الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

د.حاتم خوري يفتح قلبه لموقع العرب بعد اصدار كتابه ماسيات

سليمان حلبي- مراسل
نُشر: 15/08/17 13:16,  حُتلن: 21:04

د.حاتم خوري لموقع العرب:

حيفا لم تفرض نفسها علي إنما أنا من فرضت نفسي على حيفا

 موقفي السياسي واضح وأنا أمارس حقي في الانتخابات سنويا فلست من الناس الذين يقاطعون الانتخابات وهذا لأنني أؤمن أن الانتخابات هي فرصة

يعتبر الكاتب د.حاتم خوري من الذين انخرط اسمهم في جهاز التربية والتعليم في حيفا لسنوات طويلة حيث يشعر أن العرب في حيفا هم جزء لا يتجزأ من هذه المدينة وينخرطون فيها بشكل جيد. يعتقد د.حاتم خوري ان هناك فرصة رائعة للتأثير ويجب استغلالها فالاتحاد قوة للمواطنين العرب في حيفا ومن هذا المنطلق عمل كل ما بوسعه لتقريب وجهات النظر من اجل العمل بصورة مشتركة.


د.حاتم خوري 

حيفا بالنسبة له نموذج رائع للحياة المشتركة وفيها عاش سنوات طويلة مؤكدا انه فرض نفسه عليها وليس بالعكس . في حوارنا الصريح معه تطرق لكتابه الجديد ماسيات مؤكدا انه عن طريقه تطرق الى قضايا واسعة اعجبت الجمهور الذي قرأها.

هل تعرفنا عن نفسك وتحدثنا عن المشوار الذي قطعته؟
أولا اسمي حاتم خوري، من مواليد فسوطة سنة 1938 تعلمت الابتدائية في مدرسة فسوطة والثانوية في كلية تراسانطة في مدينة الناصرة حيث أنهيت الثانوية في حزيران سنة 1957 ومن بعدها التحقت بالجامعة العبرية حيث حصلت على اللقب الاول كما وحصلت على اللقب الثاني في التخنيون وأيضا حصلت على اللقب الثالث في جامعة لندن. عملت معلما ومرشدا تربويا في الكلية العربية للتربية وعملت أيضا مفتشا في وزارة المعارف حيث بدأت عملي في دار المعلمين سنة 1964 وبدأت عملي في التفتيش سنة 1972 ومن بعدها عملت محاضرا في جامعة حيفا في القسم الجامعي في اورانيم الذي كان تابعا في حينه إلى جامعة حيفا، وهكذا عملت 30 سنة في مجال التربية والتعليم ومن بعدها عملت 10 سنوات كنائب المدير العام في بلدية حيفا على امتداد السنوات العشر التي كان فيها عمرام متسناع رئيسا لبلدية حيفا، فهذا بالنسبة لعملي خلال ال40 سنة وألان أنا متقاعد منذ سنة 2004 .

اشرح لنا لماذا تركت عملك كنائب المدير العام في بلدية حيفا؟
لقد فزت بعطاء لوظيفة جديدة التي استحدثها رئيس بلدية حيفا عمرام متسناع وهي نائب مدير عام بلدية حيفا وعملت فيها مدة 10 سنوات وقمت بتركها لأني بلغت ال65 من العمر وقد كان هذا آخر فوج يحق له الخروج الى التقاعد في عمر 65، فرئيس البلدية الذي أتى بعد عمرام متسناع وهو يونا ياهف وهو أيضا صديق شخصي قد طلب مني ان استمر بالعمل ولو جزئيا لكنني اعتذرت منه وقلت له أنني بلغت ال65 وبعد 40 سنة عمل من حقي أن ارتاح .

كيف تقيم وضع المواطنين العرب في مدينة حيفا وهل ينخرطون بشكل جيد؟
المواطنون العرب في حيفا هم جزء لا يتجزأ من مدينة حيفا فكما تعلم صحيح أن هناك أحياء عربية في حيفا ولكن هناك الكثير من المواطنين العرب الذين يسكنون في أحياء يهودية فأنا منذ سنة 1997 اسكن في هذه العمارة التي تسكن فيها 54 عائلة والعائلات العربية فيها لا تتجاوز ال5 عائلات فمن حيث السكن عمليا لا يوجد حدود في مدينة حيفا تمنع المواطن العربي من السكن فالمجال مفتوح له لكن المواطنون العرب بشكل عام وخصوصا العائلات كثيرة العدد والاطفال تفضل عادة السكن قريبا من مدارسهم، واليوم كما فهمت من ابني الذي يسكن أيضا بمحاذاتي في منطقتي ان هناك محاولة جادة للمطالبة بفتح مدرسة عربية في منطقة الحي الفرنسي في حيفا فهذا على صعيد السكن أما على صعيد العمل فطبعا فإن المواطنين العرب ينخرطون في الأعمال بشكل جيد. حقيقة إن الأمر الذي يدفع بالكثير من المواطنين وأنا واحد منهم بالقدوم إلى حيفا للسكن هو مسألة العمل فعلي سبيل المثال فقد أنهيت دراستي الجامعية وبحثت عن عمل ولم أجد مكانا للعمل باستثناء العمل في الكلية العربية للتربية وهي موجودة في حيفا ولذلك فإن اختياري كان واضحا جدا لأنني أريد تضييع الوقت في الشوارع بين حيفا وبين فسوطة لذلك فقد اخترت السكن في حيفا وها أنا مقيم في حيفا منذ سنة 1964 .

لماذا لم تترشح للبلدية؟
طبعا فان موقفي السياسي واضح وأنا أمارس حقي في الانتخابات سنويا فلست من الناس الذين يقاطعون الانتخابات وهذا لأنني أؤمن أن الانتخابات هي فرصة ويجب علينا كمواطنين بغض النظر عن انتماءاتنا بأن نمارسها ولذلك فأنا انتخب ولكنني لا انتمي إلى أي حزب سياسي حتى في فترة عملي في البلدية لم يكن عملي سياسيا إطلاقا فلست منتخبا من الجمهور وكما قلت سابقا لقد فزت بالمناقصة ولهذا عملت في البلدية. لكن مع كل هذا فانا أولي اهتماما بالعمل السياسي واكبر دليل على هذا بأنه في الانتخابات البلدية الأخيرة سعيت بمبادرة شخصية في بيتي إلى توحيد القائمتين العربيتين الممثلتين في المجلس البلدي في قائمة انتخابية واحدة، خطينا خطوات بعيدة في هذا المسار وتوصلنا إلى جمع الحزبين في قائمة واحدة ولكن مع الأسف لم ننجح ولكن بعد بضعة أشهر قليلة اتت الانتخابات القطرية وإذا بالكل ينادي بالوحدة ويؤكدون أن هذه الوحدة ليست نابعة من مصالح شخصية أو من التهديد الذي كان فوق رأس القوائم العربية وهذا سرني جدا ودعمنا المساعي ولكن التناقضات كانت واضحة فلذلك أنا نشيط سياسيا ولكن لست نشيطا حزبيا فانا أؤمن بقضية وحدة الصف وناديت بوحدة الصف وأنا على قناعة بأنه لو الأخوة في الحزبين فعلا قد واصلوا في تنفيذ الاتفاق الذي تم هنا في بيتي لكان وضعنا أحسن. فاليوم عدد الأعضاء العرب في المجلس البلدي فقط 3 أعضاء من 21 عضوا في حين كانت الحسابات واضحة جدا بأنه لو تحققت الوحدة بقائمة واحدة فكانت هناك احتمالات كبيرة بان نفوز ب5 أعضاء في المجلس البلدي إن لم يكن بأكثر مع تحقيق رغبة صادقة لدى كل الأطراف بأن نفوز أيضا بمنصب كمواطنين عرب. انا لم اطرح نفسي كمرشح ولست مرشحا ولا يوجد لي قائمة ولا أسعى إلى ذلك".

ما رأيك بعمل ممثلي البلدية في حيفا؟
أنا أتصور بأن كل من ممثلي البلدية يعملون فعلا بإخلاص ولا يكفي أن نقول: "أنا أريد أن افعل" بل يجب أن تكون لديهم الوسائل التي تساعدهم على العمل، اعرف معرفة شخصية أعضاء المجلس البلدي العرب على اختلاف الأجيال وأنا واثق من إخلاص كل واحد منهم ومن اهتمامهم ومن رغبتهم في خدمة المواطنين العرب لكن العين بصيرة واليد قصيرة ولذلك للأسف الشديد ستبقى النتيجة محدودة وهامشية ليس لأنهم لا يعملون أو لا توجد لديهم الكفاءة إنما لأنه في نهاية الأمر في المجلس البلدي بحيفا تماما كما في الكنيست فان الأمور تحسم بعدد الأصابع وعدد المندوبين فان لم تكن الكتلة السياسية كبيرة فلا تستطيع أن تؤثر والصوت لا يمكن أن يكون مسموعا والأمثلة عديدة، وحسب رأيي يجب أن نتوصل كمواطنين عرب إلى القدرة على مخاطبة أوساط يهودية للتعاون معنا في ما يتعلق بمصالحنا المحلية .

ماذا تعني بالنسبة لك مدينة حيفا وما هو سر ارتباطك بها؟
أولا إن حيفا لم تفرض نفسها علي إنما أنا من فرضت نفسي على حيفا لأنه كما قلت لك فإن مكان العمل قد وجدته كان في الكلية العربية للتربية ولهذا سكنت في مدينة حيفا فكما يقول المثل: " محل ما بترزق الصق" لذلك التصقنا بمدينة حيفا وفيما بعد أقمت عائلتي في حيفا وأنا مرتاح جدا بالسكن في مدينة حيفا وأحب حيفا بما لديها من معطيات جغرافية وأيضا جمالية فالأجواء أيضا في حيفا قياسا مع باقي المدن المختلطة في البلاد على صعيد علاقات عربية ويهودية هي فعلا تستطيع أن تكون نموذجا رائعا.

ما هو أكثر ما يعجبك في مجتمعنا؟
مشاركة الناس مع بعضها في المناسبات الاجتماعية والعلاقات الجيدة تعجبني في مجتمعنا وأيضا النهضة التي نراها اليوم في المجتمع فانا انتمي إلى جيل، لم يكن فيه الكثير من الجامعيين. فعلى سبيل المثال فقد تعلمت في مدرسة ثانوية في الناصرة كلية تراسانطة التي كانت من المدارس العريقة ومن بين كل المعلمين لم يكن هناك حتى معلما جامعيا واحدا بل جميعهم كانوا خريجي مدارس ثانوية بينما اليوم نرى أنه حتى المدارس الابتدائية تكون مليئة بالمعلمين الجامعيين ليس على مستوى التعليمي فحسب إنما على المستوى المهني الحر ولدينا مثالا واضحا في المستشفيات الإسرائيلية فعدد الأطباء الرائعين الموجودين هناك من حيث الكمية كبير وفي مختلف المجالات أيضا الهندسة، الصيدلة، مراقبة حسابات، الاختراعات ومحاضرون في أرقى المعاهد العلمية في إسرائيل كالتخنيون وغيره فهذه النهضة رائعة جدا لكن ما أعيب على مجتمعنا بشكل عام وأنا بهذا أنادي كثيرا هي قضية وحدة العمل فنحن كأفراد في مجتمعنا رائعون لكن نحن كفريق مردودنا سيء جدا ولا نحسن التعامل مع بعضنا بقضايا التي تهمنا فلا أتحدث هنا عن قضايا سياسية بل أتحدث عن قضايا اجتماعية فيجب أن نحسن التعامل مع بعضنا وبناء مؤسسات وجمعيات التي تجمع الصفوف. أريد أن اذكر شيئا يؤلمني من مساوئ الوضع في مجتمعنا وان كنت اعتقد أن الغالبية العظمى بل المطلقة من مجتمعنا هم اناس طيبون ويحسنون التعامل مع الناس إلا أن الوضع الموجود والعنف في مجتمعنا الذي يتسرب إلى مختلف القطاعات بما فيه القطاع الطبي للأسف الشديد والقطاع التعليمي فاني أنادي للمجتمع بان يعرف أن التعامل بين البشر هو تعامل يعتمد على لغة الحوار وليس عبر الاشتباك بالايدي، المتفجرات والرصاص .

ما هو أكثر ما يميز كتاباتك؟
استشهد بالكثير الذي قيل عن كتاباتي من جمهور القراء والناقدين حيث قالوا كلمات أخجلت تواضعي في الواقع فلي أسلوبي في الكتابة ولا أريد أن أقيم هذا الأسلوب الذي يعبر عن شخصيتي فهكذا أنا أتكلم وهكذا اكتب، كما وأميل بحديثي دائما من منطلق تعاملي مع الناس فإذا كان الطرف الذي تتحدث معه متوترا فانه يستطيع أن يستوعبك ولا يستطيع أن يفهمك ولكن إذا استطعت أن تجعل منه إنسانا هادئا، مصغيا ومبتسما فبهذه الحالة أنت تستطيع نقل الرسالة إليه لذلك فانا أؤمن جدا بالنكتة المهذبة، الهادفة، القصة، الحكاية والمثل الشخصي فأسميها البساطة في التعبير وعدم التعقيد، ويبدو أن هذا يشد القراء وبالتالي أنا لمست هذا الرضا والإجماع على الإشادة والإطراء بما اكتبه وأنا طبعا سعيد بهذا.

كتابك جديد هل يحظى بالإقبال ؟ وما هي ردود الفعل حوله؟
كتابي الجديد أسميته ب "ماسيات" طبعا تسالون لماذا "ماسيات" لأن به نوع من الغرور فانا هنا وضحت في الكتاب بشكل خطي  في الصفحة الأولى في الكتاب أنني اخترت هذه النصوص التي يتضمنها الكتاب اسم ماسيات ليس لان بها شيئا من الماس إنما لأن البداية كتبت عام 2013 وفي تلك السنة بلغت ال75 من عمري وهذا العمر يسمى اليوبيل الماسي وبالتالي أنا أسميت الكتاب ب"ماسيات"، النصوص به مختلفة حيث من خلالها حاولت أن أتطرق إلى الكثير من قضايانا الاجتماعية، حيث تحدثت عن تعلق الإنسان بوطنه من خلال قصص مأخوذة مما يسمى التغريبة الفلسطينية، تحدثت عن قيمة العطاء المجتمع، قيمة الكلمة الطيبة في المجتمع، تجربتي في التربية والتعليم، وتطرقت إلى العديد من القضايا الآنية مثل إضراب المدارس الأهلية فكتبت في هذا المجال بأسلوب شد انتباه الناس فمثلا قمت بكتابة مقالة بعنوان " أنا اتهم المدارس الأهلية" فلمن من لا يقرأ قال:" لماذا أنت ضد المدارس الأهلية" ولكن بعد أن قام بقراءة المقالة لاحظ أن كل ما كتبته كان عكس ما يوحي به العنوان من النظرة الأولى، كما وقمت بذكر بعض من أصدقائي الذين انتقلوا إلى العالم الآخر ليس بقصد الإشادة بهم إنما بقصد جعل سيرتهم نموذجا يحتذي به الآخرون, فبعض القصص التي كتبتها أثرت على الكثير من الناس عاطفيا، وبالنسبة للإقبال فقد كان كبيرا على الكتاب علما بأن مجتمعنا كما نعرف ليس مجتمعا مميزا برغبته في القراءة لكن مع كل هذا فان الكتاب اصبح رائجا وعقدنا حتى الآن 4 ندوات حول الكتاب وقد كان الإقبال في كل هذه الندوات كبيرا خصوصا الندوة الأخيرة التي كانت في حيفا في تاريخ 29 حزيران حيث تواجد المئات في القاعة لهذا فاني اشعر بالرضا.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.78
GBP
329040.78
BTC
0.52
CNY
.