قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم الأربعاء أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم ينفي المذابح التي تعرض لها اليهود بما فيها المحرقة، وذلك بعد اتهامه بمعاداة السامية.
وعبر عريقات في بيان عن "استغرابه للهجمة المنسقة التي تقوم بها إسرائيل في العالم في محاولة لاتهام الرئيس عباس بمعاداة السامية ورفض المفاوضات واتهامه بالإرهاب مرات عديدة، من خلال تحريف أقواله أثناء افتتاح المجلس الوطني الفلسطيني حيث ذكر رأي بعض المؤرخين اليهود".
وأكد عريقات أن عباس "يؤمن بالسلام والمفاوضات وبإقامة دولتي فلسطين وإسرائيل تعيشان بسلام وأمن وحسن جوار حسب رؤيته للسلام التي طرحها أمام مجلس الأمن بتاريخ 2018/2/20، كما أكد مرارا احترامه للديانة اليهودية وأن مشكلتنا مع من يحتل أرضنا".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم الرئيس عباس بمعاداة السامية وإنكار المحرقة النازية، وذلك بعدما قال عباس في كلمة إن الاضطهاد التاريخي لليهود الأوروبيين نجم عن سلوكهم وتورطهم بـ"الربا والبنوك".
وغرد نتنياهو على صفحته على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي قائلا "يبدو أن من أنكر المحرقة النازية مرة سينكرها دوما (..) أدعو المجتمع الدولي لإدانة معاداة السامية الجسيمة من جانب أبو مازن".
وكان الرئيس عباس قال في افتتاح اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني أول أمس الاثنين في رام الله إن اليهود الذين انتقلوا إلى أوروبا "كانوا كل 15-10 سنة يتعرضون لمذبحة من دولة ما، منذ القرن الحادي عشر حتى الهولوكوست".
وأضاف مشيرا إلى ثلاثة كتب لمؤلفين مختلفين "يقولون الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم، وإنما بسبب وظيفتهم الاجتماعية، إذن المسألة اليهودية التي كانت منتشرة في أوروبا ضد اليهود، ليست بسبب دينهم بل بسبب الربا والبنوك".
وتابع "الدليل على ذلك كان هناك يهود في الدول العربية، أتحدى أن تكون حدثت قضية ضد اليهود في الوطن العربي منذ 1400 سنة لأنهم يهود".
وقوبلت تصريحات عباس أيضا بإدانة من وزير الخارجية الألماني هايكو ماس وخدمة العمل الأوروبي الخارجي التابعة للاتحاد الأوروبي أكبر مانح مساعدات للفلسطينيين.
وقال ماس لصحيفة دي فيلت اليومية "نرفض أي تشكيك في المحرقة وألمانيا تتحمل مسؤولية أكثر الجرائم فظاعة في تاريخ البشرية" مشيرا إلى أن ذكرى المحرقة هي تذكرة مستمرة بضرورة التصدي لأي شكل من أشكال معاداة السامية.