يا له من مولود توثيقي جديد يضاف الى قائمه المكتبه النصراويه، وقد فعلتها رنا أنيس ابو حنا بعد أن قامت بنبش هذه الذاكره التي كانت محجوبه عن الأعين لتخرجها للنور فأصبحت مرآه يكتحل بها الأعين وعبره جميلة من جيل سبق جيلنا بسنوات طوال كانت كلماتهم رساله حب وأسطر يجمعها العفه والشوق وهو بذلك يتكنى بالحب العذري الذي مضى من عالمنا ..
ستون عاما .. لم يهن لأصحاب هذه الرسائل نشرها حتى على المقربين من ذويهم، ستون عاما والعفه تفوح بين هذه السطور . رسائل المحب لحبيبته التي ما انفك أنيس ابو حنا عن ارسالها لحبيبته وشريكة دربه فيما بعد, طوال دراسته للقانون في مدينة القدس بعيدا عن الناصره !
رسائل خرجت من المخبأ ولم يفصح عنها بعد ان كانت في عهدة اصحابها . وجاءت الابنه رنا ابو حنا لتخرجها من مخدع والدتها جوليا فوزي عازر الى النور وبكل ما تحتوي من نصوص مليئة بالحب وتلهف القلب بعفوية بالغه بدون اي زيادة ولا نقصان وكأنها تقرأ اليوم كتلك الحقبه في الخمسينيه من القرن العشرين ..
فأبطال هذة المكاتبات هم من أبناء مدينة الناصرة .. فأنيس ابو حنا المولود في يوم 18.09.1936 لعائلة خرجت منها ذريه صالحة مكافحة لها شغف في العلم والثقافة ومشهود لاعلامها كل الخير لبلدهم وابناء جلدتهم . فهم يشبهون الارض بكل ما فيها . .. أنيس كان كاتبا وناقدا ايضا ومن أوائل المحاميين العرب بعد قيام الدوله حيث نال شهادة الحقوق من الجامعه العبرية بين السنوات 1961 – 1957 وكان يعمل اثناء دراستة في جمعية الشباب المسيحية العربية Y.M.C.A في مدينة القدس .
وعمل بعد تخرجه في المحاماه في سنوات عرفت بالقسوه والعناء وهي ايام الحكم العسكري القاسي للمجتمع الفلسطيني في الداخل . فكان مكتبه معروفا لم يتوانى عن خدمة ابناء مجتمعه .
أما المخاطب لها في المكاتبات فهي جوليا فوزي عازر الابنه البكر لعائله نصراوية كريمه تمتلك الكثير من الاراضي والعقارات منذ مئات السنين فكانت منعمه ومدلله فكان لها اسمين وهو ما غلب على ذكرة لابناء عائلتها واصدقاء العائلة ..
( جوجو ) فولدت في بيت يمتلئ بالبنات وهي اكبرهن سنا فكان ميلادها في عام 1939 وكان بدايه هذا الحب الذي جمعها مع زوجها المرحوم انيس ابو حنا عام 1952 اي ثلاثة عشر سنة من عمرها اعطتة لرجل اهدى روحه لها وتبع قلبه حتى النهاية ..!
فيطل علينا هذا الكتاب ( رسائل حب ليست من هذا العصر ) فماذا لو قمنا نحن بنبش الذاكرة وقلبنا هذا التاريخ ؟ فيخرج منها سيره جميلة وأحداث مضت كان لنا فيها عبره وعبر وقصص مضت لربما كانت لتغير من حاضرنا الى الأفضل .! لماذا نوصد الابواب عن هذا التاريخ ؟ لماذا كل هذة الأنانية بحق هذا التاريخ ؟
سبق وصدر الكثير من هذة الكتب التي توثق الرسائل التي كتبت لاشخاص احبوا بعضهم . كرسائل مي وجبران وخليل السكاكيني لزوجته وغيرها من أدب الرسائل فكان لها وقع جميل في نفوس القراء ..
وهذا ما فعلته رنا ابو حنا فبعفوية بالغه ومن غير قصد منها الا بتوثيق ذاكرة جميله لوالديها! اوقعتنا في شغف القرائه واحتالت على مخليتنا باجمل نصوص كتبت منذ ستين سنة عن اشخاص من مدينة اسمها الناصره ..! فكانت طريقتها بالسرد مشوقة جدا وصادقة فتناثرت الرسائل بأكملها بأكرميه مستفاضه في كتاب حمل عشرات المكاتبات المذيله لحبيبين فاضت من نفوسهم أجمل العبارات واصدقها تكللت بعد سنوات من تبدالها بالزواج حتى وفاه الزوج أنيس ابو حنا عام 1989 .. رحمة الله .
وما زالت جوليا عازر حفظها الله تحفظ هذا الحب لزوجها منذ تلك الحقبة التاريخية التي ابتعدت عنا كثيرا .. وها نحن نحفظ الوفاء لهم ..
شكرا عزيزتي رنا على صدور هذة الايقونه التي ستزين مكتباتنا وضميرنا الآدمي.