تهدف هذه الفعاليّات كذلك للفت انتباه الطلّاب لكون الشبكة العنكبوتيّة وسيلة يمكن أن تأخذ مكانها الرياديّ القادرة على المساهمة في تنميّة الأفراد والجماعات وذلك للنهوض بالمجتمعات
وصل الى موقع العرب بيان من المتنبي حيفا، جاء فيه: "المتنبّي مدرسة أخذت على عاتقها أن تكون دومًا حضنًا آمنًا لطلّابها وطالباتها، إذ يقف الإنسان أوّلًا وأخيرًا في مركز الفلسفة التربويّة-التعليميّة للمدرسة، فلا تغضّ الطرف عن أيّ مشروع أو فكرة من شأنها أن تُعزّز من هذه الفلسفة وتذوّتها. تؤمن المتنبّي بضرورة خلق آليّة تواصل مهنيّة-أخلاقيّة بين الطلّاب والمجتمع، إذ تنطلق المتنبّي من همّ المجتمع ومتطلّباته اليوميّة في محاولة دؤوبة لربط الطالب بمجتمعه وواقعه من جهة ومن جهة أخرى لمواكبته وإرشاده إذا ما اقتضت الضرورة والحاجة ذلك".
خلال اليوم
واضاف البيان: "الإبحار الآمن، تحت مظلّة هذا المشروع تسعى المتنبّي جاهدةً لمكافحة العنف وأشكاله المختلفة والمتعدّدة، العنف الذي تزاوج بصورة سلبيّة مع عالم التقنيّات والرقميّات والشبكة العنكبوتيّة التي صارت بمتناول الجميع. تمخّض عن هذا التزاوج أشكال ومظاهر متعدّدة ومتنوّعة من العنف وقد يكون أبرزها ظاهرة التنمّر الإلكترونيّ، فلا يخفى على أيّ متابع خطورة وأبعاد هذه الظاهرة السلبيّة، إذ يتم وبواسطة العالم الرقميّ استغلال وايذاء أشخاص آخرين بصورة متعمّدة ومقصودة كلاميًّا ونفسيًّا وقد تصل في بعض الأحيان لإيذاء واعتداء جسديّ أو جنسيّ".
وتابع البيان: "المتنبّي وبالتعاون مع مرشدة مدينة بلا عنف، الهيئات الإداريّة-الاستشاريّة-التدريسيّة ومجلس الطلّاب يعملون على تنفيذ فعاليّات الإبحار الآمن وذلك من خلال تنفيذ ورشات عمل ومحاضرات مختلفة في المدرسة وخارجها من أجل رفع نسبة الوعيّ بالموضوع، تذويت قيم المسؤوليّة الذاتيّة والاجتماعيّة انطلاقًا من حمل الهمّ الفرديّ والمجتمعيّ. تتمحور المحاضرات وورشات العمل المذكورة حول الإبحار الآمن في شبكات الأنترنت ووسائل التواصل الاجتماعيّ المختلفة، وتتناول كافّة الجوانب المتعلّقة بالإبحار ووسائل أخذ الحيطة والحذر خلال عملية الإبحار كالأخلاقيّة، الاجتماعيّة والقانونيّة وكلّ الإشكاليّات الناتجة عن ذلك. تهدف هذه الفعاليّات كذلك للفت انتباه الطلّاب لكون الشبكة العنكبوتيّة وسيلة يمكن أن تأخذ مكانها الرياديّ القادرة على المساهمة في تنميّة الأفراد والجماعات وذلك للنهوض بالمجتمعات، هي وسيلة قلبت الكون فجعلته كالقرية الصغيرة فسهّلت التواصل بين أبناء الشعوب والثقافات المختلفة، وتُساهم بنشر العلم والمعرفة في سبيل رقيّ المجتمعات وخدمة تطوّرها وضمان ازدهارها الاجتماعيّ-السياسيّ-الاقتصاديّ-الثقافيّ.
يأتي هذا التعاون بين المتنبّي ومدينة بلا عنف من أجل خلق بيئة تربويّة آمنة تسعى لمكافحة العنف وبكافّة أنواعه، أشكاله وأدواته ولا سيّما استغلال الشبكة العنكبوتيّة لدسّ مضامين هدفها النيل من الآخر بدل تسخيرها للرقيّ بالفرد ومن ثمّ المجتمع. تتمخّض عن توأمة المتنبّي ومدينة بلا عنف عدّة ورشات عمل وفعاليّات مُدرجة تحت مظلّة الإبحار الآمن، منها:
• محاضرات دوريّة داخل الصفوف لرفع نسبة الوعيّ بكيفيّة استخدام الشبكة العنكبوتيّة.
• البلوغ المُحتَرَم والمُحتَرِم؛ وذلك من خلال كشف الطلّاب على أهمّيّة البلوغ الذهنيّ والفكريّ إلى جانب البلوغ الجسديّ وانعكاس ذلك على الاستخدام الصحيح للإنترنت.
• برنامج المسؤوليّة الذاتيّة؛ مسؤوليّة كلّ طالب عن تصرّفاته وطريقة التعبير عن آراءه ومشاعره بصورة راقية وصحيحة وتقبّل الآخر.
• برنامج تحديد الهدف؛ توجيه الطلّاب خلال حصص المهارات التربويّة وضرورة تحديد الأهداف قصيرة وبعيدة المدى، وذلك انطلاقًا من فكرة وضوح الطريق التي تؤدّي إلى التمركز في الوصول وتقليل نسبة انخراط الطالب في مظاهر عنفيّة.
• أسبوع الإنترنت الآمن؛ نشاطات مكثّفة في الصفوف بالتعاون مع مرشدة مدينة بلا عنف وإثارة معضلات مختلف وتداولها بين النُظم الأخلاقيّة والمشروعيّة القانونيّة وطرح قضايا لإثارة العصف الذهنيّ وجدليّة الخير والشرّ ونسبيّة كلّ منهما في المجتمع.
• مسابقات كتابة شعارات وتصويت لأفضل شعار يساهم في رفع نسبة الوعيّ وتذويت فكرة الإبحار الآمن.
المتنبّي، ومن خلال تبنّي هذا المشروع تُساهم في خلق آليّة تواصل فريدة تجمع من خلالها طلّابها مع المعلّمين والطاقم الإداريّ-الاستشاريّ في المدرسة معًا في مشروع مغاير ومختلف، يكون الطلّاب فيه هم الوسيلة والهدف في آن واحد وبذلك يشعر الطالب بمدى أهمّيّته ومركزيّته في هذا العمليّة التربويّة-الأخلاقيّة من جهة، ومن جهة أخرى يتسنّى له أن يُحاكي تجربة التقرّب من هموم المجتمع، ليكون عنصرًا فعّالًا في حلّ قضاياه المقلقة والنهوض به قُدمًا نحو مراتب السيادة والريادة.
معًا نُبحر بأمان لنكتب فصلنا القادم من حكاية المتنبّي... من يكتب حكايته يَرِثُ أرض الكلام ويملك المعنى تمامًا".