خلال التبرع
بعض مندوبات مجلس الطالبات في المدرسة صرحن لنا أن أكثر ما أثر بالطالبات هو ما شاهدنه في وسائل الاعلام من مناظر مروعة لصور الضحايا والجوعى والمصابين
خلال فترة قياسية، قامت مندوبات مجلس الطالبات المبادرات من ثانوية خديجة للبنات في ام الفحم بحملة جمع تبرعات "للغوطة الشامية" لإنقاذ اهلها المحاصرين والجوعى، حيث تتنقل المندوبات بين الصفوف، قبل أن تنتهي الحملة يوم الخميس من هذا الاسبوع فقط. وقد انهالت عليهن التبرعات من طالبات المدرسة والعاملين والهيئة التدريسية في المدرسة، حيث تبرع الجميع بسخاء من المصروف الخاص تعبيرا عن التعاطف مع اهل الغوطة الشامية لإنقاذ اهلها المحاصرين والجوعى ومساندة للحملة المحلية المنبثقة عن لجنة الزكاة في ام الفحم لإنقاذهم.
وبدا واضحا ان طالبات المدرسة عملن بالحديث النبوي الشريف الذي فيه قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
جدير بالذكر انه سبق ذلك محاضرة لقسم من طالبات المدرسة قدمها الباحث صالح لطفي من أم الفحم عن الوضع الانساني في الغوطة وعن معاناة أهل الغوطة الشامية الذين يكابدون منذ سنوات ويلات الحصار والقصف الذي ازهق حياة الابرياء وترك الكثيرين بين مشرد ومحاصر وجائع ويتيم، مما حدا بالأهالي للقيام بهذه الحملة لإنقاذ اهل الغوطة المحاصرين والجوعى والمرضى والمصابين.
بعض مندوبات مجلس الطالبات في المدرسة صرحن لنا أن أكثر ما أثر بالطالبات هو ما شاهدنه في وسائل الاعلام من مناظر مروعة لصور الضحايا والجوعى والمصابين والدمار الشامل للبيوت السكنية للمدنيين من أطفال ونساء وعجزة.
كما لفت انتباههن ما بينته المناشدة ان الكثيرين ممن اصيبوا بقنابل الكلور والسارين السامة التي تفتك بالناس بعد ان تسبب لهم ضيق التنفس وبالتالي إلى إعاقة وموت بطيء يؤدي إلى الوفاة دون توفر المعدات الطبية اللازمة لعلاجهم.
مدير ثانوية خديجة، محمد انيس محاميد بارك هذه اللفتة الانسانية للطالبات المبادرات من مجلس الطالبات ولطالبات المدرسة المتبرعات الى جانب المتبرعين من العاملين والعاملات واعضاء الهيئة التدريسية، حيث بين لنا انه لاحظ تجاوبا لافتا مع هذه المبادرة الطلابية الانسانية بالدرجة الاولى، التي شملت مندوبات من مجلس الطالبات في المدرسة. فقامت الطالبات من مدرسة خديجة الثانوية أم الفحم بجمع التبرعات من اسرة المدرسة وطالباتها، حيث وصل المبلغ 7100 شاقل حتى هذه اللحظة وما زالت الحملة مستمرة.
لسان حال الطالبات كان: مما أثر في نفوسنا هو رغبتنا الصادقة لجمع المبلغ المطلوب لتغطية ولو جزء بسيط من تكلفة الغذاء والدواء لإنقاذ الاهل المحاصرين في الغوطة الشامية، رغم التكلفة الباهظة وقلة الموارد".
جدير بالذكر أن طالبات ثانوية خديجة لطالما بادرن لمشاريع انسانية واجتماعية، مثل تبرعهن للأطفال المهجرين من سوريا ضمن حملة "الشتاء الدافئ" قبل حوالي سنتين، اضافة لتبرعهن لطالبات واهالي من العائلات المستورة في أم الفحم والمنطقة. هذا وطالما قمن بزيارات تفقدية وداعمة ماديا ومعنويا للمسنين والمسنات في بيوتهم وفي "بيت المسنين" المحلي وللأطفال مرضى السرطان في مستشفى "رمبام" في مدينة حيفا.