الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 02:02

رأيت فرعون / بقلم: محمود عبد السلام ياسين

كل العرب
نُشر: 26/07/17 15:19,  حُتلن: 15:46

جميل منا أن يذكر الشخص القصص التي مرت به لكي يستفيد منها غيره فأحببت ذكر هذه القصة ويشهد الله أني اريد منها الفائدة لجميع الناس . قبل أيام معدودات زارني في بيتي صديق لي بعد عودته من القاهرة ، واثناء الحديث عن سفره سألته عن اهم الأماكن التي قام بزيارتها ، فقال بحماس زائد : زرت المتحف الوطني بالقاهرة ورأيت فرعون ! فأخذني الحماس أنا ايضاً وسألته من دون تردد : بماذا شعرت حين رأيته ؟
قال : حين رأيته صاح قلبي لا إله إلا الله ، البقاء لله ، العظمة لله ، الكبرياء لله ... وقلت أهذا هو فرعون الذي تكبر وتجبر ، وعصى وتمرد ، وصاح قائلاً : ( أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى ) ؟ أهذا هو فرعون الذي قال : ( مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ) ؟ حينها نظرت في وجهه الكالح وقلت في نفسي : تباً لك يا مريد ، وسحقاً لك يا عنيد ، ولعنة الله عليك يا بليد ، وتذكرت قول الواحد القهار سبحانه وتعالى : ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) .
نعم هكذا اصبح فرعون جثة هامدة في صندوق زجاجي بلا دولة ولا سلطان ، ولا قوة ولا هيمان ، ولا جنود ولا أعوان ، ولا خدم ولا حشم وحيداً منفرداً مجرد من كل شيء ، مجرداً من كل قوة ، مسلوباً من كل نعمة ، معروضاً لعيون الناس بتاريخه وسيرته وجثمانه ...
وهذا دليل واضح على أن الإنسان مهما كان قوياً ، مهما كان غنيناً ، مهما كان متكبراً فهو مخلوق ضعيف هزيل هش بائس فقير أمام قدرت الواحد الاحد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً احد.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.