازمه حقيبة من الكلام البذيء أن يصل إلى أعلى منصب في العالم وأن يستقطب تأييدًا واسعًا في نظام حكم ديموقراطي رغم أنه بنفسه ليس أكثر من دكتاتور اعتاد تلبية حاجات ذاته وحسب "
كل هذه الأسئلة لم تغب عن ذهن أي إنسان حيّ ذَا منطق سليم على وجه التأكيد.. وقد حذاني التفكير بالإجابات الممكنة لعلامات استفهام التي من الممكن طرحها كأسئلة فلسفية تشغل المفكرين على مدى قرون أو كمواضيع بحث لا نهائية في مجالات العلوم السياسية أو كاتجاه يبحث تطور النفسية البشرية كوسيلة لإيجاد سبل علاج جديدة للسادية مثلا في علم النفس، أو كما أرى: كطريق نستخلص منه نتائج رائدة تتعلق بأسلوب التربية والتعليم الأكثر نجاعة في تطوير الذكاء البشري. نعم الذكاء البشري لأنّ ترامپ رغم بذاءة ألفاظه ونقص الذكاء العاطفي عنده والذي قد يفسر توحد ابنه بارون المحتمل، لا يقل عبقرية عن أي مخترع ترك لنا بصمة عبر جهاز أو نظرية أثبتت صحتها فيما بعد.
لو نظرنا إلى سيرة حياة ترامپ نجدها مغدقة بالتجارب، منها ما نجح ومنها ما أخفق. هل من حقل لم يطرقه ترامپ؟! الجواب هو كلا.. فلو نظرنا إلى ما يظهر بجانب تعريف مهنة ترامپ في الإنترنت نجد القائمة الطويلة التالية: رجل أعمال، ومستثمر،وصاحب مطعم، وكاتب غير روائي، ورائد أعمال، وسياسي، ورجل أعمال، ونجم اجتماعي، ومطور عقاري، ومذيع برنامج ألعاب، وكاتب سياسي، ورجل دولة، ومنتج تلفزيوني،ومنتج أفلام، وكاتِب،وممثل.
وأجزم أنّ ترامپ قد جرّب الطبخ والرسم والتصميم والبناء والهندسة والطب المكمل و..،و..،و..،و..، وكلّ شيء وعبر تجاربه الناجحة والفاشلة وجد ترامپ تماما ما يفلح به بحقّ:النجاح!!
ترامپ هذا الذي يهاجمه الجميع، طوّرَ ذكاءه بشكل يثير الدهشة وعبر ذلك فهم العالم أفضل. لقد سمعت محاضرة في الآونة الأخيرة مفادها أنّ من لا يستعمل وسائل الإتصال الاجتماعية اليوم لا ينتمي "لجيل الواي"، وأنّ أي سياسي محنّك يصبو لأن يصل عليه أن يتواصل مع الناس بطريقة الاتصال المتداولة وليس عبر زجاج قاتم اللون من وراء مخبأ تستر فيه أنباء صحتك وهذا كان أحد أهمّ أسباب نجاح ترامپ فيما فشلت في فعله هيلاري التي لم "تُغرّد" بما فيه الكفاية .
ماذا نتعلم من نجاح ترامپ وكيف نطبق سيرته الذاتية لخلق نظام تعليمي أفضل يسارع برفع نسبة ذكاء أبنائنا وبتوجيه طاقاتهم إلى حيث ينتظرهم الإبداع الكامن في لا وعيهم .
في نظامنا التعليمي الحالي، كل شيء متوقع. يذهب الطالب إلى المدرسة وهو يعرف ما ينتظره فكتاب العربي هو هو ما كان عليه في الأمس والمعلمة هي نفسها التي كانت عليها في الأمس والساحة المدرسية لم ولن تتغير ولذلك لا يُشْحَذْ ذكاء أطفالنا وبشكل فعلي هم لا يفكرون إلا بشكل غير ملحوظ ليس له أي تأثير على خلق أي خلايا عصبية أكثر في أمكنة فيها تركيز خلايا عصبية أكبر منذ الولادة. ماذا لو أخذنا نموذج حياة ترامپ وبنينا وفقه نظام تعليمي جديد؟!
ماذا لو ذهب ابني في الصباح وهو لا يعرف أي درس ينتظره، أهو الطبخ، أم الهندسة، أم الاختراع، أم حصة في الهواء الطلق لاستكشاف الطبيعة، أم درس في كيفية رعي الغنم .. أو كيف تربي نفسك على النجاح ،أو كيف نميز الكذب أو كيف نحبّ ،إلى آخ.. عبر التجارب الإنسانية تُخْلَق العبقرية ويزيد مقياس الذكاء حتى بشكل فعلي عبر خلايا جديدة تولد كل يوم في المخ البشري.
بالطبع سيكون هناك تحفيز عصبي أكبر عبر عصبونات تصل إلى مناطق أكبر في العقل البشري إن جربنا في مجالات أكثر وفِي بحار أوسع من مجرد غرفة مربعة فيها أسطر مملة من كل شيء متوقع.
لست شيوعية أبدًا لكن أحببت ما فعل الشيوعيون من خلق فرص متساوية للجميع ومنح الجميع راحة نفسية من التنافس لإيجاد مجال لإبداع كل فرد في مجال يميل إليه حقًّا وليس بسبب أنّ المجتمع يُفضّل الطبيب والمهندس على الطباخ والخبّاز .
إذن لماذا وصل ترامپ إلى حكم العالم دون غيره ..لأنّه ذكي جدًا جدًا بفضل تجاربه اللا متناهية التي جعلت منه دونالد ترامپ .
كنت أرغب جِدًّا في وضع مخ ترامپ في تصوير الرنين الإشعاعي ..
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net