سألني سائل:
قالت الضفدع قولاً *** فسّرته الحكماء
لماذا نقول (فسرته) والحكماء- جمع لعاقل؟
..
من خلال مراجعة في كتب اللغة نجد أنه
يصح التذكير والتأنيث، في الجموع التالية:
• * جمع التكسير للعقلاء سواء أكان المفرد مذكّرًا أم مؤنّثًا، نحو أنشد (وأنشدت) الشعراء، فسّر الحكماء أو فسرت، وبكى (بكت) الثواكل، وحضر (حضرت) الأوانس.
وأرى أن الأفضل في لغتنا المعيارية اليوم- التذكير مع المذكّر، فنقول: قال الخطباء، والتأنيث مع المؤنث: قالت الشواعر.
فنحن وإن جاز لنا لغة أن نقول: الرجال جاءوا، والرجال جاءت، فإننا نفضل الصيغة الأولى في لغتنا المعاصرة.
اجتمع التذكير والتأنيث في الجمع التالي- العصاة، وذلك في قول ليلى الأخيلية:
أحَجاجُ لا تعطي العصاةَ مناهمُ *** ولا الله يُعطي للعصاة مناها
• * اسم الجنس الجمعي- وهو ما يُفرَّق بينه وبين واحده بالهاء، كالتمر، والبقر والنخل:
رعى البقر أو رعت.
وفي القرآن وردت (النخل) في التذكير: {كأنهم أعجاز نخل منقعر} القمر، 20- وفي التأنيث: {والنخل باسقات لها طلع نضيد} ق، 10-
* - جمع المذكر المنتهي بـ (ات) كطلَحات وحمَزات، أو ملحقًا بجمع المذكر السالم كبنين- جاز فيه الوجهان تذكيره وتأنيثه، والتذكير أشيع.
*- اسم الجمع، نحو الرهط، الإبل، القوم، العرب، فنقول: قال العرب، وقالت العرب، وانتصر (انتصرت) الروم في حروبهم (في حروبها). فإذا استخدمنا صيغة فعلينا أن نتابعها في الضمير بعدها، فنقول:
"انتصر الروم في حروبهم"، ولا نقول هنا- (في حروبها).
...
• متى يَجب تذكير الجمع؟
يجب التذكير إذا كان الجمع جمعًا مذكرًا سالمًا: صام المسلمون. ألقى المحاضرون محاضراتهم.
...
متى يَجِبُ تأنيث الجمع؟
يجب تأنيث الجمع إذا:
* كان الجمع جمعًا مؤنثًا سالمًا حقيقيًا ظاهرًا، نحو "جاءت الفاطماتُ".
وكذلك مع جمع المذكر غير العاقل إذا جمع جمعًا مؤنثًا سالمًا، فنقول:
اتسعت المجلّدات، وبُنيت الحمّامات، وفي الإصطبلات حيواناتها.
* أن يكون جمع التكسير لغير العاقل، فنقول: أشرقت الوجوه، وبكت العيون، وتلألأت الجواهر في إشعاعها...إلخ