هيا جيوسي:
7%-10% من النساء يتعرضن لعنف من قبل الزوج و60% من النساء ترعرعن في بيوت كان العنف الاسري سيدها
العنف ضد المرأة ظاهرة منتشرة وبشكل كبير بالمجتمع اليهودي بشكل عام والعربي بشكل خاص.
العنف ضد المرأة يتضمن بداخلة انوع عديدة منها العنف الجسدي والذي يتمثل بضرب المرأة بعنف شديد، العنف الكلامي والذي يتجسد بنعت المرأة بالقاب وصفات جارحة سواء القاب لشخصها او لشخص مقرب من عائلتها، هذا النوع من العنف يؤثر على الضحية بشكل كبير من الناحية النفسية وله تداعيات خطيرة على المدى البعيد والقريب، العنف الجنسي وهو احد انواع العنف المؤلمة للجسد والنفس في ان واحد وهو. كغيره من الانواع الاخرى له تداعيات كثيرة وخطيرة.
بداية سأعرض احصائيات حول تعرض المرأة للعنف داخل النطاق العائلي سواء كان ذلك من قبل الاخ، الاب او الزوج. تشير الاحصائيات الى ان حوالي 7%-10% من النساء يتعرضن لعنف من قبل الزوج، 60% من النساء ترعرعن في بيوت كان العنف الاسري سيدها بالإضافة الى أن 32% من النساء يعتقدن وبشكل خاطئ ان للزوج الحق الكامل بممارسة العلاقة الحميمة رغما عنهن. يشار كذلك إلى أن العنف بحق النساء ما بين الاجيال 44-16 هو السبب الرئيسي لتعرضهن للموت والاعاقة الجسدية.
العنف ضد النساء والبنات في المجتمع العربي منتشر وبشدة، وهنالك العديد من الاناث اللواتي يعانين من الاضطهاد والعنف الذي يمارس بحقهن بشكل يومي والاخذ بالتزايد مع مرور الوقت.
اما عن اسباب الظاهرة الاساسية فهي كالتالي:
1- قبول المرأة للعنف الذي تتعرض له وسكوتها المطلق وعدم المبادرة بالتوجه لجهات مختصة ومسؤولة، ويرجع ذلك للعادات والتقاليد حيث ينظر للمرأة وكأنها قد قامت بشيء غير مناسب تجاه زوجها فيما اذا فكرت بالتوجه لجهة مختصة رغبة منها بعيش حياة سليمة وآمنة. تلتزم الصمت خوفا من اعين الناس وخوفا من أقاويلهم واشاعتهم التي ستطولها، اضافة الى المعاملة السيئة التي ستلقاها من قبل الاهل والاقرباء بحجة " لازم تتحملي كلهم الزلام هيك، كلهم بتعصبنوا، تحملي عشان اولادك، عيب شو يحكو عنك الناس حبست جوزها، المرأة مالهاش الا بيتها وجوزها، مين بدو يتطلع على وحدة مطلقة" والعديد العديد من الأقاويل.
2- السبب الثقافي كذلك له دور كبير في تفشي هذه الظاهرة وانتشارها، فروقات تربوية وثقافية بين الطرفين تزيد من المشاكل وتمنع القدرة على التفاهم السلمي مما يدفع الرجل لاتخاذ العنف كأسلوب لحل المشاكل معلنا أنه الأقوى ومهما بلغت ثقافة المرأة فلن تبلغ وتتغلب على قوته، يزداد العنف اذا كانت الزوجة او المرأة على قدر عالٍ من الثقافة والعلم مما يزيد من شعور الرجل بالدونية وانه اقل منها مستوى وتناغما مع العقلية العربية عليه ان يريها انه الاقوى لا محالة، فيلجأ للعنف كطريقة لحل المشاكل وترهيب الانثى.
3- الظروف الاقتصادية الصعبة تشكل سببا اساسيا ورئيسيا للعنف، ظروف الحياة الصعبة، المشاكل الاقتصادية، غلاء المعيشة، بالإضافة للبطالة، كل هذه المشاكل هي وجوه لعملة واحدة وهي انتشار المزاج الصعب، المعكر والعنيف، فنرى الرجل غارق بالديون والمشاكل في العمل وما ان يرجع للبيت حتى يصب غضبه المتراكم على زوجته، فبدون ادنى شك لن يصبه على عاملة في البنك او على مديره في العمل، زوجته هي المنفذ الوحيد لأعصابه وغضبه المتزايد والمتراكم كونها زوجته، وكونها اضعف منه بنية لا يعطيه الحق باي شكل من الاشكال بالمساس بها وبتعنيفها وضربها.
4- التمييز والتفريق بين الذكر والانثى، الفكرة التي تتبناها العقلية العربية، بحجة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع العربي, عادات ما زالت متجذرة ومتأصلة في عقلية العديد من ابنائنا على ان الرجل هو الاعلى مكانة من الانثى، ويحق له تهميشها، تصغيرها وعدم معاملتها باحترام وكأنها ملك خاص يمتلكه ويحق له فعل ما يشاء. هذه العقليات هي عقليات ضعيفة ومريضة ولكن مع ذلك منتشرة والتخلص منها ينبع فقط من التربية منذ الصغر ونعومة الاظافر وتعليم صغارنا واطفالنا ان الذكر والانثى هم سواسية ويكملان احدهما الاخر وان التعامل يجب ان يكون مبني على الاحترام، التفاهم والاحتواء.
مع اختلاف الاسباب وتعددها تبقى الظاهرة منتشرة وعلينا نحن كمجتمع التصدي لها واقتلاعها من جذورها ويجب علينا التحلي بالوعي الكافي للتصدي لها. فيما لو تفكرنا قليلا ما هو الحل لاستئصال هذا الورم الخبيث من المجتمع؟ هل الرجوع لتعاليم ديننا الاسلامي الحنيف من الممكن ان يقلل من هذه الظاهرة؟
الدين الاسلامي وتعاليمه التي تنص على مكانة المرأة، احترامها، تقديرها وتقديم الحماية والرعاية لها وتأمينها. قال تعالى:(ولهن مثل الذي عليهن) (البقرة 228).
برأيي رجوعنا لمفاهيم الدين وتطبيقه بحذافيره من الممكن أن يؤدي لانخفاض واضح وملموس للعنف تجاه المرأة.
ما هو الحل برأيكم؟ هل على ائمة المساجد العمل على زيادة الوعي لدى شبابنا بكيفية معاملة المرأة، هل عليهم زيادة خطب يوم الجمعة والتحدث بمثل هذا الموضع!!؟
طالبة في جامعة تل ابيب
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net