ضعني في طي النسيان/ يوسف حمدان
إن كان يريحك أن تنساني
خذني من ذاكرة االزيتونِ
وخبئني تحت رماد النسيانِ!
إن كنتَ سئمتَ هيامي
بمروج بلادي
وسئمتَ شرودي
حين أرى خروبةَ أجدادي
إخرجني.. حتى
من قهوة قارئة الفنجانِ..
فأنا لن أنساكَ
ولو صار البحرُ الأبيضُ أصفرْ..
لن أنساكَ ولو نبت العُصفرُ
في البحر الأحمرْ ..
إن كان يَروقُكَ أن تنساني
أطردْ من قلبك حبي!
واتركني وحدي لتعاريج الدربِ!
لكنِّي..
مهما شاءت أقدارُ العاشقِ
سوف أحبك أكثرْ..
مهما امتد العمرُ
ستبقى حياً في ذاكرتي وستكبرْ..
**
إن كان كلامي سبباً للضيقِ
ضع تذكاري بين نيوب حريقِ!
إن كان لألحاني نغمٌ نافرْ
أكسر قيثاري المتجاسرْ!
إن كنتَ سئمتَ مناجاتي
عن قربٍ أو بعدِ
إحرق صُوَري ومكاتيبي
واتركها تتناثرُ
مع شَرَر النار المتطايرْ!
لن يُضعِفَ حبي زمنٌ
موبوءٌ بملوك طوائفْ..
فسأبقى منتصباً
كالجبل الواقفْ..
لن يثنيني عن حبكَ
ظلمُ مليكٍ غادرْ..
لن أهتزَّ
كما لا يهتزُّ الجبلُ الصابرْ..
إن كان لهجري
أن يُسعدَ قلبكْ..
إرمِ بقلبي في البريةِ
للوحش الكاسرْ!
لا بأسَ
إذا كنتُ أنا المكلومُ الخاسرْ
فأنا لا همَّ لديَّ سوى
أن تبقى أنتَ المعزوز الظافرْ.
**
حبك محدودٌ
بحدود الدنيا
أو أكبرْ..
وجهُكَ نورٌ يتألقُ
في وجه الأقصى
لكنك مهما بَعُدَ المنفى
ستظلُ إلى المهجةِ أدنى..
وستبقى أبداً
موطنَ حبي المُجْهرْ
والماءَ القدسيَ المتدفقَ
في قلب الأنهرْ..
لن أسمعَ من أحدٍ
في الحب ملامهْ
فأنا لي في القدس قيامهْ..
أنت وميضُ النورِ الأولُ
في ميناء الملَّاح المُبحرْ..
أنت ظلالُ الشجرِ الوارفِ
في حرَّ الصيفِ
وفي زهر البستان الأخضرْ..
أنت سنابلُ قمحٍ
تنسابُ مع الريحِ
ولا تتكسرْ..
وأرى وجهَك في زهر الصبَّارِ
وفي بهجة كرم التفاح المثمرْ..
حبك شمسُ نهارٍ مُنتَصِفٍ
لا يمكن أن يُحجَبَ أو يُنكَرْ..
أمقتني إن كنتُ ثقيلَ الظلِّ!
فقد يشقيني الهجرُ
ولكني لن أغضب أو أتذمرْ..
لن تبعدَ عني
فأنا.. أنَّى حطَّ رحالي
سأرى وجهكَ في الليل المُقمرْ..
حبي لك باقٍ دون شروطٍ
وسيبقى ينبضُ طول العمرِ
كحب البنتِ الصغرى
أو حب الولدِ الأصغرْ.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency