د.صالح نجيدات:
الكثير من الاهل فشلوا بتربية اولادهم، وأدى ذلك الى تسربهم من مقاعد الدراسة، والتسكع في الشوارع ومصاحبة رفاق السوء حتى انزلقوا الى عالم الجريمة
على مدارسنا واجب ودور مهم في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها مجتمعنا، وهي ليس فقط اكتساب المعرفة وتعليم الطلاب المواضيع المختلفة
لذا يجب على المدارس أن تربي طلابها على الاداب والأخلاق، وكذلك عليهم أن يجمعوا بين العلم والأخلاق، وتعليم طلابهم أدب الحوار والتسامح وكذلك تعليمهم المعايير والقيم الاجتماعية
المثل يقول: "درهم وقاية خير من قنطار علاج "، فالوقاية من الوقوع في الاخطاء والمشاكل مهمة جدا، فكيف نقي اولادنا من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا مثل استعمال المخدرات، والتصرفات السلبية، والعنف، وسوء الادب والفوضى والانفلات، والأمراض على انواعها، ومن حوادث السير، ومن التعصب الطائفي؟ فقط نقيهم ونحافظ عليهم بالتربية وزرع القيم الاصيلة في نفوسهم وتوعيتهم منذ صغرهم.
الكثير من الاهل فشلوا بتربية اولادهم، وأدى ذلك الى تسربهم من مقاعد الدراسة، والتسكع في الشوارع ومصاحبة رفاق السوء حتى انزلقوا الى عالم الجريمة، وهذا الفشل كلف ويكلف مجتمعنا ثمنا غاليا على مر الزمن من قتل وعنف وخاوى وسرقات، ولذلك على مدارسنا ومعلمينا الاجلاء أن يملأوا الفراغ ويسدوا مكان الاهل، ويولوا التربية اهمية خاصة كإهتمامهم بالتعليم لان المجتمع نتيجة فشل الاهل بتربية اولادهم، يعيش اليوم أزمة اخلاقية وثقافية خطيرة، ولذا يجب على المدارس أن تربي طلابها على الاداب والأخلاق، وكذلك عليهم أن يجمعوا بين العلم والأخلاق، وتعليم طلابهم أدب الحوار والتسامح وكذلك تعليمهم المعايير والقيم الاجتماعية، وتجنب الممارسات المخالفة للدين والقوانين، وينموا فيهم الضمير الحي والرقابة الذاتية ، وتعويدهم على الانضباط، وجعلهم يتفاعلون ايجابيا مع قضايا مجتمعهم.
على مدارسنا واجب ودور مهم في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها مجتمعنا، وهي ليس فقط اكتساب المعرفة وتعليم الطلاب المواضيع المختلفة ، بل عليها تعليمهم اكتساب السلوك والمهارات الأخلاقية من خلال تربية ثقافية وإنسانية ودينية تنعكس على السلوك ، وتركز على بناء شخصية الطالب بكافة جوانبها.
المجتمع ينظر ويتفرج وهو عاجز عن التعامل مع الازمات الاخلاقية والمشاكل الاجتماعية ويستعمل ادوات اخماد الحرائق هنا وهناك دون نجاح، ويعالج أوجاعه بإستعمال أدوية مسكنة وحلول قانونية وشرطية، وتغيب عنه الحلول الوقائية الكامنة والموجودة في التربية والتعليم.
وأخيرا وليس آخرا، كثافة البرامج والمواضيع التعليمية للطالب، أضعف الدور التربوي للمدرسة، فأصبح الطالب يتلقى المعلومات ليحفظها ليجتاز الامتحان وأصبحت العلامات هي المقياس والاهم، وأهملت التربية، وأهمل بناء شخصية الطالب ، فأصبح تأثير المدرسة ضعيفا على الطالب وسلوكه واقتصر دورها على تعليم المواضيع، ومن هنا نطالب مدارسنا الاهتمام بالتربية كاهتمامها بالتعليم من اجل ضمان مستقبل واعد لأجيالنا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net