مروة كناعنة في مقالها:
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها، ولكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها، إنها نتاج عملك لما تحب، وتواصلك مع الآخرين بصدق
اسعدوا الذين حولكم ولا تنتظروا أي مقابل، ابتسموا فالابتسامة صدقة والصدقة سعادة، احسنوا النية مهما حصل، كونوا أنقياء، عيشوا لحظات الاستجمام وتفكروا ولكن بإيجابية
نَفوز بالأشياء الجميلة حين نكون في رحلة للبحث عن شيء آخر، إما حقيقة شخص أو تفاصيل قديمة قد لا تضيف لنا سوى مأساة جديدة لحياتنا. كل شيء يأتينا على حين غفلة يكون أثمن من تلك الأشياء التي نسعى للحصول عليها مع "سبق الإصرار".
لقد خلقنا نحن البشر لنحقق غايات سامية ، نقية وطاهرة . بيتنا الأول كان الجنة أي خلقنا لنعيش في بيئة جميلة وزاهية. لكننا نقضي كثير من الوقت ونحن نردد: أنا حزين، أنا فاشل، وغيرها من العبارات السلبية.. ولو تفكرنا قليلاً لوجدنا ان السعادة خلقت منا، أو هي جزء منا ونادرون هم الذين يكتشفونها ويكتشفون قيمتها.
أمي دائماُ تردد على مسامعنا (القناعة جميلة)، لو كنا قنوعين بأقدارنا وكل ما يجري حولنا من خير ومصائب لكتب على اجباننا أبناء السعادة .
إننا جميعاً نتطلع إلى السعادة ونبحث عنها، ولكن السعادة ليست هدفاً في ذاتها، إنها نتاج عملك لما تحب، وتواصلك مع الآخرين بصدق.. إن السعادة تكمن في أن تكون ذاتك، أن تصنع قراراتك بنفسك، أن تعمل ما تريد لأنك تريده، أن تعيش حياتك مستمتعاً بكل لحظة فيها.. إنها تكمن في تحقيقك استقلاليتك عن الآخرين وسماحك للآخرين أن يستمتعوا بحرياتهم، أن تبحث عن الأفضل في نفسك وفي العالم من حولك..
انه لمن السهل أن تسير في الاتجاه المضاد، أن تتشبث بفكرة أن الآخرين ينبغي أن يُبدوا غاية اهتمامهم بك، أن تلقي باللائمة على الآخرين وتتحكم فيهم عندما تسوء الأمور، ألا تكون مخلصاً، وتنهمك - عبثاً - في العلاقات والأعمال بدلاً من الالتزام أن تثير حنق الآخرين بدلاً من الاستجابة، أن تحيا على هامش حياة الآخرين، لا في قلب أحداث حياتك الخاصة.
لكنك في الواقع تعيش حياة غير سعيدة عندما لا تحيا حياتك على سجيتها؛ حيث ينتابك إحساس بأن حياتك لا غاية منها، ولا معنى لها، وأن معناها الحقيقي يفقد مضمونه عندما تتفقده عن قرب وبدقة.. إنك الشخص الوحيد الذي يمكنه أن يلعب دور المنقذ الذي سوف يحرر حياتك من قيودها، وإلا فسوف تظل حياتك ترسف في أغلالها..إنك تستحق السعادة، ولكنك أيضاً تستحق أن تحصل على ما تريد. لـــذا.. انظر إلى الأشياء التعيسة في حياتك، سترى أنها عبارة عن سجل لعدد المرات التي فشلت فيها أن تكون ذاتك.. ولأن الإحساس بالسعادة هو أن يحب المرء الطريقة التي يشعر بها؛ فإن كونك غير سعيد يعني أنك لا تحب الطريقة التي تشعر بها.. إنك الشخص الذي يفترض أن يفعل شيئاً حيال ذلك. إن تحقيق السعادة يتطلب منك أن تخوض - دائماً - بعض المخاطر التي تكون صغيرة، ولكنها هامة في ذات الوقت..إن تحقيق السعادة يكمن في حب الطريقة التي تشعر بها وأن تكون منفتحاً على المستقبل بدون مخاوف..إن تحقيق السعادة هو أن تقبل ذاتك كما هي الآن. إن تحقيق السعادة ليس في تحقيق الكمال، أو الثراء، أو الوقوع في الحب، أو امتلاك سلطة ونفوذ، أو معرفة الناس الذين تعتقد بوجوب معرفتهم، أو النجاح في مجال عملك..إن تحقيق السعادة يكمن في أن تحب نفسك بكل خصائصها الحالية، ربما ليس كل أجزاء نفسك تستحق أن تحبها - ولكن جوهرك يستحق ذلك. إنك تستحق أن تحب نفسك بكل ما فيها الآن. إذا كنت تعتقد أنه لك أن تكون أفضل مما أنت عليه كي تكون سعيداً وتحب نفسك، فأنت بذلك تفرض شروطاً مستحيلة على نفسك. إنك الوحيد الذي يعرف نفسه بالطريقة التي ترغب أن تعرفها بها. إنك تستطيع أن تجمع أطول قائمة لأقل أخطائك استثارة للتعاطف. ولكنك بترديدك لهذه القائمة، سوف تكون قادراً على تقويض سعادتك، بصرف النظر عن النجاحات والانجازات التي حققتها. اعرف أخطاءك، لكن لا تسمح لوجودها أن يصبح عذراً تلتمسه لعدم حبك لذاتك كما هي.
اسعدوا الذين حولكم ولا تنتظروا أي مقابل، ابتسموا فالابتسامة صدقة والصدقة سعادة، احسنوا النية مهما حصل، كونوا أنقياء، عيشوا لحظات الاستجمام وتفكروا ولكن بإيجابية، ابتعدوا عن الحقد والحسد .. فقط كونوا سعداء!
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net