أحمد حازم في مقاله:
بالرغم من أن (الإنترنت) هي قفزة نوعية كبيرة في عالم التقنيات والتقدم العلمي لما فيها من إيجابيات كثيرة، إلا أن سلبياتها ليست بقليلة ولا سيما على المراهقين
الحوت الازرق (blue whale game) تبدو في البداية لعبة بسيطة لكنها لعبة خطرة جدا، ويجب الحذر منها والعمل على إبعادها عن أطفالنا
لعبة "الحوت الأزرق" اخترعها شاب روسي اسمه فيليب بوديكين، الذي اعترف لوسائل إعلامية روسية بأنه يستهدف من وراء اختراع لعبته "تطهير المجتمع من نفايات بيولوجية"
لقد أودت هذه اللعبة بحياة العديد من المراهقين في العالم
في روسيا وحدها بلد مخترع لعبة الموت وبحسب تقارير روسية، أقدم أكثر من 130 مراهقا على الانتحار في نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي
عندما نتحدث في الوقت الحاضر عن المخاطر التي تهدد جيل المراهقين، فأول شيء يدور في ذهننا الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لما تحمله من سلبيات تنعكس على المراهق. وبالرغم من أن (الإنترنت) هي قفزة نوعية كبيرة في عالم التقنيات والتقدم العلمي لما فيها من إيجابيات كثيرة، إلا أن سلبياتها ليست بقليلة ولا سيما على المراهقين. قد يقول قائل أن التربية البيتية الصحيحة يمكن أن تكون حاجزاً لردع المراهق عن السقوط في بؤر السلبيات الناجمة عن (الإنترنت). ويمكن أن يكون هذا صحيحاً، لكن المراهق يعيش أيضاً في محيط غير بيته. فهناك الأصدقاء في المدرسة وقد يكون لهؤلاء تأثير كبير عليه، ومرحلة المراهقة نعتبر في غاية الحساسية فيما يتعلق بالتحولات الجنسية والنفسية.
ارتاح العالم من لعبة بوكيمون غو الخطيرة، حيث أنها ووفقا للأرقام الواردة في الإحصاءات جلبت في الأشهر الخمسة الأولى من انتشارها حوالي 145 ألف حادث سير نتيجة انشغال السائقين أو المشاة باللعبة، ولقي نحو 250 شخصا حتفهم.
لكن العالم لم يرتح من ألعاب الموت. فقد ظهرت لعبة جديدة أكثر خطورة من سابقتها، وهي لعبة إلكترونية على الإنترنت مخصصة للأطفال والمراهقين اسمها الحوت الازرق (blue whale game) تبدو في البداية لعبة بسيطة لكنها لعبة خطرة جدا، ويجب الحذر منها والعمل على إبعادها عن أطفالنا. هذه اللعبة تتضمن خمسين تحدياً تنتهي بتحدي طلب الانتحار من اللاعب، كما لو كانت لعبة الانتحار. هذه اللعبة هي حديث الساعة في المجتمعات العربية وغير العربية لما تشكله من خطورة على حياة المراهق لأن هذه اللعبة تحرض المراهقين على الإنتحار.
لعبة "الحوت الأزرق" اخترعها شاب روسي اسمه فيليب بوديكين، الذي اعترف لوسائل إعلامية روسية بأنه يستهدف من وراء اختراع لعبته "تطهير المجتمع من نفايات بيولوجية". وهذه اللعبة سهلة في البداية، لكن في اليوم السابع والعشرين من اللعبة يتغير كل شيء، حبث يطلب من المراهق المستخدم رسم صورة لحوت على الذراع بسكين حاد لتترك آثاراً واضحة، وتصوير إنجازه لكل طلب ليتحقق تنفيذ الأمر لصاحب اللعبة، وفي النهاية يأتي طلب الانتحار.
وقد يتساءل أحدهم عن سبب عدم انسحاب المراهق أو الطفل من اللعبة، ويرد على ذلك الدكتور رفيق القدري الأخصائي في علم النفس بالقول: أن "هذه المرحلة العمرية حرجة جدا، حيث إن الطفل لا يميز بين الأشياء التي تضره والأخرى التي تفيده، وبالتالي لا يعي خطورة هذه الألعاب الإلكترونية على سلوكه، فيصبح فردا يميل إلى العنف والجريمة ويقبل على إيذاء نفسه وجسده بطريقة لا شعورية ودون تفكير في النتائج أو العواقب، كما أن رؤية الطفل بصفة دورية للقتل والدم وللأدوات الخطيرة كالسلاح والسكين تجعله لا يهابها ويقبل عليها دون خوف". ويرى باحث آخر أن التحكم بالمراهقين والاطفال المنخرطين في اللعبة يصبح سهلاً من خلال أساليب نفسية وسيكولوجية مما يؤدي لخضوعهم وتنفيذ كل الأوامر المطلوبة منهم.
ولكن من أين جاءت هذه التسمية، بمعمى لماذا أطلق عليها اسم لعبة الحوت الأزرق. نقول المعلومات أن الإسم مأخوذ من فصيلة من الحيتان معروفة بعادة الانتحار وأن فكرة هذه اللعبة التي هي في منتهى الخطورة مخطط لها بإتقان. وقد وصف باحث خليجي لعبة الحوت الأزرق بأنها " ترويج فكرة الموت المجاني، حتى يتحول الموت إلى فكرة جاذبة أو هواية مفضلة".
لقد أودت هذه اللعبة بحياة العديد من المراهقين في العالم. ففي روسيا وحدها بلد مخترع لعبة الموت وبحسب تقارير روسية، أقدم أكثر من 130 مراهقا على الانتحار في نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، وقد حصد الموت اربعين طفلا في البرازيل نتيجة هذه اللعبة، كما انتحر المئات من الأطفال في الأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وصربيا وإسبانيا وفنزويلا والبرتغال والولايات المتحدة وأيضا الدول العربية وغيرها من الدول. وبالرغم من ذلك ما زالت هذه اللعبة القاتلة تنتشر حول العالم. ومسموح بها رغم أنها معادية للقيم والمبادئ الأساسية المتفق عليها عالمياً وإنسانياً. فانتبهوا لأولادكم وحذروهم من لعبة الحوت الأزرق قبل فوات الأوان.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net