مصدر فلسطيني:
لا يوجد أي تراجع ولو سنتيمتر واحد عن مواقفنا.. حدثت في الفترة الأخيرة محاولات من الجانبين للتفاوض بشأن الأسرى
أكدنا أنا لا ننوي البدء في المفاوضات قبل إطلاق سراح 58 أسيرا كانوا ضمن صفقة الجندي جلعاد شاليط
كشفت مصادر إسرائيلية اليوم السبت أنه لاصحة لوجود تقدم إيجابي بين تل أبيب وحركة حماس بشأن تبادل الأسرى. وأفاد موقع “واللا” العبري أن الإتفاق بين الحكومة الإسرائيلية وحركة “حماس” بشأن استعادة رفات الجنديين أورون شاؤول وهدار غولدين، واللذين أسرتهما الحركة إبان عملية “الجرف الصامد” العسكرية على قطاع غزة، صيف 2014، مازال بعيدا عن تحقيق نتائج، على الرغم من تأكيد الموقع نقلا عن مصادره، أن ثمة اتصالات تجري بالفعل بين الجانبين في هذا الصدد.
وأشار الموقع اليوم السبت، إلى تصريحات أدلى بها مسئول بالحركة التي تسيطر على قطاع غزة لصحيفة لبنانية، جاء فيها أن إسرائيل و”حماس” اقتربتا من اتمام المرحلة الأولى من الصفقة التي تشمل إطلاق سراح أسرى أمنيين في سجون تل أبيب، منوها إلى أن مصادر أخرى بالحركة نفت له تماما الأنباء بشأن حدوث تقدم في الإتصالات بين الجانبين.
لا تراجع
ونقل الموقع عن مصدر فلسطيني القول: “لا يوجد أي تراجع ولو سنتيمتر واحد عن مواقفنا.. حدثت في الفترة الأخيرة محاولات من الجانبين للتفاوض بشأن الأسرى، لكننا أكدنا أنا لا ننوي البدء في المفاوضات قبل إطلاق سراح 58 أسيرا كانوا ضمن صفقة الجندي جلعاد شاليط، وتم اعتقالهم مجددا بعد إطلاق سراحهم”. ووفقا لنفس المصدر فإن هناك الكثير من الكلام الذي تردده وسائل الإعلام لكنه غير دقيق وأن الخلافات مازالت كبيرة.
وساطة روسية مصرية
نقل الموقع عن جهات إسرائيلية لم يحددها، أن ثمة اتصالات بالفعل وأن هناك تقدما لكنه محدود جدا، وأن الجانبين “أبعد من التوصل إلى إتفاق”. وتابع: “تؤكد إسرائيل أنها لا تعتزم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل معلومات، وفي الفترة الأخيرة تعمل الإستخبارات المصرية لدى “حماس” في محاولة لإبرام صفقة لاعادة رفات الجنديين وكذلك ثلاثة مواطنين إسرائيليين مفقودين، لكن من غير الواضح إلى أي مدى تحرز تقدما”.
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى ما أوردته صحيفة “الأخبار” اللبنانية صباح اليوم، بأن ثمة احتمالات لاتفاق وشيك بين “حماس” وإسرائيل بشأن المرحلة الأولى من الصفقة، وأن ثمة اتفاقا على إعادة ثلاثة مواطنين إسرائيليين مفقودين ورفاة الجنديين بوساطة روسية ومصرية فضلا عن دور للأمم المتحدة.
مراحل الصفقة
وتشمل المرحلة الأولى من الصفقة التي تقول الصحيفة اللبنانية إنها يفترض أن تنفذ في غضون ثلاثة أشهر، تحصل إسرائيل على معلومات تؤكد على حقيقة وجود المواطنين الثلاثة والرفاة لدى حماس، على غرار ما كان قد حدث إبان صفقة الجندي جلعاد شاليط، حين نشرت حماس عام 2009 فيديو يظهر الجندي بينما كان على قيد الحياة، فيما لم تنفذ الصفقة نفسها سوى في تشرين الأول/ أكتوبر 2011. وتطالب حركة حماس بأن تكون المعلومات المطلوبة منها، وهي عبارة عن فيديو يظهر مصير الجنديين والمواطنين الثلاثة، مقابل إطلاق سراح 58 أسيرا فلسطينيا كانوا ضمن صفقة شاليط، والتي شملت إطلاق سراح 1027 على مراحل.
وتتضمن المرحلة الثانية إعادة المواطنين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح زعيم التنظيم بحركة “فتح” مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فضلا عن أسرى فلسطينيين من القدس الشرقية ومن عرب الداخل، لكن موقع “واللا” شكك في كل ذلك، ونقل عن المصادر الإسرائيلية أن الإتفاق مازال بعيدا.
اتصالات سرية
وكشفت مصادر إسرائيلية النقاب في كانون الثاني/ يناير الأخير عن اتصالات سرية تجريها الدولة العبرية مع “حماس”، بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى، وقالت أن “حماس” وجهت رسائل إلى إسرائيل عبر وسيط مصري، بأنها تقبل بإبرام صفقة لتبادل الأسرى، بعد أن يتم إطلاق سراح أسراها الذين تم اعتقالهم في أعقاب اتمام صفقة شاليط. وأعادت إسرائيل اعتقال العديد من الأسرى المحررين إبان تلك الصفقة، ولا سيما في أعقاب إختطاف وقتل ثلاثة شبان يهود عام 2014، فيما لا تطالب “حماس” بأن تشملهم الصفقة، لكنها تعتبر إطلاق سراحهم شرطا لبدء مفاوضات حول صفقة جديدة.
وساد اعتقاد منذ منتصف عام 2016 إبان التوقيع على اتفاق المصالحة الإسرائيلي – التركي، أن هذا الإتفاق سيتضمن وساطة تركية لدى “حماس” بشأن قضية الجنديين الإسرائيليين، وحاولت عائلات القتلى والمفقودين الإسرائيليين ممارسة ضغوط على الحكومة لإدراج بند من هذا النوع ضمن الإتفاق، لكن تبين أنه لم يرق إلى تطلعاتهم.
حرب نفسية
وأعلنت حماس خلال عدوان “الجرف الصامد” عن قتل 14 جنديا وأسر الجندي شاؤول أورون في عملية نوعية، تم خلالها تدمير ناقلة جند شرقي حي التفاح، يوم 20 تموز/ يوليو 2014 خلال المعركة التي أطلقت عليها “العصف المأكول”. وساهمت الحرب النفسية التي مارستها حركة حماس منذ شهور طويلة في تزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتنياهو، ولا سيما وأن الحركة لم تفوت الفرصة في مناسبات عديدة للدق على أوتار تخلي تلك الحكومة عن الجنديين.
وشهدت قضية الجنديين الإسرائيليين زخما كبيرا منذ حزيران/ يونيو العام الماضي، عقب تهديدات إسرائيلية عديدة كان أبرزها تلك التي أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت. ونشرت كتائب عز الدين القسام وقتها ملصقا حمل عنوان “جنودك مازالوا في غزة” باللغتين العربية والعبرية، فيما وضعت صورة رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو وقد بدا وأنه في ورطة، كما وضعت صور للإسرائيليين المدنيين الذين مازال مصيرهم مجهولا.