في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إيران حاليا فإن لدى إسرائيل مصلحة واضحة في عدم صرف انتباه العالم عن المشكلات الإيرانية الداخلية
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تحليل نشرته الاثنين أن إسرائيل لا تريد حربا في قطاع غزة حاليا لعدة اسباب، من بينها إيران.وأشار التحليل، الذي كتبه المراسل عاموس هارل، إلى أن التصريحات الإسرائيلية حول استقرار الردع الذي يشكله الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بحركة حماس في قطاع غزة لا ينبغي قبوله باعتباره أمرا مسلّما.
وقال إن الردع يظل فعالا حتى تأتي تلك اللحظة الغامضة التي يتوقف فيها، وعادة ما يحدث هذا في وقت وبطريقة تفاجئ كلا من القيادة وخبراء الاستخبارات.ورأى الكاتب أن الحقائق على الأرض تثير أيضا شكوكا حول فاعلية الردع في غزة هذه الأيام. فقد تم إطلاق أكثر من 40 صاروخا وقذيفة من غزة تجاه إسرائيل في غضون ثلاثة أسابيع ونصف، منذ الاعتراف الأمريكي بشأن القدس. وحتى إذا كانت حماس خائفة من إسرائيل، فإنه يبدو أنها ليست خائفة بما يكفي.
وأضاف أن "الاعتقالات والتعذيب الذي تمارسه حماس فشل حتى الآن في إيقاف الجماعات السلفية، وفي أحيان قليلة، الجهاد الإسلامي، عن إطلاق الصواريخ بصورة قاطعة".وذكر أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الامن أفيجدور ليبرمان، مدعومين بالجيش وبجهاز الأمن الداخلي، يريدان تأجيل أي صراع عسكري لأطول فترة ممكنة، لعدة أسباب.
وأوضح أن السبب الأول هو "أنهما غير واثقين بشأن ما الذي يمكن أن تحققه إسرائيل من الحرب، وأنه يبدو، على عكس تصريحات ليبرمان عندما كان في المعارضة، لم يعد متأكدا من أن بديلا أفضل من حماس سيأتي إلى السلطة في قطاع غزة".وذكر أن السبب الثاني هو أنهما يعتقدان أن إقامة السياج الامني لمنع الأنفاق، وغيرها من طرق رصد الأنفاق سيكون لها نتائجها .
أما السبب الثالث فهو أنهما "يدركان الضرر المحتمل لصورة إسرائيل دوليا، إذا ما شنت حربا جديدة على قلب منطقة مدنية مكتظة بالسكان. وهذا لا يعني أن القتال لن يتصاعد في القطاع في اللحظة التي يتعرض فيها الإسرائيليون لقصف بالصواريخ أو قذائف الهاون، ولكن في الوقت نفسه يبدو أن سياسة ضبط النفس مستمرة".وأشار الكاتب إلى احتمال أن يكون هناك اعتبار آخر في الخلفية، وقال، إنه في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إيران حاليا فإن لدى إسرائيل مصلحة واضحة في عدم صرف انتباه العالم عن المشكلات الإيرانية الداخلية.وقال إنه في حال تحول اهتمام الإعلام الدولي عن الأحداث الجارية في شوارع طهران وقم إلى الأحداث على الحدود مع غزة فإن إسرائيل ستخسر مرتين.