انتقد وزير خارجية فرنسا جون إيف لو دريان طموحات إيران الإقليمية، قائلا إن باريس لن تقبل توسع طهران إلى البحر المتوسط، واتهم في الوقت ذاته روسيا لعدم استخدامها نفوذها لدفع محادثات السلام السورية والحد من العنف. وقال لو دريان، متحدثا في مقابلة مع القناة الثانية الفرنسية يذاع لا قا ضمن وثائقي عن الرئيس السوري بشار الأسد، إن الوقت قد حان لروسيا وطهران أن تعملا مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإنهاء الصراع الدائر في سوريا منذ ستة أعوام.
وزير الخارجية الفرنسي
وقال لو دريان في المقابلة "الوجود الإيراني والرغبة لخلق محور من البحر المتوسط لطهران، (أقول) لا". وأضاف "هناك سوريا في حاجة إلى الوجود". وترى الكثير من القادة العرب إن إيران بقتالها تنظيم الدولة الإسلامية ودعم الجيش السوري، فإنها تمد سلطتها عبر العراق وسوريا ولبنانن خالقة محورا للنفوذ الإقليمي يمتد من حدود أفغانستان إلى البحر المتوسط.. وزادت التوترات بين إيران وفرنسا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن طهران يجب أن تكون أقل عدائية في المنطقة وتوضح برنامجها للصواريخ البالستية.
كما أنتقد لو دريان ما سماه بـ"رغبة إيران في الهيمنة" في زيارة للسعودية الشهر الماضي. ودعا وزير الخارجية الإيراني الدول الأوروبية يوم الاثنين ألا تتأثر بسياسة المواجهة التي يتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إزاء بلاده. وقال لو دريان إنه في سوريا "تحضر إيران ميليشياتها وتدعم وحزب الله اللبناني".
وأضاف "سوريا يجب أن تصبح دولة ذات سيادة مجددا وهذا يعني (دولة) مستقلة عن ضغوط ووجود دول أخرى". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد زار سوريا الاثنين حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد. وأمر بوتين من هناك ببدء انسحاب "جزء كبير" من القوات الروسية الموجودة في سوريا.
وقال لو دريان "إن كنت تستطيع استدعاء الأسد لسوتشي، يمكنك أيضا أن تقول له أن يوقف (القصف) والسماح بوصول المعونات للجميع"، مشيرا لمنطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة. وعدلت فرنسا موقفها إزاء محادثات السلام المدعومة من الأمم المتحدة في جنيف قائلة إن "مغادرة الأسد للسلطة ليس شرطا مسبقا للتفاوض"، لكن لو دريان أوضح أن روسيا لا تبذل جهدا كافيا. وقال الوزير الفرنسي "الجهتان الفاعلتان الرئيسيتان في هذه القضية هما روسيا وإيران. يجب أن يستخدما ثقلهما للعب دور رئيسي في التوصل لحل سياسي مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن"، مكررا أن الأسد ليس الحل.