أفادت تقارير بأن الجيش التركي سيطر على جبل برصايا الاستراتيجي، وذلك خلال اليوم التاسع من هجومه على مسلحين أكراد شمال غربي سوريا. وبحسب تقارير إعلامية تركية، فإن تحسن الظروف المناخية أتاح للجيش استئناف عمليات القصف ليتمكن في النهاية من السيطرة على الجبل الذي يطل على مدينة أعزاز الحدودية. وتعهد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بـ"تنظيف" كل الحدود مع سوريا، في إشارة إلى تمديد الحملة العسكرية التي تستهدف المليشيا الكردية في منطقة عفرين. وأضاف في مؤتمر للحزب الحاكم في مدينة أماسيا أن بلاده ستعمل على أن يتمكن اللاجئون السوريون من العودة إلى مناطقهم.
رويترز
ويشن الجيش التركي، بمساعدة فصائل من المعارضة السورية المسلحة، حملة، منذ تسعة أيام، على وحدات حماية الشعب الكردي التي تدعمها الولايات المتحدة وتسيطر على مناطق شمالي سوريا. وقد أدت هذه الحملة إلى توتر العلاقات بين أنقرة، التي تعتبرهم وحدات حماية الشعب الكردي، خطرا على حدودها، وواشنطن التي تستعين بهم في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وتوقفت الغارات الجوية على مواقع المسلحين الأكراد عدة أيام بسبب الضباب والأمطار الغزيرة، ولكن الطائرات الحربية التركية استأنفت ضرباتها على مرتفعات برصايا قرب عفرين شمال غربي سوريا، حسب تقرير أوردته وكالة أنباء الأناضول. وعلى الرغم من التوتر في العلاقات بين واشنطن وأنقرة، يحرص أردوغان على تمديد الحملة العسكرية لإخراج المسلحين الأكراد من منبج شرقي عفرين.
وأعلن قادة أكراد في سوريا، ردا على الحملة العسكرية، أنهم لن يشاركوا في مفاوضات السلام المزمع عقدها في سوتشي في روسيا. وقال المسؤول الكردي، فواز اليوسف: "قلنا من قبل أنه إذا بقيت الأمور على ما هي في عفرين فإننا لن نشارك في سوتشي". وتعد تركيا، التي تدعم المعارضة السورية المسلحة، من بين الدول التي ترعى مفاوضات السلام رفقة روسيا وإيران. وجاء في وكالة الأنباء الفرنسية، نقلا عن مراسلها في سوريا، أن الغارات الجوية التركية الأحد كانت أكثر ضراوة. وبث التلفزيون التركي صور سقوط القذائف على مرتفعات برصايا، شمالي عفرين، قرب بلدة أعزاز الاستراتيجية.
وقال أردوغان في خطابه: "تحدثت مع أحد قادة الجيش، وإننا بحول الله نسيطر على مرتفعات برصايا قريبا". وكان الجيش التركي وحلفاؤه من الجيش السوري الحر المعارض أعلنوا الاثنين إنهم سيطروا على المرتفعات، قبل أن يفقدوها بعد ساعات. ويرى المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، أن برصايا مهمة استراتيجيا، لأنها تطل على أعزاز من الجهة السورية وعلى كيليس من الجهة التركية، لذلك فإن "المعارك عليها ستكون طاحنة". وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد دعا تركيا إلى "تهدئة" حملتها العسكرية على عفرين، وعبر عن قلقه من "التصريحات المعادية لأمريكا" التي تأتي من تركيا. وحض وزير الخارجية التركي، جاويش مولود أوغلو، السبت الولايات المتحدة على سحب قواتها من منبج التي يسيطر عليها الأكراد، لأن أنقرة هددت بتوسيع عملياتها لتصل إليها.