صورة توضيحيّة
بعدما رجع الصياد من البحر أخذ كمية من السرطانات التي اصطادها ووضعها داخل منديل عقد أطرافه وسلمه الي كلبه الأمين ليوصلها الي منزله، وفي الطريق انحلت عقدة المنديل وتناثرت الحيوانات البحرية هنا وهناك .
نظر الكلب إليها فاحتار فيما سيفعل، ثم اخذ يجمع الواحد تلو الآخر وكلما وضع واحدً في المنديل هرب الآخر فاحتار في أمره وبدرت الي ذهنه حيلة ذكية، فكان كلما التقط سرطاناً ضربه علي الارض عدة ضربات حتي يموت فينقله وهكذا حتي قتل الجميع وأمن فرارها .
لاحظ الناس وتعجبوا من عمله فأسرع أحدهم وعقد طرفي المنديل والكلب ينظر إليه بغاية الحذر مخافة أن يأخذ شيئاً، ثم حمل المنديل وجري مسرعاً الي البيت وهو يحرك ذيله تعبيراً عن فوزه وفرحه .
أراد البلبل ان يرحب بالشمس قبل شروقها، فبدأ يغرد وهو يقفز من غصن إلي آخر، انزعج الغراب من تغريد البلبل فصرخ قائلاً : انك تزعجني بتغريدك هذا، اجابه البلبل متعجباً : صوتك ليس أجمل من صوتي، لنجعل الطيور بيننا حكماً، انا اغرد أولاً وانت تنعق ثانباً وهي ستقول من هو الأجمل ! .. تغريدي ام نعيقك .
حرك الغراب رأسه موافقاً وبسرعة طلب من طيور الغابة ان تحكم بينهما، وافق السنونو والإوزه والحمام والعصفور واللقلق والكنازي علي ان يكونوا حكماً بينهما، وحينما بدأ البلبل يغرد بصوته الجميل صفق له الجميع وحينما جاء دور الغراب، بدأ ينعق وينعق وتوقع انه سيسمع تصفيقاً واستحساناً من الجميع، لكنه فوجئ بأن لا احد من الطيور بقى في مكانه، فجميعها طارت مبتعدة عن المكان هرباً من صوته المزعج .
خجل الغراب وطار مبتعداً عن المكان فقد عرف ان الجميع لا يحبون صوته، وفي كل صباح من مكانه البعيد كان يسمع تغريد البلبل لكنه لا يستطيع ان يقول شيئاً .