طارق بصول في مقاله:
بالنسبة لبلادنا؛ من حيث الموقع الجغرافي تقع في القسم الشمالي للكرة الأرضية، اما من حيث الزمن فقد يتزامن شهر رمضان هذه ألسنه مع فصل الربيع، لهذا يطول عدد ساعات النهار ويكون عدد ساعات الصيام أكثر
بسم الله الأول دون بداية والأخر دون نهاية نحمده ونستعين به، فرض علينا الصيام لكي نقترب أكثر لطاعته ونستنجد برحمته ونُنقى من الذنوب ونبتعد عن العصيان، ونصلي ونسلم على المبعوث رحمه للعالمين سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) (البقرة-185(.
ها نحن نقف على أبواب شهر الخير والبركات نستعد لنفحاته وروحانياته التي نعيشها مره واحده في العام، في هذه المقالة سوف نتطرق لسبب اختلاف موعده السنوي، بحيث يختلف من عام لآخر ويعود كل سنه احدى عشر يوماً الى الوراء، كما اننا سوف نخوض بسبب اختلاف عدد ساعات الصيام من منطقة جغرافية لأخرى.
الموعد السنوي:
الموعد السنوي للشهر الفضيل يختلف من عام لآخر، فكل عام بداية الشهر تعود احدى عشر يوماً الى الوراء نسبياً مع السنة الميلادية. يتعلق هذا الاختلاف بالعلاقة بين السنة الميلادية-الشمسية (للديانة المسيحية) التي تعتمد على دوران الأرض حول الشمس والذي يستغرق 365 وربع يومأ والسنه القمرية (للديانة الإسلامية واليهودية) التي تعتمد على دوران القمر حول الأرض والذي يستغرق 29.5 يوم وعند ضرب 29.5 باثنا عشر شهراً يكون مجموع أيام السنة القمرية 354 يوماً، لهذا يبقى هنالك فارق 11 يوماً بين السنة الشمسية والقمرية.
بالنسبة للديانة اليهودية كان من الصعب إبقاء هذا الفارق لان المناسبات والاعياد اليهودية تتعلق بفصول ألسنه فمثلاً: عيد الفصح (פסח) يكون فقط في فصل الربيع، اما العرش فيكون في فصل الخريف، لهذا توصلوا لحل ان يُبقي الفارق 11 يوماً وكل 2-3 سنوات يتم اضافه شهر 13 (يسمى ادار ب) على ألسنه العبرية من اجل الموازنة بين التوقيت الشمسي والقمري.
اما بالنسبة للديانة الإسلامية فلم يكن هنالك عائق، فلا مانع شرعي للقيام بالفرائض والشرائع الدينية منها الصيام، الحج، الأعياد، ذكرى المولد الشريف والاسراء والمعراج بالصيف او الربيع او الشتاء والخريف، لهذا بقي الفارق 11 يوماً وكل عام تعود مواعيد المناسبات الإسلامية 11 يوماً تقريباً الى الوراء ففي العام الماضي بدأ شهر رمضان الفضيل في تاريخ 27 أيار، اما هذه السنة على الاغلب سوف يبدأ بتاريخ 16 ايار، وفق هذه المعادلة من الممكن حساب موعد شهر رمضان وباقي المناسبات الإسلامية لسنوات عديدة.
الموقع الجغرافي وعدد ساعات الصيام.
هنالك اختلاف بعدد ساعات الصيام من منطقة لأخرى على سطح الكرة الأرضية، فهنالك دول تصوم 8 ساعات واخرى 10 ساعات، اما نحن فسوف نصوم ما يقارب 16 ساعات، هذا الاختلاف يعود الى زاوية اشعة الشمس لخطوط العرض.
يصل عدد خطوط العرض على الشبكة الجغرافي 181، منهم 90 خط شمال خط الاستواء و-90 خط جنوب خط الاستواء، تدور الكرة الأرضية حول الشمس بشكل مائل 23.5 درجة، لهذا تنتقل اشعة الشمس بسمت (خط مستقيم) بين خطي عرض 23.5 شمال (مدار السرطان) و-23.5 جنوب (مدار الجدي).
وفق هذا الميلان تتكون فصول السنة الاربعة، فقد يكون سَمت الشمس على خط الاستواء مرتين في السنة؛ الأول في تاريخ 3-21 بداية فصل الربيع في القسم الشمالي وفصل الخريف في القسم الجنوبي، منذ ذلك اليوم تبدأ تصل كمية اشعاع أكبر للقسم الشمالي حتى تصل ذروتها بتاريخ 6-21 في هذا اليوم يكون سمت الشمس على مدار السرطان في القسم الشمالي للكرة الأرضية ويبدأ فصل الصيف هناك وتكون معظم اشعة الشمس في القسم الشمالي، لهذا يزداد عدد ساعات النهار وتقل عدد ساعات الليل، الثاني في تاريخ 9-21 بداية فصل الربيع في القسم الجنوبي وفصل الخريف في القسم الشمالي، ومنذ ذلك اليوم تصل كمية اشعاع اكبر للقسم الجنوبي حتى يصل أقصاها بتاريخ 12-21 فقد يكون سمت الشمس على مدار الجدي في القسم الجنوبي للكرة الأرضية ويبدأ فصل الصيف هناك، لهذا يزداد عدد ساعات النهار وتقل عدد ساعات الليل.
بالنسبة لبلادنا؛ من حيث الموقع الجغرافي تقع في القسم الشمالي للكرة الأرضية، اما من حيث الزمن فقد يتزامن شهر رمضان هذه ألسنه مع فصل الربيع، لهذا يطول عدد ساعات النهار ويكون عدد ساعات الصيام أكثر، اما الدول الواقعة جنوبي خط الاستواء؛ البرازيل، الارجنتين وجنوب افريقيا من حيث الزمن فهم في فصل الخريف لهذا عدد ساعات النهار اقل وبهذا يكون عدد ساعات الصيام ايضاً اقل.
نسأل الله العظيم ان يبلغنا رمضان ويمن علينا بصيامه وقيامة، ويعود على الامة سنوات عديدة بأحسن حال على نهج سيدنا محمد ابن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net