بداية أجمل باقات الورد وأحلى التحيات والتهاني للصديقة الشاعرة البهية فاتن مصاروة ، ابنة كفر قرع ، صاحبة الاحساس الراقي ، والصفاء الوجداني الفلسطيني العميق ، بمناسبة صدور ديوانها الشعري الجديد " وأقطف صمت التراب الجميل " الذي يرمز الى تراب الوطن الفلسطيني المخضب بدماء الشهداء الابرار الذين سقطوا في معارك الحرية والكرامة .
وهو صادر عن مكتبة " كل شيء " في حيفا ، لصاحبها الاستاذ الناشر صالح عباسي ، ويضم باقة من قصائدها التي جادت بها روحها وقريحتها الشعرية خلال السنوات الأخيرة .
وكان صدر لفاتن ديوانها الاول " فرس المجاز " العام ٢٠١٤ عن دار الشروق في رام الله .
فاتن مصاروة صوت شعري بالغ العذوبة ، له خصوصيته ونكهته الفلسطينية وتميزه ، ومبدعة مقتدرة تتنفس القصيدة ، وتجمع الى موهبتها الشعرية الحقيقية الصادقة ثقافة أدبية وسياسية وفكرية واسعة مكنتها من انضاج وصقل تجربتها الشعرية ، وتطويع اللغة وتفجير طاقاتها الدلالية الايحائية ، ولغتها الشعرية رافضة لمختلف النعوت والديكورات المنمنمة الزائفة ، وتحاول بطريقة ذاتية ،واسلوب شاعري راق أن تؤجج الشوق اللاهب في النفوس الظامئة والمتعطشة لمدينة الشمس والغد المرتقبة ، التي لا يلجأ اليها سوى الشرفاء والاحرار وإصحاب الضمائر النقية وفقراء الناس .
وهي توظف أدواتها الفنية والجمالية وصورها الشعرية المتدفقة في بناء شعري هندسي وفني متناسق يحفظ موقفها السياسي الفكري الفني نصوعه ، وللمعايير الجميلة مقاييسها .
وحين تطرح فاتن مصاروة في قصيدتها موقفها الايديولوجي الطبقي ، وهو مسألة نظرية ورؤيا فكرية عقلية مجردة بحتة ، تضفي عليها جمالية فنية بحيث تتحول الى فكر فني - على حد تعبير " غوركي " .
انني اذ اهنئ فاتن مصاروة ، الشاعرة الانيقة الملتزمة ، والانسانة صاحبة الموقف والقيم الوطنية ، والناشطة السياسية المكافحة بلا كلل ، اتمنى لها مزيداً من العطاء والتألق الشعري، وستكون لي باذن الله وقفة أخرى مع ديوانها ونصوصها وعالمها الابداعي ، والى الأمام.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net