سعيد حسنين في مقاله:
ازمة التناوب كشفت، وللأسف، نزعة الأنا المتموضعة في البنية الحزبية
حيث لم تزرع المشتركة في نفوس شبابنا ثقافة التعاون والمحبة بعيدا عن التجريح الحزبي والتهريج
اجتهدنا بالتنقيب والتفتيش عن الاوصاف، من هو الرئيس وهل يتمتع بالشرعية ام لا... امور هامشية جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع
لا اجدد اذا اوضحت بالكلمة كم كان المردود ايجابيا جراء فعلة ليبرمان الذي سعى من خلال رفع نسبة الحسم الى القضاء على التواجد العربي داخل بيت المشرع الصهيوني. مع ذلك، فقد فوجئ الكثيرون وأنا واحد منهم بتشكيل القائمة المشتركة التي ولدت بعد مخاض عسير، ليس لان الخلاف بيننا تمحور على مبدأ وجوهر بقدر ما كان على التركيبة التي سنخوض بها لعبة الانتخابات .... وعلى نحو يذكرنا تماما بما هو متبع في فريق لكرة القدم. فلا يهم من يكون ضمن التشكيلة الاولى، عربي، اجنبي، مسلم، مسيحي او درزي لأن الأهم تحقيق الانتصار، حيث ذلك سيعود علينا نحن بالفوز وليس الأنا.
ازمة التناوب كشفت، وللأسف، نزعة الأنا المتموضعة في البنية الحزبية، وتحكمت بتحديد ما يحق لهذا الحزب او ذاك، ما يعني انها أشبه بلعبة للكراسي وأغفلت التركيبة التي من شأنها أن تجلب الفوز على سياسة التطرف والعنصرية والإقصاء التي تنتهجها حكومة لا تضمر لنا إلا الشر وهدفها الحاق نكبة جديدة بشعبنا. لعبة المحاصصة التي ابتدعتها الاحزاب العربية كشفت عورة هذه الاحزاب، مبينة ان الهدف من اطار المشتركة كان مجرد الحفاظ على البقاء الحزبي، فحالنا اليوم لا يختلف بطبيعته عن لعبة الكراسي العالمية، اذ في هذه اللعبة تكمن ثقافة واضحة أكيدة تتلخص في الحفاظ على الكرسي من اجل البقاء. ونحن وقد اتبعنا هذه الثقافة فذاك يعني اننا انحرفنا عن المسار الذي نريد، حيث لم تزرع المشتركة في نفوس شبابنا ثقافة التعاون والمحبة بعيدا عن التجريح الحزبي والتهريج، فصراع الكراسي يطفو على السطح بوضوح. هذا الصراع سيدفعنا بلا شك الى المجهول وترك قضايا المواطنين ، فيما إهمال قضية الوطن هي اخطر ما يكون في هذه المرحلة.
فالأمر برأيي لا يتطلب كل الجهود المبذولة من اجل الخروج من مطب وقعت به المشتركة دون ان تحسب له الحساب المسبق، وفي هذا دليل واضح على هشاشة وضعف متخذي القرار فيها، كذلك بالنسبة للجنة الوفاق التي لم تنجح في فرض قرار يلتزم به الجميع ما دامت هذه اللجنة تستمد قوتها من التفويض الذي منحته اياها الاحزاب، ويبدو واضحا غياب الرغبة الحقيقية بترميم الضرر اللاحق بهيبة القائمة المشتركة جراء هذا الخلل الذي اصاب هذا الجسم الذي اردنا له جميعا ان ينمو ويتطور، في ظل تراكم الاخطار المحيقة بنا، فقد انشغلت الاحزاب المكّونة للمشتركة بالاجتهاد بإبراز وكشف عورات البعض، وكأننا نخوض الانتخابات فرادى لا جماعة.
اجتهدنا بالتنقيب والتفتيش عن الاوصاف، من هو الرئيس وهل يتمتع بالشرعية ام لا... امور هامشية جانبية لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى صار واقعهم ينسحب عليه الحال بما وصف الله تعالى في كتابه العزيز اعداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى". أي تحسبهم في صورتهم مجتمعين على الالفة والمحبة، اما قلوبهم فمشتتة الهوى، لان كل واحد منهم على مذهب اخر وبينهم عداوة شديدة. كنت اتمنى على جميع مركبات القائمة المشتركة التحلي بالخلق الوطني والترفع عن الضغائن والمنافسة على الكراسي، فالتسابق بينهم ينبغي ان يكون في المسارعة في تثبيت النهج الوطني القويم الذي يصب في صالح العرب والقضية الفلسطينية بصورة متماسكة لا تترك للعدو مكانا في اختراقنا، فإسرائيل الى اليوم لم تحسب حسابا لقائمتكم المشتركة، ذلك لأنكم انشغلتم من اليوم الاول بما لا يليق بكم وبنا، وبرهنتم ان هذا البيت بني على ركائز غير سليمة، والمطلوب مراجعة النفس سريعا بهدف خلق واقع جديد تكرسون من خلاله المصلحة العامة، وفق ما يمليه عليه ضميركم وما يرضي شعبنا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net