الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

الأقوياء لا يملكون الحلول . يملكون المشاكل فقط/ بقلم: د. ناصر اللحام

د. ناصر اللحام
نُشر: 27/02/18 08:34

د. ناصر اللحام في مقاله:

الأقوياء يحطمون العالم بقوتهم ، وأحيانا يسرقون الحلول التي يطرحها الأقل قوة وينفذونها ، لكنهم غير قادرين على إجتراح أية حلول عادلة

 يفقد القوي قدرته على السيطرة ، ويجلس مهموما لا يعرف لماذا لا يستطيع أن يرسم العالم كما يريد

تؤكد التجارب التاريخية أن الأقوياء لا يملكون الحلول ، وإنما يملكون القوة والسلاح لتحطيم ما هو قائم . وبعد فترة يعودون للبحث عن حل للنزاعات لأنهم يكتشفون ان القوة لا تصنع الحضارة ولا تؤسس لحياة أفضل.

وفي مؤلفه أصل الأنواع يعرض العالم البيولوجي الأنجليزي تشارلز داروين نظريات النشوء والتطور عند الكائنات الحية ، بدء من الاهمال والاستعمال الى التكيف الى العدوانية . وليس غريبا ان السلحفاة التي لا تملك أي ناب او مخلب وتزحف على قوقعتها تعيش لمئة عام ، بينما الأسد وهو من أقوى السنوريات وأكثرها فتكا ، لا يعيش سوى عشر سنوات وربما 15 عاما فقط .

الأقوياء يحطمون العالم بقوتهم ، وأحيانا يسرقون الحلول التي يطرحها الأقل قوة وينفذونها ، لكنهم غير قادرين على إجتراح أية حلول عادلة . وحين فاز شارون بالانتخابات عام 2001 عرض على الجمهور الاسرائيلي منطق القوة وأنه قادر على فرض قوة المدفع على الفلسطينيين لإجبار عرفات على التراجع ، وبالفعل إجتاح الضفة الغربية وقتل ودمّر وحطّم وحاصر ، ولكنه لم يحصد سوى المزيد من العمليات . وبعد أن إستنفذ ما لديه من قوة ، جلس فاشلا حائرا يبحث عن أي حل يخرجه من مأزقه . ووجد ضالته في ( حلّ ) عرضه بنيامين بن اليعازر لاقامة جدار حول الضفة الغربية . وهكذا فعل . وقد فشل الجدار لانه لا يشكل حلا للصراع وانما هو مخرج من ازمة شارون وفشل منطقه العسكري .

نظرة واحدة على الاقليم ، ونظريات القوة عند أصحابها سنعرف أنها فشلت ولم تحقق أي سلام أو هدوء ، وإنما إستجلبت المزيد من العنف ، في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغزة. في لحظة ما . يفقد القوي قدرته على السيطرة ، ويجلس مهموما لا يعرف لماذا لا يستطيع أن يرسم العالم كما يريد .. وهذا ما يشعر به الان رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب ، ويشعر به قادة الحركة الصهيونية في تل أبيب .

وقد كشفت مصادر إسرائيلية أن الولايات المتحدة ، مارست قبل أيام ضغوطا هائلة على الرئيس عباس ليطرح مبادرة حل خلال خطابه أمام مجلس الامن . وهو إثبات اّخر على ان الاقوياء فقدوا القدرة على السيطرة . وينتظرون من الضحايا أن يطرحوا حلولا لمعضلاتهم . إنها مسألة وقت ، وتبدأ القوى العظمى في البحث عن حلول ، لينقذوا أنفسهم من قوتهم المفرطة .وهناك على طاولة الرئيس الأمريكي 220 مشكلة في العالم تديرها امريكا منذ سنوات طويلة ، لكنها عاجزة عن طرح أي حل لها . لان الظالم عاجز ولا يملك أية حلول . 

رئيس وكالة معا الفلسطينية الاخبارية

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net 

مقالات متعلقة

.