الرئيس السوري بشار الأسد:
خسرنا الكثير من الشباب والبنى التحتية حيث كلفتنا الكثير من العرق والمال، ولكنا ربحنا مجتمعا أكثر صحة وأكثر تجانسا
محصلة هذا الصمود والثمن الذي دفعناه أن التبدلات التي حصلت مؤخرًا في التصريحات الغربية لم تأت لأن الضمير الانساني فجأة أصابته الصحوة
ألقى الرئيس السوري بشار الأسد كلمة في افتتاح مؤتمر الخارجية والمغتربين بدمشق حيث قال: "الارهابيون فشلوا ولكن المعركة مستمرة بالمقابل نحن لم نتنصر حتى هذه اللحظة ولكن هناك بوادر انتصار، وما يحصل في سورية هو مقصلة موضوعة على رؤوس الجميع في هذه المنطقة والانحناء لا يفيد في هذه المرحلة فإما أن تُسحب الرؤوس من تحتها أو أن تدمر هذه المقاصل" كما قال.
بشار الأسد
وتابع قائلًا: "نحن نعيش مرحلة مرتبطة بمراحل ماضية سبقتها بعدة عقود، لا يمكننا إلا ربط الأحداث السابقة مشيرًا إلى سنوات الثمانينات والعراق" وأكمل: "خسرنا الكثير من الشباب والبنى التحتية حيث كلفتنا الكثير من العرق والمال، ولكنا ربحنا مجتمعا أكثر صحة وأكثر تجانسا بالمعنى الحقيقي، إذ أنّ هذا التجانس هو أساس الوحدة الوطنية من التقاليد والعادات والتقاليد والرؤى على إختلافها لتشكيل اللون الوطني الواحد الجامع لكل الوطن. وليس المهم ما هو الموجود أوالمحكي على الألسن ولكن المهم ما هو موجود في النفوس، ولو كان هذا البعد التقسيمي والطائفي الآن في نفوس الشعب لسقطت سورية منذ زمن بعيد، ولكانت الحرب الأهلية التي حاول الغرب اقناعنا بها انتصرت".
وأضاف قائلًا: "ما يحصل هو حالة عابرة وعلينا ان نفرق بين رد فعل وقناعات، فكم مرة شتمت العروبة خلال هذه الحرب؟ من الصعب احصاء عدد المرات، ولكن عندما طرح القانون لازالة كلمة العربية من الجمهورية العربية السورية أقاموا الدنيا ولم يقعدوها، هذا يؤكد أنه فيما نراه هو ردود أفعال وليست قناعات.
وقال بشار الأسد: "محصلة هذا الصمود والثمن الذي دفعناه أن التبدلات التي حصلت مؤخرًا في التصريحات الغربية لم تأت لأن الضمير الانساني فجأة أصابته الصحوة ولم يصمدوا لأن لديهم أخلاق ولا لأنّهم شعروا بأن سورية ظلمت، إنما بسبب صمود سورية وشعبها والقوات المسلحة واصدقاء سورية، الحقائق نراها على الأرض في سورية وفي بلدانهم، إذ أنّه في هذه الأيام لا يمر أسبوع أو شهر الا تقع حادثة ناتجة عن قراراتهم في دعم الارهاب في المنطقة وهذه الحقائق هي من فرض عليهم التبديل بالمواقف والصمود إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب، والتغير بالمواقف لا يعني التغيير بالسياسات فالغرب كالأفعى يبدل جلده حسب الموقف" كما قال.
وأضاف أيضًا: "بالرغم من معرفتنا المسبقة بأن معظم هذه المبادرات الغربية انطلقت من نوايا سيئة وكان الهدف الوصول الى نتائج محددة تصب في مصالحهم لم يتمكنوا من الحصول عليها من خلال الارهاب، وكما يعرف الجميع أنّ نتائج هذه المبادرات في المحصلة كانت متواضعة، أو بتعبير أدقّ غيرموجودة والسبب اننا في الحوار كنا نتحاور إما مع ارهابي أو عميل أو كليهما هؤلاء الاشخاص يقبضون من اسيادهم وربما يختمون أسيادهم على ألسنتهم لقول ما يريدون، عمليا كنا نتحاور مع عبيد فأي نتائج من الممكن أن تكون بعد حوار مع عبيد؟" كما قال.
واختتم الرئيس السوري كلامه بشكر كل من روسيا وإيران وحزب الله لمناصرة سورية خلال سنوات الحرب، قائلًا: "إن فصولا ستكتب عن أصدقائنا روسيا وإيران وحزب الله عن مبدأيتهم وعن أخلاقهم".