الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 11:01

اقتراح قانون منع الأذان من جديد/ بقلم: صفا ادريس

كل العرب
نُشر: 11/02/17 14:18,  حُتلن: 15:58

صفا ادريس في مقالها:

اسرائيل تعتبر نفسها دولة ديمقراطية لكنها تدوس على الحريات الدينية وحقوق الانسان وحقوق الاقليات بالمقابل عاش اليهود في كنف الدولة الاسلامية في العصور الوسطى دون أن تمس حياتهم وكنسهم

اليوم أصبح هذا التوجه سياسة الحكم، تهويد وأسرلة الأرض والانسان والقوانين والمؤسسات ومحو كل ما هو عربي واسلامي في بلادنا، هذه ليست عنصرية، هذا تطهير عرقي، لهوية وعقيدة السكان الاصليين واصحاب الأرض

يطرح قانون منع الاذان من جديد لِسَنِّه في الكنيست وهذه المرة بعد موافقة الاحزاب الدينية في الائتلاف الحكومي، وكل الاجواء متهيئة لِسن هذا القانون في ظل التحريض على العرب في البلاد وتأجيج العداء الذي يكرس العنصرية اليمينية التي تقود سياسة السلطة في السنوات الاخيرة، وهنا اود ان اسجل بعض الملاحظات المهمة حول هذا الاقتراح:

* تَعتبر اسرائيل نفسها دولة ديمقراطية لكنها تدوس على الحريات الدينية وحقوق الانسان وحقوق الاقليات، بالمقابل عاش اليهود في كنف الدولة الاسلامية في العصور الوسطى دون أن تمس حياتهم وكنسهم ومارسوا شعائرهم الدينية بحرية رغم اختلاف العقائد، لكن نظام الدولة الاسلامية الذي لم تحركه اهواء السياسيين قبل ألف عام وأكثر لان التعامل مع الاقليات هو مبدئي ينبع عن قيم الاسلام وعقائده، بينما ما يقود اسرائيل الديموقراطية اليوم هم العنصريون والمتطرفون والذين يقودون المجتمع الى المواجهة والعداء.

* بعض الحكومات الغربية ومعها اسرائيل يحاولون التغطية على سياساتهم في الشرق الاوسط بشتى الذرائع، منها الحرب على الارهاب، ونتنياهو يريد أن يظهر للعالم انه يحارب التطرف الديني والاسلامي، ويصرف النظر عن جرائم الاحتلال والاستيطان وهدم البيوت وغيرها، ولن نستغرب أن السكوت على منع الاذان ستتبعه قوانين اخرى حتى يصل الأمر الى تقسيم المسجد الأقصى مثلا وسيكون الموضوع وقتها مقبول وشرعي.

* هناك من يعتبر العرب في هذه البلاد اعداء، اليوم أصبح هذا التوجه سياسة الحكم، تهويد وأسرلة الأرض والانسان والقوانين والمؤسسات ومحو كل ما هو عربي واسلامي في بلادنا، هذه ليست عنصرية، هذا تطهير عرقي، لهوية وعقيدة السكان الاصليين واصحاب الأرض، لكن لهذه الهجمة نتائج عكسية، فشعبنا الذي ينتمي الى الاسلام وحضارته وتاريخه لن يتنازل عن هويته، وسيتوحد بكل مركباته ضد هذه الهجمة.

وأخيرًا أود أن اقول إن مثل هذه القوانين العنصرية المعادية للوجود العربي في بلادنا لن تمنع صوت الأذان الذي يصدح منذ أكثر من 1400 عام في كل الدنيا، وأن كل المحاولات في الماضي والحاضر للتضييق على المسلمين فشلت، لأن سنن الله في الأرض باقية والظلم والظالمين الى زوال. قال تعالى:

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

مجد الكروم

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
298312.62
BTC
0.52
CNY
.