الدكتورة كلارا:
شخوص حكاياتي من عالمنا اليومي.. هي حكايات أناس مهمّشين مسحوقين.. لكل واحد منهم حلم يريد تحقيقه فلا ينجح ، بل يبقى داخل دائرة مغلقة ، لأن الفردي أو الذاتي لا يمكنه أن ينسلخ عما يجري في العام الاجتماعي والسياسي بل والكونيّ
وصل الى موقع العرب بيان، جاء فيه: "استضاف مركز محمود درويش الثقافي البلدي في الناصرة مع دائرة الثقافة في بلدية الناصرة وتحت رعايتها، الأديبة الدكتورة " كلارا سروجي - شجراوي " وذلك مساء الأربعاء الأخير بمناسبة اشهار مجموعتها القصصية " طواف " ، خربشات قصصية بحجم راحة اليد. افتتح الندوة مركّزها الشاعر مفلح طبعوني مرحّبًا بالحضور والمحاضرين ، وتحدّث بايجاز عن الأديبة الضيفة وعن الناقد الدكتور رياض كامل الذي قدم مداخلة مكثفة ذات أصول ضاربة في العمق الأدبي والابداعي ومما قاله الطبعوني: "نستضيف في هذه الأمسية الباحثة والأديبة الدكتورة كلارا سروجي - شجراوي التي قدّمت لنا اضافة الى ال " طواف " دراسة قيمة عن نظرية الاستقبال في الرواية العربية الحديثة ، وهي عبارة عن دراسة تطبيقية في ثلاثيتي نجيب محفوظ وأحلام مستغانمي".
د.كلارا شجراوي
واضاف البيان: "أما الدكتورة كلارا فقد تحدثت عن قصصها في " طواف " ومما قالته : "شخوص حكاياتي من عالمنا اليومي.. هي حكايات أناس مهمّشين مسحوقين.. لكل واحد منهم حلم يريد تحقيقه فلا ينجح ، بل يبقى داخل دائرة مغلقة ، لأن الفردي أو الذاتي لا يمكنه أن ينسلخ عما يجري في العام الاجتماعي والسياسي بل والكونيّ. فنحن مخلوقات نتأثر بكل ما يدور حولنا لذلك يمتزج القهر الفردي بالمجتمع السياسي الذي نحيا فيه ، كما يتداخل الأخلاقي والديني بأشكال التربية في مدارسنا وبالمنظومة الفكرية المسيطرة.. وبعدوانية الانسان المتأصلة فيه ".
وأضافت : "ان الغبن اللاحق بالمرأة في مجتمعاتنا الشرقية من جانب الزوج أو الأب الذي ينتهك عذرية ابنته لهو أمر واقعي لا يمكن غضّ الطرف عنه ، وقد تجلّى ذلك في عدة قصص منها " ارتداد " ، " انكماش " ، " النشوة " وغيرها. هذا لا يقول بأن بعض الرجال في قصصي غير مغلوبين على أمرهم مع زوجاتهم ، كما في قصة " الحق كله على جوزي " ، " عيد زواج سعيد "" .
وتابع البيان: "وغاص الدكتور رياض الكامل في ابداعات الأديبة الضيفة، ومما قاله : " كتاب طواف عبارة عن قصص قصيرة جدًا اختارت الكاتبة مواضيع كتابها بحذر شديد ، واعتمدت فيه على الوصول الى القراء على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية ، ففيها المقطوعات القريبة من الفهم العام ، وهناك المقطوعات التي تعتمد الرمز الشفاف ، وهناك ما يوجه نحو القارىء السوبر على حد تعبير ميشال ريفاتير .
مقطوعات كلارا سروجي - شجراوي عبارة عن نصوص مفتوحة بعيدة عن الانغلاق لذلك يمكننا النظر اليها نظرة أفقية ونظرة عامودية ، كما يمكننا أن ننظر اليها من زوايا مختلفة لأنها مقطوعات قابلة للتأويلات المتعددة ".
وفي النهاية طرح الحضور أسئلة راقية حول أسلوب كلارا ومميزات كتابتها وطرق تأويل نصها ، ومن الذين شاركوا في الأسئلة والنقاش كلّ من : حياة نعرة ، ايمان حمدان ، حنين زعبي ، أنصاف كنانة ، حسام مصالحة ، جميلة شحادة ، عريب زعبي ، حسين ياسين ، أفنان أبو تايه ، صونيا مرشي وبرهان أبو تايه..
وأجاب الناقد رياض كامل اننا اليوم لا نلجأ الى اسلوب الشرح المسهب الذي اعتدنا عليه في العقود المنصرمة ، يقوم الناقد بإضاءة جوانب معينة من النص ويترك جزءًا من المتعة للمتلقي ، ثم ان نصوص وكتابات كلارا هي نصوص حداثية قابلة لتأويلات شتى وكل قارىء له رؤية تتماشى مع خلفيته الثقافية والفكرية.
يذكر أن الأديبة الضيفة قامت بتوزيع كمية من طوافها مع توقيعها كهدايا أبعدتها عن التجارة الممجوجة والاستعطاء".