محمد بركة - رئيس لجنة المتابعة العليا:
قرار لجنة المتابعة كان بالإجماع أن لا يرفع أي علم سوى العلم الفلسطيني
في الأمس رأينا مشاهد لا يتحملها ضمير ولا عقل ولا أخلاق هذا مشهد ليس فقط فيه خروج عن قرارات لجنة المتابعة انما خروج عن ضميرنا الوطني
كيف يمكن ان نقبل بهذه المناوشات بينما أبناء شعبنا في غزة يجري اصطيادهم وهم عزّل أبرياء إلا بإيمانهم بحقهم بالعودة الى ديارهم؟
من رفع الاعلام السورية لم يصرف النظر عن شهدائنا الابرار فحسب إنما اعتدى على الأغلبية الساحقة من الآلاف المؤلفة التي جاءت لتشارك في الفعالية
سنبحث المطالبة بمعاقبة من لم يحترم قرار المتابعة على طاولة المتابعة بعد الانتهاء من مسيرة الروحة
لم تكن هنالك كلمة مخططة لمنير منصور خلال المهرجان الخطابي، وهناك شخص حاول اقحامه على المنصة ومنحه كلمة على المنبر
لا احد يزاود على المتابعة التي تضع حقوق الاسرى على رأسها، ولدينا لجنة منبثقة عنّا تهتم بشؤون الأسرى
الحضور كان جيدًا وانا اعجب ممن لا يحضر ثم يعتب على انه لم يكن هنالك حضور
هنالك تفاوت في تجنيد الأحزاب للمشاركين، ولكن هذا موضوع للنقاش في لجنة المتابعة وليس في وسائل الإعلام
أعرب محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا لقضايا الجماهير العربية عن سخطه وامتعاضه واسفه في الوقت ذاته ازاء المناوشات والانشقاقات التي شهدتها مسيرة يوم الأرض الخالد أمس الجمعة في مدينة عرابة بعد قيام نفر برفع الاعلام السورية على الرغم من قرار المتابعة بأن تكون مسيرة وحدوية ترفع فيها الأعلام الفلسطينية فقط، وهو مشهد بات يتكرر في السنوات الأخيرة ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، وفي كل عام يتسبب بمناوشات تصل حد التلاسن والتشابك بالأيدي.
وقال محمد بركة في حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب اليوم:"إن قرارات لجنة المتابعة كانت واضحة ليس بتحصيل حاصل، إنما بعد نقاش مطوّل، بحيث اتفقت مركبات المتابعة على ان لا يرفع أي علم سوى العلم الفلسطيني". واضاف بركة:"أنا أسف لما حدث في الأمس، فلو كانت مثل هذه المناوشات تصلح في أي سنة من السنوات الماضية وهي لا تصلح، ما كان من الممكن تحملها أمس، ففي الوقت الذي كنا نجلس فيه على المنصة ونتابع الأخبار التي تأتي تباعًا من غزة العزة، وفي الوقت الذي كنّا فيه نعد الشهداء هناك، كنا نرى هذه المشاهد التي لا يتحملها ضمير ولا عقل ولا أخلاق".
تصوير: أنس موسى اغبارية
خلفية المناوشات
وعن خلفية المناوشات التي حدثت وتسببت بتفريق المسيرة قال محمد بركة لموقع العرب:"في البداية بُلغت وأنا على المنصة أن احدهم رفع علم جبهة النصرة، وقد حصلت مناوشات أثر ذلك ولكن تم تفادي الموضوع واحتوائه، ولكن بعد ذلك رفع العلم السوري في أكثر من مكان وحدثت مناوشات اكبر، وهنا اتساءل، كيف يمكن ان نقبل بهذه المناوشات بينما أبناء شعبنا في غزة يجري اصطيادهم وهم عزّل أبرياء إلا بإيمانهم بحقهم بالعودة الى ديارهم؟ هذا مشهد ليس فقط فيه خروج عن قرارات لجنة المتابعة انما خروج عن ضميرنا الوطني".
من رفع الاعلام السورية؟
ورد رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة على تساؤل لموقع العرب حول هوية رافعي الاعلام السورية في المسيرة، بحيث أتهمت فيه جهات عديدة ونشرت فيديوهات بيّنت نشطاء من حركة ابناء البلد ورئيس الحركة الأسير المحرر محمد كناعنة أبو اسعد، وقال:"انا لا اريد ان اوزع اتهامات بالأسم، ولكن من رفع الأعلام وكان موضع الخلاف لم يكن من أهلنا في الجولان، إنما من اهلنا في الداخل الفلسطيني، وعليه بدلًا ان نرجح الإجماع وخاصةً امام شلال الدم الذي تقوم به اسرائيل في غزة كانت هذه المشاهد هي بمثابة اعتداء على خصوصية المناسبة، فمن رفع الاعلام السورية لم يصرف النظر عن شهدائنا الابرار فحسب إنما اعتدى على الأغلبية الساحقة من الآلاف المؤلفة التي جاءت لتشارك في الفعالية".
وتابع قائلًا:"اضف الى ذلك، لو كنت لتعد من رفع الاعلام، فهم نفر لا يتعدون الـ 10 أشخاص، فلا يعقل ان يفرض عشرة أشخاص مهما كانت دوافعهم على الآلاف ممن جاؤوا ليشاركوا في يوم الأرض، وهنا يسأل السؤال... من انتصر على من؟ لا أحد، بل شعبنا هو الخاسر....، وكل هذه المناوشات كانت مؤذية لأخلاقنا ومؤذية لوحدتنا".
معاقبة من لم يحترم قرارات المتابعة
وفي رده على الأصوات المطالبة بمعاقبة من لم يحترم قرار المتابعة، وفيما اذا كانت هنالك خطوات عملية بهذا الخصوص، قال بركة:"هذا الموضوع سيكون على طاولة المتابعة، ولكن في هذا الوقت كما تعلم فإننا منشغلون بمسيرة الروحة اليوم، وقد دعوت لإجتماع لسكرتارية اللجنة اليوم بعد انتهاء المسيرة من اجل وضع خطوات قادمة وفورية فيما يتعلق بشلال الدم في غزة، وبعد ذلك سيتم مناقشة الموضوع واتخاذ قرارات بشأنه".
منع كلمة لجنة انصار السجين
أما عن محاولة لجنة المتابعة منع منير منصور رئيس لجنة انصار السجين من إلقاء كلمة خلال المهرجان، قال محمد بركة:"لم تكن هنالك كلمة مخططة لمنير منصور خلال المهرجان الخطابي، وهناك شخص حاول اقحامه على المنصة ومنحه كلمة على المنبر، وقد عاد هذا الشخص واعتذر على ما قام به لأنه لم ينسق ذلك معنا، نحن لم ننس الأسرى في ترتيباتنا بل على العكس، كانت لدينا رسالة جاءت من قلب سجن الجلبواع من الاسيرين أمير مخول ووضاح البزري، وقد قرأناها بأسمهم عن المنصة، وهذه كانت الفقرة المخصصة للأسرى، لذا ومنعًا لطيل الوقت رفضنا بدايةً كلمة منير منصور، إلا انه اعتلى المنصة دون اذن، وبدلًا من ان يلقى كلمة توحّد الصفوف اختار ان يزاود علينا بشكل غير مرضٍ، وقال كلمات لا تحترم المناسبة، ومع ذلك فإن ردنا عليه ان لا احد يزاود على المتابعة التي تضع حقوق الاسرى على رأسها، ولدينا لجنة منبثقة عنّا تهتم بشؤون الأسرى، ولا نريد العظة لا من منير ولا من غيره".
العلم السوري خلال المسيرة
الحضور والمشاركة
وعن ما اذا كانت المشاركة في المسيرة على قدر التوقعات قال بركة:"ان المشاركة كانت جيدة ومن رأى حشد المسيرة عندما وصلنا الى ساحة المهرجان في سوق عرابة كان ليعرف ان الحضور جيد، لا اقل انه جيد جدًا ولكن كان جيدًا، وكل سرعة الإحباط واليأس التي يعاني منها مجتمعنا فلا مكان لها، وبدل من ان ننمي هذه المشاعر، تعالوا ننمي مشاعر المشاركة والتحشيد، هذا ما هو مطلوب من كل الأحزاب وكل الغيورين على مصلحة شعبنا، وانا اعجب ممن لا يحضر ثم يعتب على انه لم يكن هنالك حضور". وتابع ردًا على سؤال لموقع العرب:"هنالك تفاوت في تجنيد الأحزاب للمشاركين، ولكن هذا موضوع للنقاش في لجنة المتابعة وليس في وسائل الإعلام".
مسيرة الروحة
وعن دعوة النائب زحالقة لتحويل مسيرة الروحة الى مظاهرة غضب يغلق فيها شارع وادي عارة قال بركة:"إن النائب جمال زحالقة هو أخ وصديق وشريك في العمل الوطني والسياسي، وهو رئيس حزب التجمع وهو مركب اساسي من مركبات لجنة المتابعة، وشريك في اتخاذ القرارات التي اسعى لأن تكون جميعها بأغلبية مطلقة تفوق 80%، عاد وتراجع عن موقفه واقتراحه واصدر بيانًا توضيحيًا دعا فيه الى حشد الصفوف والمشاركة في المسيرة، لأن مثل هذا القرار يتم مناقشته في لجنة المتابعة قبل اخراجه للإعلام، واليوم سنناقش الموضوع وسبل الإحتجاج على المجازر ضد شعبنا في غزة ومع ذلك فإن غزة ستكون حاضرة في مسيرة اليوم بدون شك".