دعاء ذياب ابو الهيجاء:
اشجع جميع الامهات للخروج لسوق العمل ولكن، عندما تشعر هي نفسها انها مستعدة لذلك، وان تختار العمل الذي يتناسب معها ومع عائلتها، في الوقت، الوتيرة، وطبيعة العمل
حاجة أبو ليل:
الأم المتعلمة والمثقفة والصالحة، التي تعرف اهمية رسالتها في الحياة وتقوم بواجبها كما يجب ولا تغفل عنه لحظة
نورة زعبي:
استطعت أن أكون قويّة امام أطفالي ولا أيأس أبدًا، بالمقابل أرى نظرة التقدير من قبلهم والجمل التي أسمعها منهم، ماما انت أحسن ام بالعالم، تقوّيني وتدعمني
صابرين أبو العلا:
تربية الأبناء ليست بالأمر الهيّن فهي تحتاج إلى الكثير من الصبر والجهد، كي نخرج للمجتمع جيلًا يتعامل بإنسانية وبأخلاق
"الأم هي أول من يمنح الحياة، وأول من يُحس عند الفقدان بأنّ جزءا مهما منه قد انطفأ نهائيا" واسيني الأعرج.
تغيب كل الكلمات عندما نريد أن نصف الأم، فالأم هي الروح التي تعطي من ذاتها من أجل أن ترى البسمة على وجوه أولادها، هي الكلمة الاولى والأحلى، هي الوردة التي لا تذبل أبدًا، لا شيء يساوي عظمة الأم مهما كان دورها في المجتمع أم عاملة أم ربّة منزل، وتقديرا لها وبهذه المناسبة تحدّثت أمّهات إلى موقع العرب عن دورهن في الحياة كأمهات ناجحات داخل المنزل ام خارجه.
دعاء ذياب ابو الهيجاء، من طمرة (30 عامًا) وأم لتوأم الين وامير، حاصلة على لقب ثان في الدراسات النسوية ومديرة حضانة اليرين في طمرة، ومنظمة جماهيرية بمؤسسة شتيل، ومرشدة وموجهة مجموعات.
العمل والامومة قد يكونا تخبطا ومعضلة معقدة لدى معظم الامهات، حيث انه بالكثير من الاحيان تؤمن النساء بدورهن كأمهات اكثر من كونهن عاملات وصاحبات مهنة، وهذا طبعا يعود للتربية التي تلقيناها من صغرنا وللأدوار المترتبة على المرأة التي من ضمنها ان تكون اما ترعى اطفالها وتهتم بهم في الحيز الخاص (البيت والعائلة). برأيي معظم الامهات العاملات او الأكاديميات تعانين من هذا التخبط ما بين "الطبيعي والمألوف" والرغبة بالاستمرارية وتحقيق الذات ما بعد الولادة خصوصا اننا في المجتمع العربي نتزوج، نتعلم ونعمل ونلد تقريبا في ذات الفترة وهذا ما يؤدي لضغوطات اضافية، اضافة الى ذلك فإنّ ظروف العمل صعبة وعادة المشغلين الرجال لا يتفهمون ضغوطات النساء وبطبيعة الحال فإنّ منظومة سوق العمل ذكورية إلى حدّ كبير. فهذه الاسباب جميعها تضعنا بتخبط بين المولود الذي يحتاج لأمه وبين الرغبة بالتطور.
عدت للعمل بعد ولادة توأمي بأربعة اشهر، لأني كنت مؤمنة انه كوني اما لا يمنعني من الاستمرار بعملي وحياتي ونشاطي. اعتقد أنّي مررت رسالة بجميع الاوقات لأطفالي اني ام عاملة تعمل لأجل تطوير نفسها وعائلتها. دائما اوضح لهم ماهية عملي، واشاركهم في النشاطات التي اقوم بها. هذه رسالتي الدائمة لأولادي وللجميع أن نكون من نحب ان نكون، وأن نطمح ونكافح رغم العثرات التي تواجهنا. فإذا كنت متضايقة او مضغوطة من العمل اخبرهم بذلك ولا اتردد بمشاركتهم لأجل تعزيز الحوار والتفاهم بيننا، وبدون شك هناك اوقات صعبة يصعب على الطفل ان يتقبلها، لكن التعود والايمان بالعمل والرسالة التي اعكسها لأبنائي من الاوقات الصعبة والجميلة في العمل والاهداف منه تجعلنا نتقبل اكثر ونعيش الامور بطبيعية. بالإضافة لدعم العائلة والزوج والتعاون في المهام البيتية وتربية الاطفال.
الامومة شعور رائع ومميز وترابط عاطفي وجسدي مميز، وبالرغم من أنّ اطفالي لا زالوا بجيل صغير، إلا أنّ كل كلمة حب أو لمسة منهم تملأني سعادة وتشعرني بأني الرابحة رغم كل الصعوبات التي مررت بها، وعندما سألت أطفالي عن المناسبة القريبة قالوا لي بأنّه يوم العائلة وبالفعل هذا اليوم هو يوم للعائلة لتوطيد علاقتنا الاسرية ببعضنا البعض. أنا من جانبي احب الاحتفال بهذا اليوم والتعبير عن حبي لأمي وحماتي وتعبير اطفالي عن حبهم لي. ومن جانب آخر وللأسف هناك العديد من العائلات فقدت امهاتهن والعديد من الامهات مقموعات ومظلومات في بيوتهن، العديد من الامهات فقدن ابنائهن. عادة الاحتفال في الام يقولبها ضمن اطار من التوقعات والادوار التي تجعلني شخصيا اشعر بالتخبط اتجاه هذا اليوم. وبجميع الاحوال بطبعي اختار في الامور اوسطها، سأعبر عن مشاعري بمحبة وبرمزية تامة مع مراعاة مشاعر الاخرين.
رسالتي لكل أم وامرأة، كَوْني امرأة لديها رحم لا يمنعني من أن أكون بنفس الوقت أما، عاملة، أكاديمية، وأي دور اختاره لنفسي، العمل رسالة للذات اولا، وللآخرين، العمل درس نتعلم منه يوميا من التعامل مع الناس ومن الضغوطات، النجاح والفشل. لذلك انا اشجع جميع الامهات للخروج لسوق العمل ولكن، عندما تشعر هي نفسها انها مستعدة لذلك، وان تختار العمل الذي يتناسب معها ومع عائلتها، في الوقت، الوتيرة، وطبيعة العمل. والأهم ان تكون هي مرتاحة مع نفسها ومع قرارتها.
الأمومة رسالة عظيمة، وتربية الاطفال تحتاج من الاهل جاهزية كبيرة، تعاونا واهتماما من الطرفين. ولكي ننتج مجتمع افضل بجميع المفاهيم نحتاج ان نبدأ التأثير والتغيير بأنفسنا وبمحيطنا القريب، فكياني كامرأة وكأم يؤثر على ابنائي، والتفاهم بين الرجل والمرأة وتقاسم الادوار في التربية والبيت يقلل من حدة المعضلة لدى الأم ما بين العمل وتربية الاطفال وبالتالي نؤثر على تربية اطفالنا ونعكس لهم صورا تصبح يوما ما عالمهم الحقيقي. نحن وكلاء التغيير المجتمعي بأدوارنا المختلفة التي نقوم بها ما دمنا نقوم بها بأخلاق وقيم ترتقي بنا وبمجتمعنا.
السيدة حاجة ابو ليل أم بشير (57 عاما) عين ماهل أم لخمس بنات وولدين وربّة منزل.
الظروف التي كانت سائدة في وقتي أي في عام 1977 لا تشبه الظروف التي نعيشها اليوم، كنت طالبة في الصف الحادي عشر، وكنت من الطالبات المجتهدات والمميزات في المدرسة، وكنت في ذلك الوقت مخطوبة منذ عامين، حينها كنت أعتقد أن الزواج يؤمّن حياة أفضل للفتاة، ولكن عندما وصلت إلى مرحلة النضوج، أيقنت بأنّ التّعليم أهم من الزواج وطلبت بأن أفسخ خطبتي، لكن كان الأوان قد فات وأهلي واهل خطيبي رفضوا بشكل قاطع، وتمّ الزواج. حلمي بأن أكمل تعليمي لم يتركني وظلّ يراودني طوال الوقت وبعد 13 عامًا من الزواج تسجّلت لامتحانات إنهاء الثانوية ودرست بشكل ذاتي ونجحت وحصلت على شهادة كاملة بالرّغم من أني كنت أمًا لأربعة أبناء وكانوا أطفالا، ولكن هناك فضل كبير يعود لزوجي الذي كان داعمًا لي ولم يقف في طريق تحقيق حلمي، رغبت بالاستمرار لأكمل التعليم العالي ولكن الظروف الاقتصادية حالت دون ذلك. ولكن بالرغم من اني لم احقق حلمي في إكمال دراستي الاكاديمية، الا أنّ الله عوضني في ابنائي الذين هم ثمرة مثابرتي وثقافتي ورعايتي لهم، فجميعهم متعلمون ومنهم من اتم اللقب الثاني ايضا.
أنا أرى انّ الام لها الدور الرئيسي في تربية وإنشاء جيل صالح، فكما قال الشاعر حافظ ابراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق، فالأم المتعلمة والمثقفة والصالحة، التي تعرف اهمية رسالتها في الحياة وتقوم بواجبها كما يجب ولا تغفل عنه لحظة، وتبقى تواكب ابناءها منذ الصغر حتى الكبر وتهديهم الى طريق الخير وتبعدهم عن طريق الشر تكون قد ساهمت بشكل كبير ببناء جيل صالح.
تربية الابناء هي أعظم رسالة من الممكن أن تقدّمها المرأة للمجتمع، وبالرّغم من أنّه في بعض الأحيان هناك حاجة لأن تعمل المرأة خارج المنزل من أجل مساعدة زوجها بسبب الاوضاع الاقتصادية، ولكنّي أرى حسب تجربتي أنّ رعاية الأبناء وتربيتهم تربية صالحة هي الأساس لبناء مجتمع صالح وناجح وصحّي.
نورة زعبي (34 عامًا)، أم رامي وأمير، صاحبة مجموعة خاصة بالمشتريات meshop، أنا أم معيلة وحيدة أربي أطفالي لوحدي بعد انفصالي.
تربية الاطفال هي ليست بالأمر السهل، ويتواجد أطفالي عندي 6 أيام في الأسبوع، وبدعم من أهلي ومساندتهم لي استطعت تخطّي أي عقبة اعترضت طريقي واستطعت ان أصعد السلم درجة درجة من جديد، وبغض النظر عن الأم إن كانت معيلة وحيدة ام متزوجة فتربية الأطفال أمر صعب للغاية، ولكن بالرّغم من انفصالي عن والد أطفالي إلا أنه كاند داعمًا ومساعدا لي في تربيتهم وله دور فعال في حياتهم، إن كان في الفعاليات المدرسية، الاجتماعات والرحلات والحفلات وانا أرى أنّ هذه هي الطريقة الصحيحة من أجل مصلحة الاطفال، كما وأنّها ساهمت بشكل كبير في تحصين الأطفال نفسيا.
في المرحلة الاولى بعد انفصالي من خمس سنوات كنت اخاف أن ينظر الناس لأولادي بنظرة الشفقة، أو أن يتعاملوا معهم بطريقة مختلفة أو ربط تصرّفاتهم مهما كانت وكأنها نتيجة مباشرة لعدم وجود أب بنفس المنزل مع انّه موجود بشكل فعلي في حياتهم، من اجل ذلك عملت على تأمين أفضل ما يمكن لأطفالي، وعملت على تنمية شخصياتهم بشكل كبير وتسليحهم بالعلم بأكبر قدر ممكن. بالرغم من الصعوبات التي واجهتها إلا أنّ مجتمعي الصغير كان داعمًا ومتعاطفًا معي.
سمعت جملة قالها خبير في التنمية البشرية: "صائد الغزلان لا يرى الجبال" وكنت أنا أمضي في طريقي على نسق هذه الجملة، فوضعت امامي هدفًا واجتهدت من اجل الوصول إليه، وأنا فخورة بما وصلت إليه اليوم إذ أني أدير واحدة من أقوى مجموعات الشراء عبر الانترنت، أنا أعمل 7 أيام في الأسبوع عدا عن إيصال وإحضار أطفالي من المدارس والدروات، ودوري الأساسي في الحياة هو الأم أسمع مشاكل أطفالي، أنصح، أطبطب، أنصح وأمسح دمعاتهم، أكون في الكثير من الاحيان الام والأب والصديقة بنفس الوقت وهذا الحمل ليس بسيطًا ولكنّي استطعت أن أكون قويّة امام أطفالي ولا أيأس أبدًا، بالمقابل أرى نظرة التقدير من قبلهم والجمل التي أسمعها منهم، ماما انت أحسن ام بالعالم، تقوّيني وتدعمني. أحمل الكثير من الوظائف فوق كتفيّ ولكنّي فخورة بها جميعًا. أحمد الله أن اطفالي لم يشعروا بنقص معين ولم يحتاجوا أحدًا، وأنهم اليوم فخورون بي وبأنفسهم بشكل كبير.
رسالتي لكل أم مرّت بنفس ظروفي: لا تعترفوا بالمستحيل، قد تكون بداية الطريق صعبة ومتعبة نفسيا وماديا ولكن عليكن التركيز على هدف، والهدف الاول يجب أن يكون اولادك ونفسك ، فعليك ألا تهملي نفسك ابدأ ولا أن تهملي تربية الاطفال، في مثل هذه الظروف قد يكون من السهل الاستسلام، عليك ان تكوني قوية، أولادنا هم جيل المستقبل ومن المهم أن نربّي جيل صالح وواعد، أنصحكن بأن تشغلوا أنفسكم بالعمل، فعمل المرأة أمر ضروري لتحقيق استقلالها.
صابرين أبو العلا، (37 عامًا)، يافة الناصرة أم لثلاثة أولاد وفتاة.
أنا أم عاملة وربّة منزل بنفس الوقت، أعمل خارج المنزل وداخله، ولكنّي مؤمنة برسالة المرأة الاولى وهي الأمومة، والتي منها تنبثق كل رسالاتي الاخرى في الحياة. تربية الأبناء ليست بالأمر الهيّن فهي تحتاج إلى الكثير من الصبر والجهد، كي نخرج للمجتمع جيلًا يتعامل بإنسانية وبأخلاق ويقدّم للمجتمع كل ما يفيد، انا أعمل على تربية أبنائي التربية الصالحة لأني أؤمن أن الأم هي البداية في كل شيء، وهي قدوة أبنائها الاولى.
وبمناسبة عيد الأم، أعايد على أمي وكل الأمهات بهذه المناسبة، التي أرى فيها مناسبة مهمة في حياة أي أم، ولكنّي أأسف على الأبناء الذين لا يتذكّرون أمّهاتهم سوى في هذا اليوم وطيلة أيّام السنة هم بعيدون كل البعد عنها. لذلك الاحتفال بوجود الام يجب أن يكون جوهريًّا وليس شكليا. رسالتي لكل الأمهات، كوني نفسك وحققي ذاتك وكل ما تطمحين له في حياتك وتذكّري بأنّك كاملة وليس شيئا ناقصا.
لأمي وكل الامهات، عامكنّ سعيد جدًّا بوجود من تحبّون إلى جانبكم، ولكل من فقد والدته ادعو لها بالرّحمة، وأحيوا ذكراهن ما حييتهم، فالأم هي الحياة، كلّ الحياة. سلام طيب، قبلة على الجبين، ووردة.