خلال كرنفال المسحراتي الرمضاني - كفرقرع

 تجمهر المئات من أبناء كفرقرع وخارجها حول الحناطير وفرقة المسحراتي العكيّة

عاشت كفرقرع ليلة الامس كرنفالًا تراثيًا رمضانيًا مميزًا من الطراز الاول، سارت فيه عائلات كفرقرع من كل الشرائح العمرية والفكرية ومن كل الأحياء وانصهرت في بوتقة واحدة، بمسيرة يتقدمها حنطور عكاوي مميز. وذلك تحت رعاية مجلس كفرقرع المحلي وكوكبة من رجالات الأعمال وأصحاب المحال التجارية وأهل الخير في القرية، وإشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللامنهجية في المجلس المحلي وبعبق الماضي وروح الأسرة العربية الاسلامية الفلسطينية القطرية الواحدة، وبأجواء رمضانية ايمانية تراثية وابتهالات وأناشيد دينية إسلامية، وبشعور الأسرة الإسلامية الرمضانية الواحدة، ومن خلال مشاركة جماهيرية جارفة وواسعة قرعاوية وقطرية وواسعة لم يسبق لها مثيل من قرية كفرقرع والقرى والبلدان المجاورة.

هذا، وقد حضر الاطفال وذويهم وهم يحملون أجمل الفوانيس لتكون مسيرة فوانيس رمضانية تليق بكفرقرع الطيبة للعام الحادي عشر على التوالي ولتترسخ هذه الاحتفالية في ذهن الاطفال القرعاويين.

وقام قسم الثقافة في المجلس المحلي بعقد المسيرة والكرنفال السنويين للعام الحادي عشرعلى التوالي والتي باتت منوالاً ثقافيًا تراثيًا متطلبًا جوهريًا ينتظره الناس في رمضان بكل شغف ومحبة. وجاب جمهور غفير من المواطنين الذي شعّ بالسعادة وشعور الوحدة من كفرقرع وخارجها، شوارع القرية في مسار طويل شق القرية من منطقة المهد إلى أرض الحوارنة برفقة الابتهالات الإسلامية والأناشيد الرمضانية من فرقة المسحراتي العكية التي أبدعت في نسج ليلة رمضانية من وحي الماضي بنكهة قرعاوية مميزة روفقت بحب الناس وروعة التآخي بينهم، وذلك خلال مسيرة المسحراتي الرمضانية القرعاوية التراثية الحادية عشرة ويتقدمهم حنطور أيام زمان مُزينًا بالفوانيس والتي أفلحت في استحضار ليلة رمضانية من الزمن الجميل الأصيل ورونق العراقة أخذت الحضور والمشاركين والأولاد والأهالي في رحلة تراثية إلى عبق الماضي ورمضان أيام زمان في كرنفال رمضاني رائع مُرصع بالأجواء الشعبية التي ميزت الزمن الأصيل والزمن الجميل الذي نشتاق إليه لأننا أسرى الحداثة والعولمة، زمن بساطة الحياة ورونق الصدق، ومشاركة الصغير والكبير ومن كل الفئات العمرية والعائلية القرعاوية الكبيرة المحبة لبعضها البعض، لتمزج كل الفئات الفكرية، الإنسانية والعمرية في بوتقة إنسانية واحدة، ومسيرة إيمانية ينيرها الإيمان الصادق والمشع في قلوب أولادنا والجيل الصاعد الذي يتشبث بالتراث الإسلامي ويأبى رحيله من الذاكرة مما يبشر بالخير.

إنطلقت البوادر الأولى للكرنفال من خلال الفقرة الأولى التي كانت في ساحة بناية العمار، حيث تجمهر المئات والمئات من أبناء كفرقرع وخارجها حول الحناطير وفرقة المسحراتي العكية التي باشرت بالأناشيد الإسلامية وأناشيد المسحراتي التقليدية والتي أطربت الحضور وأسعدتهم، ومن ثم انطلقت الجماهير الغفيرة بالمئات إلى المسار التقليدي للمسيرة برفقة قوى الأمن الشرطية وسيارات الإسعاف التي ساعدت في فتح وإغلاق الشوارع من أجل الحفاظ على سلامة الأطفال والأهالي في المسار الطويل والشيق في سراديب الذاكرة الرمضانية. وقد إنطلقت المسيرة تمام الساعة العاشرة الا ربع من أمام بناية العمار وصولًا الى الملعب البلدي لمدرسة الحوارنة الابتدائية، وهناك انطلقت الفقرة الرئيسية للكرنفال مع حفلة مميزة ومهرجان أخاذ مع الفنان محبوب الاطفال نعمة خازم وفرقة الاخوة المهرجون والحركات الترفيهية البهلوانية الراقصة وفعاليات البالونات وأشكالها وحفلة استمرت بصحبة الأهالي حتى منتصف الليل، بالإضافة إلى فقرات ترفيهية تثقيفية هادفة متعددة، أبرزها فقرة السحر الشيق مع الفنان نعمة خازم.

وقد ردد الأهالي خلال المسيرة كل الأناشيد الإسلامية التي ذكرتها الفرقة العكية والأجواء الدينية جابت كل شوارع القرية والحمد لله ورقت عيناي شوقًا، والتي رددها الصغير والكبير لتصل الرسالة الدينية لكل شرائح المجتمع العمرية في ليلة يأباها النسيان من الذاكرة القرعاوية. كما روفقت المسيرة بعدد كبير من المهرجين والمهرج ذو الأرجل الطويلة والفنان الذي يلف بعباءة المولد لتفلح فرقة المسحراتي العكية بنسج أروع سبل الغوص في بحر التراث لنخرج بصدف العراقة والأصالة. وفي لحظة وصول المسيرة إلى مقر الاحتفال الرئيسي للكرنفال على أرض الحوارنة وكان بانتظارها جمهور غفير مشارك في ساحة الحفل، ومن ثم اعتلت المسرح مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية السيدة مها زحالقة مصالحة والتي حيت جميع الحضور والمشاركين من كفرقرع وخارجها.

وافتتحت المهرجان بتحية قلبية لأهالي غزة وصمودهم وأهدتهم وأهدت الجمهور أغنية الفنان محمد عساف "أنا دمي فلسطيني"، كما واستمعت الجماهير الى أغان دينية للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مثل: لاقت عيناي وقمر.
وأشادت بسخاء التبرع للسادة المتبرعين الافاضل وذكرتهم أمام الجمهور: مجلس كفرقرع المحلي، ديزول صعابنة، السيد محمود فريد عثامنة ونزل سلام، كوندوتوريا أبو علي، محلات طيبة بفروعها، السيّد رفقي عسلي وأولاده، السيّد زهير بدوية. ومن ثم قدمت فرقة الاخوة المهرجون والفنان نعمة خازم أجمل العروض البهلوانية التي أسعدت وأشركت الأهالي والأطفال وتخللها فقرات من السحر وفن نفخ البالونات والرقص الجماعي للمهرجين والكثير من المفاجآت، كما وبادرت مديرة قسم الثقافة الى فقرة تطيير البالونات من قبل الاطفال وذويهم التي انطلقت الى السماء بتوجيه دعاء وتضرع لرب العالمين أن يحمى الأمة الإسلامية من كل سوء وأن يحمى الشعب الفلسطيني والمجتمع القرعاوي وجمهور المهرجان تحت بركة دعاء ليالي رمضان، وهكذا عاشت كفرقرع ليلة تاريخية شمسها سعادة أزهار الأرض، أحباء الله.

وفي حديث لمراسلنا مع المحامي حسن محمد عثامنة رئيس مجلس كفرقرع المحلي، فقد أعرب عن غبطته وسعادته بالفرحة الكبيرة المرسومة على وجوه الاطفال خلال المسيرة والاحتفال الذي تلاها، مؤكدًا أنّ: "مجلس كفرقرع المحلي يضع نصب عينيه رفاهية وسعادة المواطن القرعاوي وراحته ويجند كل طاقاته لهذا الغرض نحو خلق الجو الامثل والافضل لاولادنا".

وفي تعقيب لها عبرت لنا مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية عن غبطتها وسعادتها اللا حدود لها بالحضور الجارف والطوفان البشري الذي كان في المسيرة والحب الكبير الذي يكنه أهالي كفرقرع والمنطقة لهذا المنوال الإنساني التراثي الترفيهي الذي يجمع الناس بأجواء شعبية، مؤكدة أن حضورهم هو فانوس السعادة، مشيرة الى الازدياد الملحوظ في الاقبال على الكرنفال من عام الى عام. كما وأشارت الى أن المسيرة كبرت وتزايد عدد المشاركين بها ككرة الثلج من خلال انضمام أهالي الأحياء اليها في كل المحطات، وأكدت بأن علامات السعادة والرقص البريء في عيون الأطفال المشاركين وقفزهم على الأرض إنما هي الدليل القاطع على نجاح الكرنفال الذي هدف إلى تعميق وترسيخ أسس التراث الإسلامي وتجذير حب الجيل الجديد للماضي وتعزيز الحنين إليه بالإضافة إلى رسم البسمة والسعادة على شفاه أطفالنا بريشة التراث الإسلامي التي تمزج التراث بالفكاهة بهدف التمرير والتذويت الصادقين. كما وعبّرت عن سعادتها القصوى بالكم الهائل من ردود الفعل التي أبدت سعادتها ورضاها عن محطات الكرنفال بشكل خاص ووجهت جزيل الشكر لأكثر من ألفي مشارك ومشاركة الذين غزلوا هذا النجاح التاريخي بروعة مشاركتهم.
كما ووجهت جزيل الشكر الى العم أبو هلال أبو عطا آذن مدرسة الحوارنة الابتدائية على مساعدته في تجهيز الملعب بأبهى حلة لاستقبال الجماهير. ووجهت الشكر الاكبر لكل الناس الذي غزلوا ببهاء حضورهم أجمل قصة نجاح واضخم مسيرة في تاريخ كفرقرع على مدار العقد الاخير. وأشادت بالرقي والنظام ووجهت جزيل شكرها للمنظمين والمنظمات المتطوعين من مدرسة السلام الاعدادية ومربياتهم السيدة رجاء مصالحة والسجة فيروز زحالقة وطلاب النهضة والاهلية والثانوية الشاملة كفرقرع.