داهود عوّاد - والد الشاب الفقيد سامر عوّاد:
لقد كان فقدان سامر صاعقة وصدمة على غير موعد لنا ولكل من عرفه وعرف هذه العائلة
مجتمعنا عامة يمر بمحنة قيمية وبأزمة اجتماعية في ظل آفة العنف الدخيلة على مجتمعنا وتربيتنا وأخلاقياتنا
لابدّ من أن ارفع صرختي مدوية، صرخة الأب الثاكل امامكم مناشدا العقلاء والمسؤولين من شعبنا وأطرنا التمثيلية والشعبية في كل مكان
استحلفكم بأرواح شبابنا بأن يعملوا المستحيل وبتضافر كل الجهود الخيّرة من اجل معالجة ووقف ظاهرة العنف حالا قبل فوات الأوان...أما آن لهذا الليل من آخر؟!
الآلاف التي حضرت يوم تشييع سامر بعددها غير المسبوق وعلى مدار أيام تقديم العزاء تحمل لنا أبناء عائلة عواد ولي شخصيا كأب رسائل عدة نعمل على أن نجيد قراءتها جيدا
كل هذه الآلاف جاءت تحمل معها صدق المشاعر والعاطفة ونبل الأخلاق لتخفف من وقع المصاب علينا وجاءت ايضا تحمل معها صرخة الألم والغضب رافضة العنف وما آل اليه مجتمعنا
رسالة مؤثرة بعث بها والد الشاب الفقيد سامر داهود عوّاد (33 عامًا) من يافة الناصرة إلى المجتمع العربي وقياداته ومسؤوليه، عند إلقائه كلمة العائلة في آخر يوم من أيام العزاء للمرحوم. حيث أكّد داهود عوّاد أنّ "مجتمعنا عامة يمر بمحنة قيمية وبأزمة اجتماعية في ظل آفة العنف الدخيلة على مجتمعنا وتربيتنا وأخلاقياتنا"، داعيًا الجميع من أبناء شعبنا إلى "عمل المستحيل وتضافر كل الجهود الخيّرة من اجل معالجة ووقف ظاهرة العنف حالا قبل فوات الأوان"، كما قال.
الفقيد سامر داهود عواد
وجاء في كلمة داهود عوّاد أمام جمهور المعزّين:"الحضور الكريم، الأخوة والأخوات، الأهل والأصدقاء والأحبة الأعزاء على قلبي، مساؤنا ومساؤكم صبر وإصرار على تجاوز هذه المحنة.
يا أبناء هذا البلد الطيب المتآخي دوما بكل مكوناته وعلى مر السنين، الكهنة والآباء الروحيين الأجلاء، رجال الدين والفكر والمناصب الرسمية والاجتماعية والشعبية المحترمين من كل المشارب والأطياف مع حفظ الألقاب، رئيس وجميع أعضاء المجلس المحلي في بلدنا الغالية يافة الناصرة، الحشد المهيب:
كم تمنيت لو أسعفني القدر ألاّ أقف بينكم هذا الموقف الجلل، بفقدان ابننا الغالي وحبة قلبنا ومهجة روحنا سامر! لقد كان فقدانه صاعقة وصدمة على غير موعد لنا ولكل من عرفه وعرف هذه العائلة . فخيّمت غيمة من الذهول على يافة الناصرة والقضاء القريب والبعيد غير مصدقين الخبرالمفزع.
كان المصاب موجعا حتى العظم وصادما وما زال ، ومهولا من الصعب استيعابه! كيف لا والقدر يخطف من بيننا في لحظات شابا بعمر الورد وأبا عطوفا وحنونا وابنا بارا بوالديه خلوقا وشهما بمعاملته للناس وبين جميع معارفه.!".
وتابع عواد:"ايتها الأخوات .. أيها الأخوة الحضور، لقد كان لمواساتكم لنا في عزائنا ، وحضوركم بآلافكم من كل البلدان ومن كل مكونات شعبنا ومشاربه : رجالا ونساء ، شيوخا وشبابا وصبايا، رجال دين وفكر وشخصيات في مواقع متعددة ، إن كان ذلك في يوم تشييع الجثمان وإحضار اكاليل الزهور ،والحضور شخصيا لتقديم واجب العزاء للعائلة أو بالاتصال تلفونيا او من على صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ..كان لكل ذلك بالغ الأثر في نفوسنا وقلوبنا. كم كانت كلماتكم الصادقة تبلسم جراحنا وحزننا وهمّنا، فتعانق شغاف القلب وتفتح عقولنا وقلوبنا على الصبر والحكمة وسعة الصدر فتخفف عنا وقع المصاب...
لم يكن سامر الغالي فقيدنا وحدنا في العائلة ، بل كان فقيد كل العائلات وفي بلدنا خاصة فأصبحت كل البلد كما كانت دائما وستظل عائلتنا الكبيرة الوفية تشاطرنا الحياة، وتتقاسم معنا الحزن والمحنة والصبر"، كما قال.
وأضاف والد المرحوم:"الحضور المهيب.. ان مجتمعنا عامة يمر بمحنة قيمية وبأزمة اجتماعية في ظل آفة العنف الدخيلة على مجتمعنا وتربيتنا وأخلاقياتنا. ومن هنا لابدّ من ان ارفع صرختي مدوية، صرخة الأب الثاكل امامكم مناشدا العقلاء والمسؤولين من شعبنا وأطرنا التمثيلية والشعبية في كل مكان واستحلفكم بأرواح شبابنا بأن يعملوا المستحيل وبتضافر كل الجهود الخيّرة من اجل معالجة ووقف ظاهرة العنف حالا قبل فوات الأوان...أما آن لهذا الليل من آخر؟!
كما واسمحوا لي ان أنوّه وأقول أمامكم: أن الآلاف التي حضرت يوم تشييع سامر بعددها غير المسبوق وعلى مدار أيام تقديم العزاء تحمل لنا أبناء عائلة عواد ولي شخصيا كأب رسائل عدة نعمل على أن نجيد قراءتها جيدا :
الأولى – ان كل هذه الآلاف جاءت تحمل معها صدق المشاعر والعاطفة ونبل الأخلاق لتخفف من وقع المصاب علينا، ولتقف الى جانبنا، ولتشد من أزرنا، وتتقاسم معنا الهم والحزن مع العائلة المسالمة التي تحمل في قلبها كل الخير والمحبة الصادقة لجميع الناس. مما كان لهذا بالغ الاثر في نفوسنا.
والثانية – هذه الألوف جاءت ايضا تحمل معها صرخة الألم والغضب رافضة العنف وما آل اليه مجتمعنا ، رافضة بشجاعة الاعتداء ولتقول: لا شيء في هذه الدنيا يبرر القتل مهما كان !
والرسالة الثالثة – هذه الجموع الغفيرة بحضورها اللافت تحملنا المسؤؤلية الكبيرة من اجل ان نحافظ على قيم الخير والمحبة بين الناس وان نحافظ على نسيج هذا البلد الاجتماعي وعلاقات الأخوة مع كل الناس بلا استثناء. وها نحن نطلب من الله ان يساعدنا وإياكم لنصون هذه النواميس الانسانية والحضارية.
نسأل الله أن يحفظكم وأبناءكم وعائلاتكم من كل شرّ ومكروه. وأن يبعد عنكم مصائب الدهر وويلاته ، وتظلوا الصخرة التي نتكىء عليها في محنتنا وسندنا الدائم في السرّاء والضرّاء، وان ترعاكم العناية الالهية والرب في كل درب. وأن نردّ لكم هذا الدّين الانساني بالأفراح وبمناسباتكم السعيدة وهداة البال !"، إلى هنا كلمة والد الشاب المرحوم.
صورة من تشييع جثمان المرحوم