وصل الى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان جاء فيه:" من داخل دفيئة الثقافة في مركز محمود درويش الثقافي البلدي في الناصرة انبعثت الابداعات من الامسية التكريمية التي اقيمت للدكتور الناقد رياض الكامل بمناسبة اشهار كتابه النقدي " دراسات في الادب الفلسطيني "مساء الأربعاء بتاريخ 25.4.18 بمشاركة الدكتورة كوثر جابر قسوم والاديب فريد غانم والشاعر مفلح طبعوني.
قدم الندوة التكريمية بمهنية عالية الشاعر مفلح الطبعوني فاستهلها بالترحيب بالحضور والمحاضرين والمحتفى به الدكتور رياض كامل وأتبعها بكلمة غنية، ومما جاء فيها: "يجمل بنا قبل الغوص في "دراسات في الادب الفلسطيني" للكامل ان نشخص العلاقة بين صدى الإبداع والنقد بمدارسه المختلفة ومقوماته الثقافية والاجتماعية، الشكلية والمضمونية الفاعلة بالمتلقي الثاقب والنافذ بعقله وحواسه وامكانياته".
قدمت د. كوثر جابر مداخلة قيمة أشارت فيها إلى أنّ النصّ الأدبيّ شبكة معقدة من السياقات المتداخلة، وليس بالضرورة أن يعيَها كاتبُ النصِ، أو القارئُ العاديُّ، وتفكيكُ هذه الشبكةِ يقعُ على عاتقِ الناقد. وقد شرحت عن دور الناقد د. رياض كامل الهام في متابعة الحركة الأدبيّة الفلسطينيّة في الداخل بثبات واتّساق، وإلى سعة اطّلاعه وامتلاكه لأدوات نقديّة مختلفة. كذلك تحدّثت عن خطاب د. رياض النقديّ، وآلياتِهِ وأدواتِه المعرفيةِ وتفاعلها مع بعضها، وفق محاورَ مختلفةٍ هي: اختيارات الناقد، النقد الثقافيّ، آليّاته النقديّة، التأويل المختلف في كل نص. وفي نهاية المداخلة أشارت إلى رسالة الناقد رياض كامل الفكرية الخاصّة التي كان يحرص أن يجاهر بها في ثنايا مقالاته.
ومن ثم قدم الأديب فريد غانم، من وجهة نظر المبدع، مداخلة تناول فيها بعض الجوانب التي شملها الكتاب ومنها:
علاقة المؤلف بالمتلقّي، ومسألة أفضليّة النّاقد الجادّ في تفسير النّصّ والكشف عن عوامل
نجاحاته وإخفاقاته.
اتّساع ظاهرة الأدب الرّديء والنّقد الرديء، وانعكاساتهما السلبيّة على الأدب عمومًا، وأهمّيّة النّقّاد الجدّيّين المزوّدين بالأدوات والثّقافة الواسعة والنّظرة الثّاقبة والاستقامة.
التّمييز بين الذّاتيّة والانغلاقيّة، بمعنى أنّ الذّاتيّة هي موقد لاختمارات القضايا الوجوديّة
والمجتمعيّة والمعرفيّة في ذات المؤلّف، فيما تشكّل الانغلاقيّة انقطاعًا عن هذه القضايا.
د. كامل يعتمد تحليقة الطّائر ذي النّظرة الشّاملة على حقول النّصّ، وكذلك يعتمد طريق
النّملة التي تجوب الحقول وتقّلبها حبّة حبّة، طولًا وعرضًا وعمقًا.
إزاء التّحوّلات والاستحالات والطّفرات السّريعة في عالمنا، وجب علينا الخروج من أقفاصنا
الذّهبيّة. فمثلما لاتصلح الدّرع لصدّ صاروخ "توماهوك"، فإنّ أطلال خولة لا تستطيع مواجهة قضايا العصر.
وفي النهاية قدم د. رياض كامل رؤية موجزة حول النقد ودور الناقد ومما جاء فيها: النقد قديم عند العرب، وسوق عكاظ أحد مظاهره، ثم تطور في العصور اللاحقة وبات أكثر منهجية وبرزت فيه أسماء لامعة في العصر العباسي. أما في العصر الحديث فقد قدّم الغرب للعالم نظريات تسعف الدارس للتعامل مع الأدب وتقنياته بناء على رؤية منهجية. وأضاف نحن لا نطبق هذه النظريات تطبيقا أعمى على أدبنا لأن له خصوصياته ووسائله ولغته. وللناقد عدة أدوار منها أنه وسيلة اتصال بين النص والقارئ، وإلقاء الضوء على نقاط القوة والضعف في النص بهدف التقييم والتقويم بعيدا عن الأهواء والعواطف. وأشار إلى "سيولة" الإنتاج ودعا دور النشر إلى التريث قبل الإصدار.
وفي النهاية قام بعض الحضور بالمشاركة في النقاش وتوجيه بعض الأسئلة للدكتور رياض كامل فأجاب عنها جميعا بإيجاز شديد. ثم شكر الحضور والمحاضرين. واختتم اللقاء بتوجيه الشكر للقيمين على مركز محمود درويش الثقافي، وخاصة لراعي الأمسية الشاعر مفلح الطبعوني الذي قدم الندوة وأدارها.