أحمد حازم في مقاله:
الممثلة والمخرجة الأمريكية اليهودية الأصل، ناتالي بورتمان التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، هي واحدة من مشاهير العالم التي رفعت صوتها عالياً وقالت: لا للقتل في غزة
المسؤولون الإسرائيليون فقدوا صوابهم عندما سمعوا بالخبر، إذ لم يكن بامكان هؤلاء المسؤولين وصف الممثلة الأمريكية بـ "معادية للسامية" لأنها إسرائيلية المولد ويهودية الديانة
ناتالي بورتمان، التي تصدر اسمها العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام العالمية بسبب موقفها الجريء برفض الجائزة الإسرائيلية، والتي حصلت على جائزة أوسكار في هوليود
بقي عليّ التمني، لو أن الأنظمة العربية ولا سيما الخليجية تبرهن ولو لمرة واحدة على وقوفها الجدي مع غزة وتعلن في هذا الوقت بالذات عن إقامة حفل تكريم عالمي للممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان تقديراً لموقفها
ينشرح صدري عندما أسمع أصواتاً تضامنية من مشاهير في العالم مع الفلسطينيين، وينتابني شعور بالغبطة والفرح أيضاً عندما أقرأ وأشاهد في وسائل إعلام عالمية عن إدانات شديدة لأعمال القتل التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل عام ، وفي قطاع غزة بشكل خاص. لكني أشعر بارتياح مميز عندما أقرأ عن مشاهير يهود كبار في العالم يتحدثون عن غضبهم من نتنياهو وإدانتهم لسياسة القمع الإسرائيلية ضد أهل غزة .
الممثلة والمخرجة الأمريكية اليهودية الأصل، ناتالي بورتمان التي تحمل الجنسية الإسرائيلية، هي واحدة من مشاهير العالم التي رفعت صوتها عالياً وقالت: لا للقتل في غزة، وأعلنت عن رفضها حضور حفل توزيع جوائز "مؤسسة جينيسيس برايز" في إسرائيل، والذي كان مقرراً أن يكون تحت رعاية نتنياهو. وبسبب رفض ناتالي المشاركة في الحفل، قررت المؤسسة إلغاء حفل توزيع الجوائز الذي كان من المزمع إقامنه في إسرائيل في الثامن والعشرين من شهر يونيو/ حزيران القادم.
ولا بد هنا من الإشارة إلى نقطة مهمة وهي أن الروس يتدخلون في الثقافة أيضاً لصالح إسرائيل، وليس في السياسة فقط لأن "مؤسسة جينيسيس برايز" أسسها يهودي روسي اسمه ميخائيل فريدمان بالإشتراك مع رجال الأعمال اليهود الروس الأثرياء، وترتبط هذه المؤسسة مباشرة بمكتب نتنياهو والوكالة اليهودية لإسرائيل.
المسؤولون الإسرائيليون فقدوا صوابهم عندما سمعوا بالخبر، إذ لم يكن بامكان هؤلاء المسؤولين وصف الممثلة الأمريكية بـ "معادية للسامية" لأنها إسرائيلية المولد ويهودية الديانة. ولم يتبق لهم سوى الإعلان عن أسفهم وغضبهم. لكن وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف جاهزة دائما لتوجيه تهمة حتى لأبناء دينها الذين ينتقدون إسرائيل إن كان ذلك في الداخل أو في الخارج. فقد ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن ريجيف صرحت بأن " ناتالي بورتمان سقطت كثمرة ناضجة في أيدي مؤيدي حركة مقاطعة إسرائيل". وخلافاً لرأي الوزيرة الإسرائيلية، ارتفعت أصوات يهودية تؤيد بورتمان وتشد على يدها، إذ توجهت منظمة "صوت اليهود من أجل السلام" بشكر بورتمان على قرارها بعدم حضور الحفل،
ويبدو أن دعوة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيقات في استخدام الذخيرة الحية من قبل الجيش الإسرائيلي ضد المسيرات الفلسطينية السلمية (مسيرات العودة) منذ 30 مارس الماضي، وراح ضحيتها 36 فلسطينيا بينهم أطفال،على طول الحدود مع قطاع غزة،، دفعت بورتمان إلى عدم المشاركة في الحفل. وهذا الأمر ظهر واضحاً في تصريحات لها قالت فيها: " أن عدم مشاركتها هو بسبب الأوضاع التي تشهدها إسرائيل والأراضي الفلسطينية أخيراً. "
ناتالي بورتمان، التي تصدر اسمها العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام العالمية بسبب موقفها الجريء برفض الجائزة الإسرائيلية، والتي حصلت على جائزة أوسكار في هوليود، عن دورها في الدراما النفسية المشوقة "بلاك سوان" عام 2011 عندها في الحقيقة أسياب سياسية أخرى مهمة جعلتها ترفض الجائزة. فهذه الممثلة الجريئة القوية التي درست علم النفس في جامعة هارفارد الأمريكية، عرفت نفسية نتنياهو وأعلنت عن كرهها له منذ سنوات. فقد قالت في مقابلة مع مجلة “هوليوود ريبورتر” عام 2015، وأشارت إليها صحيفة هآرتس "إنها تعارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل كبير وإنها منزعجة من إعادة انتخابه رئيسًا للوزراء، لأن تصريحاته عنصرية بشكل فظيع بالنسبة لي”. كما قالت على حسابها في موقع التواصل الإجتماعي "انستقرام" إن " قراري عدم حضور حفل توزيع جوائز جنسيس لأنني لا أريد أن أظهر كمؤيدة لبنيامين نتنياهو"
نقطة سياسية أخرى في غاية الأهمة أشارت إليها ناتالي بورتمان بقولها: "إسرائيل نشأت قبل 70 عامًا كملاذ للاجئين من الهولوكوست، ولكن ما يحصل اليوم من سوء معاملة لا يتماشى مع قيمي اليهودية، ويجب أن أقف ضد العنف والفساد وعدم المساواة وسوء استخدام السلطة".
بقي عليّ التمني، لو أن الأنظمة العربية ولا سيما الخليجية تبرهن ولو لمرة واحدة على وقوفها الجدي مع غزة وتعلن في هذا الوقت بالذات عن إقامة حفل تكريم عالمي للممثلة الأمريكية ناتالي بورتمان تقديراً لموقفها المناهض لإسرائيل بشكل عام ولنتنياهو بشكل خاص.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net