د.صالح نجيدات:
الشجارات بين العائلات في قرانا تكرس العصبية العائلية أو الطائفية التي نورثها مع امراضنا الاجتماعية الاخرى من جيل الى جيل
يا للعار أن تحدث هذه الشجارات بين الاهل والجيران والأقارب وأبناء البلد الواحد في قرانا! للأسف الشباب الجاهل والمراهق وغير الناضج هو الذي يدير الامور في مسائل كثيرة في هذه العائلات نتيجة غياب العقلاء وتأثيرهم
للأسف الشجارات بين العائلات في بلداتنا وقرانا العربية تنتقل من قرية الى اخرى، من النقب جنوبا مرورا بمنطقة المثلث والى الجليل شمالا، طعن وإطلاق نار، والليلة في قرية سالم اطلاق نار وإلقاء قنابل ، حرب داحس والغبراء، وعدنا الى الجاهلية الاولى والحمد لله، فمن ليس له ماض ليس له حاضر، عدنا الى ماضينا المظلم، تصرفات مخجلة، ناتجة عن غياب الوعي والحكمة والإيمان ، وتعبر عن تجذر العصبية القبلية عميقا.
في مجتمعاتنا هناك افراد يدعون أنهم مسلمون ولكن هم في واد والإسلام في واد آخر، جاء الاسلام حتى يحارب العصبية القبلية ويخرج الناس من الظلمات الى النور، ولكن شعبنا يأبى إلا أن يبقى في غياهب الظلمات والتخلف، فكيف يسمح أهل البلد الواحد لأنفسهم أن يتشاجروا ويؤذوا بعضهم البعض وهم جيران؟، وأين هم من حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من يؤذي جاره لن يدخل الجنة، وأين حق الجيرة التي وصى بها الله ورسوله، أين هم من حديث الرسول: "من مات منا على عصبية فهو ليس منا أي ليس بمسلم؟".
الشجارات بين العائلات في قرانا تكرس العصبية العائلية أو الطائفية التي نورثها مع امراضنا الاجتماعية الاخرى من جيل الى جيل. يجب على كل واحد منا أن يعي ويدرك أن الشجار لا يحل أي مشكلة بل يعقدها ويزيد الطين بلة، ولماذا خلق الله لنا العقل؟ اليس لكي نتدبر امورنا ونحل مشاكلنا بالعقل والتروي والحكمة وبالذات بين أبناء البلد الواحد؟! متى نعي وندرك ذلك يا أهلنا الكرام! أصعب شيء أن أرى كيف أن الشرطة تفرق المتشاجرين أبناء البلد الواحد والجيران بالهراوات والغاز المسيل للدموع! وأمر آخر أصعب من ذلك هو أن ترى جارا يكسر أو يحرق بيت جاره نتيجة هذه الشجارات، فهذا خط أحمر يجب أن لا يتجاوزه أي انسان مهما بلغ الخلاف، فيا للعار أن تحدث هذه الشجارات بين الاهل والجيران والأقارب وأبناء البلد الواحد في قرانا! للأسف الشباب الجاهل والمراهق وغير الناضج هو الذي يدير الامور في مسائل كثيرة في هذه العائلات نتيجة غياب العقلاء وتأثيرهم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net