قُلتُ أُوَدِّعُ آلشَّمسَ وأسهَرُ لَيلتي ويُغازِلُ خيالي شُعاعٌ لَطيفٌ
وآلقُرصُ آلدَّامي يَغرَقُ بآلبَحرِ لكنَّهُ يُبعَثُ لامِعٌ نظيفُ
رأيتُ نَوارِساً تبحَثُ عَن عَشاءٍ تَزبِدُ آلأمواجُ وآلزَّبَدُ كَثيفُ
تَعَاقَبَتْ أمواجٌ مِنْ رَحْمِ آلغَيبِ قَرعَتْ آلشَّاطِىءَ وآلقَرعُ عَنيفُ
صَفَعَت خَدَّ آلصَّخرِ بِعَزمٍ وألمَوجُ آلضَّيفُ وآلصَّخرُ آلمُضيفُ
صُدَّ آلطَّارِقُ صَدّاً عنيفاً وكأنَّ ببابِ آلشَطِّ عَرِيفُ
هَبَّت آلأنواءُ وآلعواصِفُ تعاظمَت كيفَ لا وآلفَصلُ خريفُ ؟!
أطَلَّ آلقمَرُ مِنْ شُرفَةِ هالَتِهِ كَما يَطُلُّ مِنْ قُمرَتِهِ آلشَّريفُ
تَبَسَّمَ للنُجُومِ بشِفاهِ نورٍ وهوَ آلكَوكَبُ آلدُرِيُّ آلعفيفُ
غابَ آلقَمَرُ وآستبَدَّ آلظَّلامُ وصارَ عَتمُ آللَّيلِ مُخيفُ
فَطِنتُ بِصُنَّارَتي فألقَيتُها بآليَمِّ قُلتُ أصطادُ ولَيكُ الدَّيجورُ كثيفُ
ألقَيتُها مَرَّةً تِلوَ مَرَّةٍ حتى أدركتُ أنَّ آلصُنَّارَ كَفيفُ
لَم أصطَدْ ولَم آكُل سَمَكاً وما غمَسَ آلآدامَ آلرَّغيفُ
أخذتُ أُحَوْقِلُ بآلذِكرِ وأُبَسمِلُ وقُلتُ إنَّ آللَّيلَ عَجِيفُ
إنتظَرتُ آلفَجرَ وآلفَجرُ دَليلُ فوَجَدتُ بِهِ لِمحنتي تَصريفُ
قَدَّرَ آللهُ للطبيعةِ سُلوكاً ما غيَّرَتهُ آلقياصِرةُ وآلسُّيوفُ
إمتازَت آلطبيعةُ بتميُّزِ مِزاجِها كَما تنوَّعَت بآلدَّوالي آلقُطوفُ